أسماء مندور
جدل كبير تعرضت له نتفليكس مؤخرًا في الدول الغربية بسبب إلغاء بعض العروض الشهيرة على المنصة، والتي قال البعض إن ذلك بسبب توجهات جديدة في سياسة نتفليكس، مما دفع الرئيس التنفيذي للشركة تيد ساراندوس للرد، موضحًا استراتيجية الشركة حول خطة إلغاء العروض، كما ركز على الانتقادات الموجهة لخدمة البث بسبب الإلغاء بشكل متكرر للعروض على منصتها، والتي يسرد إعلام دوت كوم قصتها في التقرير التالي.
إلغاء العروض
تضمنت عمليات الإلغاء البارزة الأخيرة للعروض على نتفليكس مسلسل “Warrior Nun” الذي استطاع تكوين قاعدة جماهيرية لا بأس بها خلال موسمين من عرضه، بالإضافة إلى مسلسل “Inside Job”، وكذلك مسلسل “Uncoupled”، و”1899” اللذان تم إلغاء عرضهما بعد موسم واحد لكل منهما، وتضمنت العروض الأخرى التي ألغتها المنصة في الأشهر الأخيرة “Blockbuster”، و”The Imperfects”، و”Resident Evil”.
وبحسب تقرير مجلة فوربس، أثار هذا غضب العديد من مشتركي نتفليكس الذين تناولوا محورين رئيسيين فيما قاله الرئيس التنفيذي؛ أولاً، كيفية قياس نتفليكس لنجاح العروض على منصتها، ثانيًا، من يتحمل تبعات فشل العرض على المنصة.
محاور الأزمة
وفقًا لتقرير موقع Decider، فقد ألغت نتفليكس أكثر من 90 عرضًا منذ عام 2014، والعديد منها بعد بث موسم واحد فقط، كان آخرها “Uncoupled” الذي قام ببطولته الممثل الأمريكي نيل باتريك هاريس في دور شخص “مثلي” في الأربعينيات من عمره، وهو ما أثار غضب تلك الفئات في المجتمع الغربي، حيث اعتبروه تعمد من المنصة لإلغاء العروض التي تتضمن مشاهد “المثلية”.
عندما سُئل ساراندوس عن الإلغاء المتكررة للعروض على نتفليكس، والغضب على وسائل التواصل الاجتماعي الذي يتبعه دائمًا، أوضح أن قرارهم يرجع عادةً إلى منظور تجاري للمشاهدة مقابل الميزانية، قائلاً إن الشركة “لم تلغ أبدًا عرضًا ناجحًا”، مؤكدًا في حديثه مع الرئيس التنفيذي المشارك جريج بيترز في مقابلة مع بلومبرج بعد تنحي المؤسس المشارك ريد هاستينجز، قائلًا: “لم نلغ أبدًا عرضًا ناجحًا، الكثير من هذه العروض كان جيدًا، لكنه موجه إلى جمهور صغير جدًا بميزانية كبيرة جدًا”.
تابع ساراندوس: “أساس استمرار النجاح هو أن تكون قادرًا على توجيه العروض إلى جمهور صغير بميزانية صغيرة، وجمهور كبير بميزانية كبيرة. إذا فعلت ذلك جيدًا، يمكنك الاستمرار إلى الأبد”.
ردًا على هذا التعليق، اعترض المشاهدون موضحين أن العروض في بعض الأحيان لا تُمنح حتى الفرصة لتصبح ما تعتبره نتفليكس “ناجحًا” من ناحية “الجمهور الكبير عادةً مع ساعات مشاهدة عالية خلال أول 28 يومًا من الإصدار”، لأنها تُلغى عادة بعد موسم واحد فقط.
واستشهدوا في هذا الصدد بمسلسل “First Kill”، حيث تم إلغاؤه رغم تحقيقه أكثر من 100 مليون ساعة مشاهدة وقاعدة جماهيرية كبيرة نسبيًا، وتصدر المخططات العشرة الأولى في المرتبة الثالثة في أول أسبوع كامل من عرضه مع نسبة مشاهدة بلغت 48.8 مليون ساعة.
أشار تقرير موقع Radio Times أنه اعتبارًا من يناير 2023، ألغت نتفليكس بالفعل أربعة مسلسلات تلفزيونية، وفي عام 2022، ألغت المنصة حوالي 21 عرضًا، كما تم منع أكثر من 20 عرضًا في عام 2021، حيث تم بث العديد من هذه العروض موسمًا واحدًا فقط (حوالي 8-10 حلقات) وقالت الشركة إن السبب هو انخفاض نسبة المشاهدة.
في حين أشار مجتمع الميم في الدول الغربية إلى أن العروض التي تحتوي على تمثيل لفئة “المثليين” هي من بين العروض التي ينتهي بها الأمر عادةً إلى الإلغاء، على الرغم من تصريحات نتفليكس بأن وباء فيروس كورونا كان سببًا أيضًا في زيادة عمليات إلغاء العروض، حيث ألغت المنصة عددًا من المسلسلات مثل “Messiah” و”The Society”، مستشهدةً بمشاكل تتعلق بتأثير أزمة فيروس كورونا على الإنتاج.