تفاصيل مثيرة أعلنتها النيابة العامة في واقعة قتل فتاة والدتها ببورسعيد، كشفت عن التناقض بين أقوال المتهمة عند القبض عليها؛ وبين ما توصلت إليه تحقيقات النيابة؛ انتهاءً باعترافات المتهمة والطفل المتهم معها بارتكاب الجريمة.
فقد حاولت الفتاة عند القبض عليها إبعاد الشبهات عنها؛ فتضاربت أقوالها ما بين روايتين؛ مما جعل النيابة العامة تشك في أمرها.
الرواية الأولى قالت فيها الفتاة إن المتهم اتصل بها وأبلغها أن لصا دخل المنزل لسرقته واشتبك مع والدتها التي اكتشفت أمره فقتلها لكي لا تفضح أمره ونُقلت للمستشفى، أما الرواية الثانية فقالت فيها الفتاة إنها دخلت للمنزل وفوجئت بوالدتها ملقاة على الأرض بعد الاعتداء عليها فنقلتها للمستشفى، وذلك بحسب ما قاله يسري البدري مساعد رئيس تحرير المصري اليوم خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج الحكاية على قناة mbc مصر.
النيابة شكت في أمر الفتاة بسبب تضارب أقوالها في الروايتين وتضاربهما مع أقوال المتهم، خاصة بعد العثور على تيشيرت خاص بالمتهم في مكان ارتكاب الجريمة وعليه دماء مطابقة لدماء الضحية، وبتضييق الخناق على الفتاة والمتهم اعترفا بقتلهما الأم.
كان أول الخيط في شك النيابة في أمر المتهمين هو تضارب أقوال المتهمة، ثم العثور على ملابس خاصة بالمتهم –طفل عمره 16 عاما- داخل منزل الضحية، و أشار بيان النيابة العامة الذي صدر قبل ساعات اليوم الخميس؛ إلى أن الفحص الفني للملابس المعثور عليها بمسرح الواقعة الخاصة بالمتهم؛ أسفر عن تطابق البصمة الوراثية للدماء الملطخة بها مع مثيلتها الخاصة بالمجني عليها، وما تبيّن من فحص هواتف المتهميْن وهاتف المجني عليها الذي استخدمته المتهمة يوم الواقعة؛ من وجود محادثات بين المتهميْن منها ما سُجِّل صوتيًّا وأقر به المتهمان، والتي دلت صراحة على اتفاقهما على ارتكاب الجريمة.
كما ضبطت النيابة العامة بإرشاد الطفل المتهم الأدوات التي استخدمها والمتهمة في ارتكاب الجريمة، وقد أيّد تقرير مصلحة الطب الشرعي في نتيجته وبيان أسباب وكيفية وفاة المجني عليها الصورةَ النهائيةَ التي انتهت إليها.
يذكر أنه أمر السيد المستشار النائب العام بإحالة فتاة إلى محكمة الجنايات، وإحالة طفلٍ متهمٍ -لم يتجاوز سنُّه خمس عشرة سنة- إلى محكمة الطفل المختصة إعمالًا لنصوص مواد قانون الطفل؛ لمعاقبتها عما أُسند إليهما من ارتكابهما جريمة قتل والدة المتهمة عمدًا مع سبق الإصرار، إذ بيّتا النية وعقدا العزم على قتلها؛ حتى لا تفضح أمر علاقتهما الآثمة التي أحاطت بها، فقتلاها بعصًا خشبية مُثبَّت فيها مسامير، ومطرقةٍ وماءٍ مغلًى وسكينٍ وكأسٍ زجاجيّةٍ مكسورة، محدثيْن بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية التي أودت بحياتها؛ وذلك بعدما خطّطا لجريمتهما وتحيّنا يومًا لتنفيذ المخطط، مكنت المتهمةُ فيه الطفلَ المتهم من دخول البيت خِلسةً أثناء نوم والدتها المجني عليها، فظفرا بها وقتلاها، ثم سرقا هاتفها المحمول وحاولا إخفاء آثار الجريمة.
وكانت النيابة العامة قد أقامت الدليل قِبَل المتهميْن من إقراراتهما التفصيلية بكيفية تخطيطهما للجريمة وارتكابها، والمحاكاة التصويرية التي أجرياها أمام النيابة العامة لذلك، وكذا مما ثبت من شهادة عددٍ من الشهود، وما أسفرت عنه تحريات الشرطة وشهد به مُجريها في التحقيقات، وما أسفر عنه الفحص الفني للملابس المعثور عليها بمسرح الواقعة الخاصة بالمتهم؛ من تطابق البصمة الوراثية للدماء الملطخة بها مع مثيلتها الخاصة بالمجني عليها، وما تبيّن من فحص هواتف المتهميْن وهاتف المجني عليها الذي استخدمته المتهمة يوم الواقعة؛ من وجود محادثات بين المتهميْن منها ما سُجِّل صوتيًّا وأقر به المتهمان، والتي دلت صراحة على اتفاقهما على ارتكاب الجريمة، كما ضبطت النيابة العامة بإرشاد الطفل المتهم الأدوات التي استخدمها والمتهمة في ارتكاب الجريمة، وقد أيّد تقرير مصلحة الطب الشرعي في نتيجته وبيان أسباب وكيفية وفاة المجني عليها الصورةَ النهائيةَ التي انتهت إليها التحقيقات.