كشف الكاتب الصحفي محمود التميمي تفاصيل مشروعه “القاهرة عنواني”، الذي يعيد من خلاله اكتشاف تاريخ العاصمة اعتمادا على أرشيف الصحافة المصرية، موضحا كواليس الحكايات المدهشة التى اكتشفها خلال بحثه في تاريخ القاهرة خلال الـ 100 عام الماضية، وقدّمها في عروض “أرواح في المدينة” التي يعقدها كل شهر في صندوق التنمية الثقافية.
أوضح “التميمي” خلال حواره مع الإعلامية منى الشاذلي ببرنامج “معكم منى الشاذلي” على قناة cbc، اليوم الأربعاء، أن بداية المشروع تعود لطفولته، حين تعلّق بالقاهرة المدينة الكبيرة الساحرة، قائلا: “البداية كانت حبي للقاهرة من وأنا لسه في سن 10 سنوات، في البداية كنت بتعامل مع القاهرة باعتبارها الحي اللي أنا ساكن فيه اللي هو المنيل، كان فيه قصر الأمير محمد علي ومقياس النيل فكنت طول الوقت عندي شغف أعرف مين بنى الحاجات دي، والغرض كان إيه”.
يضيف: “ثم لما كبرت شوية بقيت أروح القاهرة كلها، المدينة الحقيقية الكبيرة، فاكتشفت إن أنا عايش في عاصمة ربما هي الأكثر عمقا وتجذرًا في تاريخ الإنسانية، واكتشفت روعة جملة نجيب محفوظ لما سألوه عن مصر، وقال (مصر ليست وطنا محدودًا بحدود، ولكنها تاريخ الإنسانية كله)، وبالتالي وجدت إن هذه المدينة وتاريخها وشوارعها وناسها وأحداثها تستحق الذكر وإننا نعلّم منها ولادنا من خلالهم القيم والمبادئ”.
وعن علاقة الفنان سمير الإسكندراني بالمشروع، أكد التميمي أن روح الفنان الراحل فرضت نفسها عليه، قائلا: “الموضوع بتاعي لما بدأ كنا بندور في أرشيف الصحافة عن القصص التي تذاع لأول مرة.. وسمير الإسكندراني فرض نفسه عليا في المشروع، لأن وأنا بقلب في جريدة المصور سنة 1964 لقيت رسالة من بريد القراء للأستاذ صالح جودت الصحفي والشاعر الكبير، القارئ بيسأل (كيف أحصل على نص الأغاني الإفرنجية التي يغنيها سمير الإسكندراني، وخصوصا أغنية فض أيها النيل الفضي) فرد وقاله اتصل به في متجر والده فؤاد الإسكندراني تاجر الأثاث بميدان التحرير”.
تابع: “اداله عنوان أبوه.. مشوفتش رد زي ده قبل كده..
المهم إن محل التحرير ده كان بوابة سمير للحياة وتسبب في نقلة كبيرة في حياته، لأن سمير كان بيدرس في إيطاليا وبعض عملاء الموساد الإسرائيلي حاولوا يجندوه، فلما رجع مصر حاول يتواصل مع أشخاص من الجهات المعنية ليخبرهم بما حدث لكن معرفش”.
يواصل: “كان في قانون إن أي حد يشتري من المحل لازم ياخد بيانات بطاقته، فجه أحد الأشخاص يشتري من أبو سمير وهو بيكتب بياناته لقى وظيفته في إحدى هذه الجهات، فقاله ابني حصل معاه كذا وحاول يتواصل معاكم معرفش.. وبالفعل تواصل معاهم وقابل صلاح نصر ثم جمال عبد الناصر وكشف شبكة جاسوسية كاملة وبعدها فُتح أمامه الباب إنه يمارس هوايته في الغناء وكان أول من لحن له محمد عبد الوهاب.