وليد الشيخ يكتب: بين "نظرة" كلاوديا، و"مات الكلام" لسامح

Waleed Elshekh
وليد الشيخ

“إذا أردت أن تخلق إرهاباً، فاستهداف السياح طريقة جيدة لتحقيق ذلك”. مقدمة تقرير “واشنطن بوست” حول إغتيال السياح المكسيكيين

—-

فجأة وخلال ساعات قليلة توالت الأخبار المتناقضة “لليوم السابع” مساء الأحد 13 سبتمبر، من “تصفية” 8 إرهابيين في الواحات، مرة متورطين بخطف المهندس الكرواتي، ومرة تابعين لهشام العشماوي المتورط بإغتيال النائب العام، إلي “إصابة أتوبيس سياحي بالخطأ” أثناء مواجهات مع إرهابيي بيت المقدس، ثم بأن ما حدث إغتيال 8 مكسيكيين و4 مصريين في فوج سياحي “خطأ” في سيارات دفع رباعي

—-

بدلا من الإعتراف بحقيقة الخطأ والتعهد بتحقيقات شفافة وتعويضات للضحايا، تم إتهامهم بأنهم المذنبون والمسئولون عن مقتلهم، بحجة دخول منطقة محظورة وبالسير دون تصاريح أمنية. وهو ما نفته “رشا نصر” مديرة شركة السياحة المسئولة عن الفوج المكسيكي، بنشر التصريح الأمني لخط سير الفوج باليوم والساعة من لحظة وصوله حتي سفره، مع مرافقة أمن من شرطة السياحة، ومرورهم بأكثر من كمين أمني دون تحذير، وتعرضهم لهجوم عسكري جوي مفاجئ، عزته لخطأ أمني لعدم التنسيق بين شرطة السياحة والجيش.

—-

ثم إنتشرت أخبار مفبركة بأنهم إرهابيين، وإكتشاف مخزن ذخيرة في نفس المكان ثبت أنه في صنعاء، ودعم الرئيس المكسيكي وتفهمه لقتل مواطنيه، وقول الوفد أنها عملية تمت لإحباط خطف السياح! وصولا لقول د. “عزة هيكل” عميدة كلية الإعلام بالأكاديمية العربية أن الأمن القومي أهم من السياحة والسفاري والدولارات، وليذهب كل شيء إلي الجحيم، وتساؤل الصحفية “فريدة النقاش”: لماذا نستبعد قيام الإخوان بهذه الجريمة الإرهابية؟! بينما إكتفي السيسي بتهنئة المكسيك بعيدها القومي

الوزير

الإعلام الدولي حمل بشدة علي النظام المصري، وقالت “واشنطن بوست” أن الإرهابيين يتخذون السياح هدفا، بينما الآن الجيش يقتل السياح شكا منه أنهم إرهابيون، ونقلت تعليقات ساخرة علي الإنترنت أن الحكومة المصرية قتلت سياحا مؤخرا أكثر من المسلحين الذين يقتلونهم، ثم ينتقدون الإعلام الدولي، والتساؤل عن عدد المصريين الذين يقتلون بالخطأ في سيناء، وتحميل المدون “محمود سالم” المسئولية للسياح بالمغامرة بالدخول إلي منطقة “غير آمنة” تسمي مصر.

—-

صحيفة “نيويورك تايمز” شككت في الرواية الرسمية ونقلت عن “سوزان كالديرون” زوجة أحد القتلي أنه تم قصفهم حوالي خمس مرات من الجو خلال ثلاث ساعات، وإعتبرت “القتل الخطأ” نكسة جديدة للسيسي وإحراجا له، وكارثة تهدد صناعة السياحة المصرية، وإشارة لفشل الدولة في سحق “التمرد الإسلامي” وتحقيق الأمن العام، ما يؤدي لهروب المستثمرين. وزعمت أن هذه الحادثة الكارثية تشي بعدم كفاءة القوات المصرية. وختمت مشيرة لقول أهالي شمال سيناء أن إستخدام القوة الجوية لابد وأن يؤدي إلي مقتل مدنيين أبرياء، إلا أن الحكومة لا تعترف بذلك، وطالبت بالمحاسبة، إلا أن هذا غير متوقع “في ظل حكومة السيسي القمعية والمنغلقة”. الخارجية المصرية ردت بحدة علي مقال “نيويورك تايمز”، وإعتبرته مضللا وغير صادقة وإنتقائي ومتحيز، ومحاولة غير مفهومة أسبابها من جانب الجريدة لإثارة حفيظة الشعب المكسيكي وتعبئة مشاعر سلبية تجاه مصر.

—-

صحيفة “زود دويتشه” الألمانية رأت أيضا أن بيان الشرطة غير مقنع، وأنه في صحراء سيناء يتم قصف ليس الجهاديين فقط، بل أيضا سائقي السيارات والنساء والأطفال والمنازل والمدارس بانتظام، والآن يتم قتل السياح الأجانب في الصحراء الغربية، ما يمثل انتكاسة خطيرة للسياحة.

—-

رد فعل المكسيك مع مصر أوجزته النظرة الغاضبة الحانقة المعبرة لوزيرة الخارجية المكسيكية “كلاوديا رويس ماسيو” لوزير الخارجية المصري “سامح شكري” أثناء المؤتمر الصحفي، والذي ختمه بعبارة “إند أوف تيكست”، وترجمه رواد الإنترنت بسخرية إلي .. “مات الكلام”.

اقـرأ أيضًـا:

وليد الشيخ يكتب: جوبلز 2015

وليد الشيخ: صراع الأمل .. مع “المجاري” !

.‎