سالي فراج قارئ الجثث
صدرت حديثا ترجمة كتاب “قارئ الجثث” سيدني سميث، للكاتب مصطفى عبيد، عن الدار المصرية اللبنانية.
قال “عبيد” في تصريحات خاصة لإعلام دوت كوم، إنه توصل للكتاب من خلال ترجمته لكتاب “مذكرات توماس راسل حكمدار القاهرة”، لأن “توماس” تحدث عنه وعن وجوده في مصر حيث إن مصر كانت في بدايات النصف الأول من القرن 20 حقل خصب لكثير من أطباء الطب الشرعي الإنجليز والذين استفادوا من البيئة المصرية بسبب وجود جرائم قتل كثيرة، موضحا “عبيد” إنه يهتم بالفترات المنسية في التاريخ لذلك كان لديه حماس شديد في ترجمة الكتاب.
أشار إلى أنه بدأ في البحث عنه ووجد أن “سيدني” قام بكتابة الكثير من الكتب، وجاء بالفعل إلى مصر عام 1917 وظل حتى 1928، ويُنسب إليه الفضل في إنشاء وتنظيم مصلحة الطب الشرعي في مصر، غير أنه له كتاب باللغة العربية اسمه “أصول الطب الشرعي” بالتعاون مع طبيب مصري اسمه عبد الحميد عامر وكان يُدرّس لطلبة الطب حتى وقت قريب.
أوضح “عبيد” أنه كان مهم بالنسبة له أن يقرأ مذكراته وطلبه من أمريكا لأنه كتاب نادر وطُبع منذ فترة طويلة وغير موجود بمصر، بالإضافة إلى أنه صدر في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، وطبقا لقانون الملكية الفكرية المصري أصبح ملكا للجميع، وكانت هذه النقطة مهمة بالنسبة له لأنه من الصعب جدا أن يصل للورثة.
أردف: “قرأته وأدهشني أنه لم يترجم للغة العربية واقترحت على دار النشر أن نقوم بترجمته، مصدر اندهاشي الأساسي هو أن هذا الكتاب به الكثير من الفصول عن مصر والقضايا التي عمل بها في مصر وكان أبرزها قضية ريا وسكينة وجثث الضحايا”.
أضاف أن “سميث” يحكي بشكل تفصيلي كيف استطاع أن يتعرف على الجثث، وقضية اغتيال السيرلي ستاك، هو من قام بتشريح جثمانه رغم أنهما كانا صديقان، ويحكي عن الكثير من القضايا المريبة والغامضة في مصر وكيف ساهم الطب الشرعي في فك غموضها ويتحدث عن المصريين بطريقة إيجابية موضوعية وليس بطريقة موجهة أو مُسيسة أو تحمل جانب عدائي مثل معظم كتب المستشرقين.
أكد على أن أصعب ما واجهه هو مصطلحات الطب الشرعي العلمية الموجودة في الكتاب لذلك لجأ لدكتورة سمر عبد العظيم أستاذ الطب الشرعي بجامعة عين شمس، وقرأت الكتاب كاملا قبل تقديمه للنشر.