هالة أبو شامة متحف رموز ورواد الفن متحف رموز ورواد الفن
شهد المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، مؤخرا، افتتاح متحف “رموز ورواد الفن المصري” بعد تطويره، وذلك بحضور نخبة كبيرة من النجوم وأبناء الفنانين الراحلين وغيرهم من الشخصيات البارزة من بينهم وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، والفنان للفنان ياسر صادق، رئيس المركز القومي للمسرح والموسيقى والغناء.
يعد ذلك المتحف المتخصص هو الوحيد من نوعه في الوطن العربي، إذ يحتوي على مقتنيات عديدة لكبار الفنانين، منهم نجيب الريحاني، زكي طليمات، سيد درويش، يوسف وهبي، توفيق الحكيم، صلاح جاهين، داود حسني، نبيل الألفي، علوية جميل، أمينة رزق، محمد الكحلاوي، توفيق الدقن، محمود عزمي، السيد راضي، محمد رضا، إبراهيم سعفان، عبد المنعم إبراهيم، عدلي كاسب، شكري سرحان، حسن عابدين، عبد الحفيظ التطاوي، زوزو نبيل، سميحة أيوب، سمير العصفوري، فهمي الخولي، عقيلة راتب، عمر الحريري، سميرة عبد العزيز، مديحة حمدي، آمال رمزي، مشيرة إسماعيل، محمود الجندي، محمد شوقي، أحمد راتب، سناء شافع، سيد زيان، مجدي وهبة، ومحمد متولي، محمود مسعود، المنتصر بالله، سهير الباروني، جمال إسماعيل، صلاح رشوان، طلعت زكريا، فاروق يوسف، محمد عناني، حسن الديب، وغيرهم.
من أبرز المقتنيات التي شاهدها الحضور مخطوطات بخط اليد لبديع خيري ومارون النقاش ومحمد التابعي وأبو السعود الإبياري، وماكيت دار الأوبرا المصرية القديمة، وآخر للمسرح القومي، وماكيت لمسرح سيد درويش، هذا بجانب الكثير من الصور الأصلية والنوت الموسيقية والنصوص المسرحية التراثية النادرة.
إضافة إلى ما سبق ذكره، فقد شمل المتحف أيضًا العديد من الأزياء التي ارتداها بعض هؤلاء الفنانين في أعمال شهيرة، وكان أبرزها على سبيل المثال وليس الحصر فستان سهير الباروني، الذي ارتدته وهي تجسد دور “فاطيما” خلال مسرحية “شارع محمد علي”، وفستان أمينة رزق في مسرحية “كرسي الاعتراف”، وفستان سميحة أيوب في مسرحية “الفتى مهران”، هذا بخلاف روب خاص بالفنان عمر الحريري، وملابس طلعت زكريا التي ارتداها في فيلم “طباخ الريس”، ورب خاص بالفنان مجدي وهبة، كان قد ارتداه خلال مشاهده في فيلم “نوع من الرجال”، وغيرها الكثير من الملابس الأخرى.
فيما احتضنت الساحة الخارجية للمركز القومي للمسرح صورا لنجوم المتحف، وبجوارها ذويهم الذين وقفوا بابتسامة رقيقة تعلو وجوههم، ليرحبوا بكل من جاء ليحتفي بهذا الحدث الفريد.
قابل “إعلام دوت كوم” على هامش الحفل بعض أبناء هؤلاء النجوم، الذين كشفوا كواليس تبرعهم بالمقتنيات، وشاركوا بعض الذكريات المحببة لقلوبهم.
كانت البداية مع المستشار ماضي توفيق الدقن، نجل الفنان الراحل توفيق الدقن ومؤسس جمعية أبناء فناني مصر، الذي وصف يوم الافتتاح بأنه يوما عظيما، هذا ما ذكره بكواليس إقامة المتحف، حيث قال إن الفكرة في الأساس ترجع للفنان ياسر صادق، رئيس المركز القومي للمسرح والموسيقى والغناء، الذي عكف فترة للعمل عليها وتعاون مع المجمعية لجمع هذه المقتنيات النادرة الثمينة.
أضافت “الدقن” أن جمعية أبناء فناني مصر، تفاعلت مع الفكرة وأوضحت لأسر هؤلاء الفنانين أن التبرع بالمقتنيات سيمنحهم فرصة كبيرة للحفاظ عليها لسنوات من التلف أو الخسارة، مما كان بمثابة حافز كبير لهم، معلقا: “الإرادة دايما بتحكم التفاعل”.
فيما أشار إلى أن الجمعية واجهت صعوبة في الحصول على مقتنيات بعض الفنانين من بينهم الفنان الكبير الراحل فؤاد المهندس، نظرا لأنها جميعها أُتلفت في حريق، لافتا إلى أنه طلب أيضًا مقتنيات الفنانة الراحلة شويكار، متمنيا أن تكون متاحة في المرحلة الثانية للمتحف.
وتطرق المستشار ماضي، للحديث عن مقتنيات والده التي ساهم بها في المتحف، حيث أكد على اعتزازه بكل قصاصة ورق تحمل خط والده إلا أنه لم يبخل على مصر بالتبرع ضمن ذلك المشروع الوطني الكبير، لافتا إلى أنه ما زال محتفظ ببعض المقتنيات الأخرى من أبرزها على سبيل المثال “سيارة والده“.
عمر الحريري
أكملت الفنانة ميريت الحريري، ابنة الفنان الكبير الراحل عمر الحريري وأحد مؤسسي جمعية أبناء فناني مصر، تفاصيل رحلة جمع المقتنيات، حيث قالت إن أعضاء الجمعية أكثر من 600 أو 700 عضو واستطعنا التواصل معهم والتنسيق لجمع أكبر قدر من المقتنيات، معلقة: “ده اللي هيفضل للأجيال القادمة وهو ده تاريخ الفن المصري.. لازم الأجيال دي تبقى عارفة الناس دي عملت ايه للفن في مصر والوطن العربي”.
في نفس السياق، كشفت أن بعض الأسر رفضت مشاركة المقتنيات، مفسرة الأمر بأنهم لم يتخيلوا أن ذلك الحلم سيصبح حقيقة.
وأشارت إلى أن ما كان متوفرا لديها من مقتنيات أهدته للمتحف عام 2020، حيث تم عرضهم بمسرح السلام، لافتة إلى أنها أهدت جزء آخر للعرض ضمن مقتنيات متحف المركز القومي للمسرح.
أوضحت أنها كانت تعتز كثيرا بصورة والدها مع الرئيس الفلسطيني أبو مازن، إلا أنها قررت أن تهديها للمتحف.
من ناحية أخرى، قالت “ميريت” إنها لا تمانع أن يتم تجسيد السيرة الذاتية لوالدها على الشاشة، لكن أكدت أن شرطها الوحيد هو أن يتم ذلك بعد الرجوع إليها لتجنب الأخطاء.
محمود الجندي
من بين المقتنيات التي يضمها المتحف مقتنيات الفنان الكبير الراحل محمود الجندي، وكشفت ابنته الفنانة مريم محمود الجندي، أن أسرتها رحبت كثيرا بفكرة التبرع بمقتنيات والدها، لافتة إلى أنه لم يتم عرض كل ما تم التبرع به حاليا، نظرا لعدم اكتمال مراحل المتحف بعد.
أكدت مريم، أنه ان من الصعب عليها التفريط في هذه المقتنيات، لذا تبرعوا بجزء وفضلوا الاحتفاظ ببعض المتعلقات الشخصية.
وبخلاف المقتنيات، فقد استعادت الفنانة الشابة ذكرياتها مع والدها، حيث قالت إنه أول من شجعها على دخول مجال التمثيل، معلقة: “تقريبا كل الناس كانت ممانعة إلا هو أكتر واحد شجعني وكان بيساعدني، وكان نفسي الصراحة إنه يشوفني، لكن أول ما ابتديت فعليا اشتغل كان هو اتوفى، مشافنيش غير على مسرح الجامعة.. كان هيبقى أكتر واحد مبسوط”.
وذكرت أنها ليست الوحيدة من أسرتها التي تعمل في المجال الفني، إذا أنها شقيقها يعمل في الإخراج، وابن شقيقتها في التصوير، واصفة الأسرة: “إنها حقا عائلة فنية”.
تحدثت مريم أيضًا عن الأعمال الفنية لوالدها، مؤكدة أنها تحب كل أدواره سواء كانت تراجدي أو كوميدي أو استعراضية، معلقة: “كل الأدوار بحبها وبنبهر بيها نفس الانبهار.. مش عشان هو بابايا بس كل حاجة كان بيعملها تخش قلبك وتصدقيها على طول”.
وأعربت عن تخوفها من تجسيد السيرة الذاتية لوالدها، إلا أنها تراجعت عن ذلك الخوف وقالت: “بس نفسي تتعمل لأنه تعب وكافح كتير واشتغل على نفسه، فهو يستحق جدا لأنه من أكتر الناس اللي بتحب الناس وتحترمه.
سمر محمد متولي
بجوار مريم، كانت تقف سمر محمد متولي، ابنة الفنان الكبير الراحل محمد متولي، التي تحدثت بسعادة بالغة عن كواليس تبرعها بمقتنيات والدها، مؤكدة أن التبرع بها كان أمرا صعبا إلا أنها فضلت أن تحفظ في ذلك المتحف الذي يضم عشرات المقتنيات الهامة، معلقة: “ده هيخلي الأجيال الجديدة والناس من جميع أنحاء العالم يشوفوا رموز الفن المصري”.
كشفت “متولي” أن المقتنيات التي تبرعت بها كانت عبارة عن بيجامة ارتداها والدها في مسلسل “أرابيسك”، وقميص أزرق كان ارتداه أيضًا في نفس العمل، هذا بالإضافة إلى قميصه في “تجيبها كده تجيبها كده هي كده”، لافتة إلى أن هناك مزيد من المقتنيات التي من الممكن أن يتم التبرع بها في المرحلة الثانية للمتحف.
من ناحية أخرى، تحدثت سمر عن أعمال والدها حيث أكدت أنها تحب كثيرا أدواره في عدة أفلام من بينها “سلام يا صاحبي”، “مطب صناعي”، ومسرحية “حزمني يا”، ومسلسلي “ليالي الحلمية”، و”أرابيسك”، وغيرها الكثير، مؤكدة أن والدها لم يشترك في عمل إلا وإذا كان مقتنعا به.
أما بالنسبة لسيرته الذاتية، فأكدت أنها تتمنى بشدة أن تراها مجسدة على الشاشة، لافتة إلى أن هيئة وملامح بعض الفنانين يذكروها بوالدها مما سيهل عملية اختيار الممثل المناسب.
حسن الديب
من جانبها أشادت مها حسن الديب، بفكرة المتحف مؤكدة أنها تحمست كثيرا للمشاركة بمقتنيات والدها عقب تواصل الجمعية معها، موضحة أنها شاركت بالعديد من المقتنيات التي ضمت العديد من قطع الملابس التي ارتداها في أعماله خاصة تلك التي جمعت بينه وبين الفنان الكبير عادل إمام، هذا بجانب صورة كبيرة له، وجميعهم تم عرضهم بمسرح الطليعة.
وأشارت إلى أن الأنباء التي انتشرت مؤخرا، بشأن بيع مقتنيات فنانين كبار مثل أحمد زكي ونور الشريف وغيرهما، هو ما دفعها للمشاركة بمقتنيات والدها في المتحف خوفا من تلفها أو ضياعها.
وتحدثت مها عن أعمال والدها، حيث أكدت أنها تحب كل أدواره موضحة: “بحب كل شغله مع عادل إمام في (عريس من جهة أمنية)، و(التجربة الدنماركية)، (اللعب مع الكبار)، وجميع مسرحياته”.
فيما تطرقت للحديث عن أسرتها وعلاقتهم بالفن حاليا، حيث قالت: “كلنا نفسنا ندخل مجال الفن.. أختي حاليا دكتورة مسرح في آداب حلوان قسم فرنساوي، وأنا بعمل فيديوهات على السوشيال ميديا”.
عبد الحفيظ التطاوي
وصفت السيدة إيمان عبد الحفيظ التطاوي، أن ما بذلته جمعية أبناء فناني مصر، هو مجهود جبار نظرا لتفانيهم في متابعة في العمل على جمع هذه المقتنيات، مشيرة إلى أنها ساهمت في المتحف بصورة لوالدها كانت تعتز بها كثيرا، معلقة: “ابني كان زعلان إني أخدت البرواز بس في المتحف هيعيش أكتر والذكرى هتفضل”.
أضافت، أنها قدمت أيضًا للمتحف جواز السفر الخاص بوالدها وبطاقته الشخصية وقلمه الخاص وبصور مختلفة من أعماله التي يعود بعضها للفترة التي عمل بها في المسرح الحر.
فاروق يوسف
في نفس السياق، أعربت منال فاروق يوسف، عن سعادتها بتواصل الجمعية مع أسرتها للتبرع بمقتنيات والدها للمتحف، مؤكدة على أنها شرعت على الفور في جمع متعلقاته من أبرزهم ميدالية ذهبية تدعى “زكي طليمات” كان قد تم تكريمه بها عن مجمل أعماله من قِبل المعهد العالي للفنون المسرحية، بالإضافة إلى ميدالية ذهبية أخرى حصل عليها من مهرجان قرطاج في تونس، هذا بجانب التكريم الذي كان قد حصل عليه من قِبل الجهة الثورية في ليبيا.
كما أشارت إلى أنها أهدت للمتحف أيضًا جوازات السفر الخاصة بوالدها، والعديد من الصور الفوتوغرافية له.
وأكدت أنها تعتز كثيرا بالميداليتين الذهبيتين التي ساهمت بهما في المتحف لأنهما التكريمين الذي نالهما في حياته، معلقة: “عزاز عليا إن أفرط فيهم، بس المتحف هيخلد ذكراه، وده بمثابة احتفاء وتكريم له”.
من ناحية أخرى، كشفت نال أنها تمتلك موهبة التمثيل هي وشقيقتها إلا أن والدها كان رافضا تماما دخولهما مجال الفن خوفا عليهما من أن يمرا بنفس التجربة الصعبة التي مر بها.
شكري سرحان
رغم الفنان الراحل شكري سرحان، لم يكن ضمن هؤلاء الفنانين الذي خُلد ذكراهم ضمن مقتنيات المتحف، إلا أن حفيده نور الدين منعم، كان أحد الحاضرين وأشاد كثيرا بفكرة المتحف واصفا إياها بأنها ممتازة.
ولفت إلى أن أسرته ما زالت تحتفظ بالعديد من المقتنيات الخاصة بجده، مؤكدا على أنهم لا يمانعون بالمساهمة بها ضمن مقتنيات المتحف إذا ما تم التواصل معهم.
وكشف نور أنه الحفيد الوحيد للفنان الراحل الذي يعمل حاليا في المجال، موضحا أن معظم عمله في دبي.
واختتم حديثه منوها إلى أن سيرة جده الذاتية كانت قد كُتبت في وقت سابق بواسطة عمه، إلا أنه سيكون سعيدا للغاية إذا ما تم تجسيدها فنيا على الشاشة.