أقام اليوم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، في دورته السابعة، برئاسة المخرج مازن الغرباوي، مؤتمرا صحفيا للاحتفاء بالفنان القدير رياض الخولي، والذي تم تكريمه بإهدائه درع المهرجان في حفل الافتتاح.
الندوة أدارها الكاتب الصحفي والناقد جمال عبد الناصر، وقال في البداية: “الفنان رياض الخولي مقل جدا في الظهور الإعلامي ولا يذهب لمهرجانات، ويرفض التكريمات وتقريبا لا يتعامل مع الإعلام لقاءاته وحواراته وتصريحاته نادرة جدا جدا، ولذلك سوف نستغل وجوده ليتحدث عن مسيرته ونتعرف أكثر على آرائه في الفن والحياة.
حضر المؤتمر الصحفي عدد من النجوم، على رأسهم سيدة المسرح العربي الفنانة القديرة سميحة أيوب، والتي أعربت عن حبها وتقديرها لرياض الخولي كفنان وإنسان، وقالت: “أول مرة شفته فيها كنا بنعمل مسلسل ولفت نظري عنده رجولة ونظرة مستقبلية وجاد، وحديثه شهي، وبعدها بسنوات ظهرت نجوميته، ولعب أدوار متباينة، فأدهشني في “جزيرة غمام”، كان دوره عظيما، وقدمه بشكل شديدة الاحترافية، وفي مسلسل “سلسال دم” قدم دور على النقيض تماما، وأيضا أعجبت به.
وأضافت: عملنا معاً في مسرحية “الناس اللي في التالت” وعند وقوفه على الخشبة تشعر إن المسرح زاد إضاءة ونور، وهذا حضور وموهبة، وعلى المستوى الإنساني، فهو إنسان رائع وشهم ومُحب للجميع.
وقال مؤسس ورئيس المهرجان مازن الغرباوي، إننا نحتفي بالفنان القدير رياض الخولي لأنه صاحب مسيرة فنية كبيرة، مسيرة تستحق الثناء والاحتفاء خاصة في المسرح، حيث له محطات هامة وفارقة في الحركة المسرحية، فقدم مسرحية “زوجة واحدة تكفي” عام 1979، و” ليلة حاولت أنساها، و”مولد وصاحبه غايب”، “عفريت لكل مواطن”، “عفوا زوجتي العزيزة”، “تفاحة يوسف”، “الواد ويكا بتاع أمريكا”، “مولد سيدي المرعب”، و”ووجهة نظر”، و”ماما أمريكا”.
وأضاف “الغرباوي” وعلى المستوى الشخصي والإنساني لن أنسى له إنه أنتج أول عرض مسرحي أقوم بإخراجه وحصلت به على جائزة الدولة التشجيعية عام ٢٠١٣.
وردا على سؤال لماذا تغيب عن الظهور الإعلامي وأيضا في المهرجانات، قال “الخولي”: أنا لا أحب الظهور للحديث لمجرد الحديث، لا أحب أتكلم عن نفسي، ودوري ليس الحديث عن نفسي، بل النقاد والكتاب من يتحدثوا عن أعمالنا، ففي خلال ٢٠ عاما الماضية، لم أجري حديثاً تلفزيونيا سواء مع الإعلامية القديرة إسعاد يونس.
وعن بداياته الفنية وكيف اكتشف في نفسه موهبة التمثيل، أضاف “الخولي”، إن البداية كانت من المدرسة في المرحلة الإعدادية، حيث اكتشف مُدرس الموسيقى صوتى، فقدمت بعض الإبتهالات والأوبرتات في الأعياد، ثم في المرحلة الثانوية، وجدت فريق تمثيل وشاركت معهم وقدمت أول دور ليا وهو دور “خالد بن الوليد”، وفي البداية، والدي لم يكن متحمس، لكني أكملت طريقي ودرست في معهد الفنون المسرحية.
ثم تحدث عن محطته مع الفنان الكبير محمد صبحى،وقال إنه مدرسة، وله قواعد أساسية في مسرحه، منها الحضور قبل رفع الستارة بساعة، والاهتمام بالنظام والترتيب والنظافة والخصوصية، واستفدت بالعمل معه، من خلال التجربتين المسرحيتين وهما “ماما أمريكا” و”وجهة نظر”، وأكد إنه عندما يؤرخ المسرح.. سيؤرخ لمحمد صبحي.
وعن رأيه في المسرح الآن، قال الفنان رياض الخولى: للأسف المسارح أصابها الزحمة والعشوائية، مثل ما حدث في مسرح العتبة، ومسرح ميامى بالإسكندرية، ويجب الاهتمام بالمسرح بتقنيات حديثة، تليق بالمواطن المصري الحالى، وهنا أطالب وزارة الثقافة تحديدا، بهذه المهمة، نعم بالطبع هناك محاولات شبابية تُحترم، ولكن قد تمر مرور الكرام.
أما محطته الهامة في السينما بفيلم “طيور الظلام” قال : كلمني الكاتب الكبير وحيد حامد قبل التصوير، لأقابله، وذهبت له وقال لي اقرأ الورق، وفي البداية لم أكن مقتنع بدخول التجربة، تركته وذهبت لوالدتي وحكيت لها، وبفطريتها قالت لي: “توكل على الله على دي هتكون فاتحة الخير”، ونزلت من عندنا وفجأة شعرت بطاقة غريبة وراحة، وبعدها بيومين ذهبت وصورت الفيلم وسعيد بالطبع بهذه التجربة.
تحدث في الندوة عدد من القامات المسرحية والفنانين منهم مجدي كامل ومحمد عادل ولقاء سويدان والناقد محمد الروبي، والكاتب والدكتور سيد خاطر، وحمزة العيلي، وذكروا جميعا مواقف إنسانية ومهنية تجمعهم مع الفنان رياض الخولي، وأثنوا جميعا على جدعنته وشهامته وحبه وإخلاصه للفن وللزملاء.