نقلًا عن مجلة 7 أيام
بحث الكثير من مستخدمى فيس بوك يوم الأربعاء الماضي عن زر الـ “Dislike” فور انتشار تعليقات ساخرة تتنبأ بما قد يحدث بين المستخدمين المصريين – وبالتأكيد من باقي الجنسيات خصوصا العربية- عندما يتم تفعيل هذه الخاصية الجديدة التي أعلن عنها صاحب ورئيس مجلس إدارة دولة فيس بوك الأستاذ مارك زوكربيرج، من علقوا على الخبر كانوا يعرفون أن الخاصية لم تبدأ بعد، من قرأوا التعليقات ولم يقرأوا الخبر ظنوا أن الخاصية ظهرت في بروفايلات البعض ولم تصل لهم، حتى الآن لم يحدد الأستاذ مارك موعدا لإطلاق الخاصية لكنها ستخضع للعديد من التجارب بكل تأكيد كما يحدث في المواقع الكبرى، غير أن الإعلان عنها فتح بالقطع نقاشات واسعة حول مدى التأثير المتوقع في حال الإفراط في استخدامها كما أفرطنا كمصريين وعرب سلبا في استخدام كل أداة منحتها لنا وسائل التواصل الإجتماعي .
خاصية الـ Dislike موجودة بوضوح في موقع يوتيوب، وتهدد بعض الفيديوهات بالإزالة في حال تعمد العشرات الضغط على زر عدم الإعجاب لأن الأمر هنا يكون بمثابة إبلاغ على احتواء الفيديو على ما يخالف قوانين الإستخدام بالموقع، وكان البعض يستخدم الخاصية لكن بشكل يدوي في فيس بوك، أي يكتب في التعليقات كلمة “لم يعجبني” أو “Dislike ” لإيصال رأيه مباشرة لصاحب “المنشور” أو البوست، لكن أن يتم السماح باستخدام الخاصية تقنيا، فهذه الخطوة وفي مجتمع بيتخانق مع دبان وشه حرفيا من المرجح أن تؤدي إلى تراجع التفاعل بين مستخدمى فيس بوك وستضاعف من معدلات استخدام خاصية البلوك في حال أفرط البعض في استخدامها بشكل يتعارض مع الفكرة التي قام عليها موقع التواصل الشهير.
ربما يكون من المنطقي أن تتواجد الخاصية على الصفحات غير الشخصية، صفحة لشركة، أخرى تعبر عن نجم، ثانية تتحدث باسم وزير، هناك يكون لزر الـ Dislike فائدة معرفة عدد المؤيدين وعدد المعارضين للخبر أو للمنتج المعلن عبر الصفحة، مع الوضع في الإعتبار أن هذا كلام صحيح نظريا فقط، أما عمليا فكلنا نعرف أنه مثلا لو ظهرت الخاصية في صفحة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكتب آدمن الصفحة عبارة ” صلي على رسول الله” فإن معارضي الرئيس من المتابعين للصفحة سيضغطون Dislike في كل الأحوال، بل سيتفرغ بعضهم لاستخدام الخاصية على كل المنشورات الجديدة والقديمة، أي ابداء عدم الإعجاب بآثر رجعي.
الوضع في رأيي مختلف فيما يتعلق بالصفحات الشخصية، طالما أنك تتابع هذا الصديق كما يسمينا فيس بوك، فإما أن تكون معجب بأراءه، تحب التفاعل والتعليق والإختلاف بأدب واحترام معها، أو تتوقف عن المتابعة، لكن الكثيرين ينتظرون تفعيل الخاصية لإفراغ ما يحملونه من مخزون الطاقة السلبية، فهؤلاء في العادة يتابعون من لا يحبون في صمت، لا يضغط like بالطبع ولا يعلق إلا بكل ما هو سخيف وغير مفيد، لتأت له الخاصية الجديدة على الطبطاب، الأمر الذي سيجعل “البلوك” سلاحا فعالا للحد من الإستخدام السلبي للخاصية الجديدة.
كل ما سبق لا علاقه له مباشرة بعنوان المقال، الذي يمكن تفسيره في السطور المقبلة، باختصار إذا كنت عزيزي مستخدم فيس بوك فرحا بالخاصية الجديدة لاستخدامها ضد من تريد اسكاتهم والتأكيد على خلافك الفكري معهم، فجيب أن تبدأ بنفسك أيضا وتُطبق نفس الخاصية عليك، هؤلاء الذين ينتشرون في “بروفايلات” الأخرين لإدعاء امتلاك وجهات نظر مغايرة، وأنهم يقرأون ما وراء السطور، هم أنفسهم المنضمين لصفحات تنشر الشائعات، الذين يتظاهرون بالتقوى عبر الالتحاق بتطبيقات الآدعية الدينية، الذين يعيدون نشر قصص خرافية ووقائع لا محل لها من الإعراب، ويقضون ساعات طويلة في جدالات ونقاشات لا تنتهي، هؤلاء هم الأولى بأن يوجهون لأنفسهم علامة Des like لعلهم يدركون أن مواقع التواصل الإجتماعي ليست صناديق انتخاب، وأنه غير مطلوب من كل مستخدم أن يحصر دوره في إما “نعم” أو “لا” فالتفكير والتفاعل والمشاركة والتغيير كلها أمور تحتاج لعقل لم يحصر نفسه بين الـ like والـ Dislike.