هبة عبد الغني جروب الماميز
هبة جلال
استغلت الفنانة هبة عبد الغني تفاصيلها الخاصة بها، والتي أضفت على شخصية “غادة” في المسلسل الدرامي “جروب الماميز ” رونقا جعلها تدخل قلوب جمهورها بواقعية وصدق، مما جعل بعضهم يرى فيها شخصية وتصرفات والدته.
“إعلام دوت كوم” حاور الفنانة هبة عبد الغني حول تجسيدها لشحصية الأم في “جروب الماميز”، وكيف تعاملت مع فكرة الحجاب وأنها الأم الوحيدة التي ترتديه، وماذا عن مرجعها لـ”غادة” خاصة وأنها لم تلمس أو تعيش تجربة “جروب الماميز” بشكل حقيقي، وأصعب ما في التجربة، وجديدها الفني خلال الفترة القادمة ، وفيما يلي أبرز التصريحات:
1ـ تحمست كثيرا لمشروع الحكايات عندما عُرض عليّ، خاصة وأنه مبني على جروبات الواتساب فشعرت أنه سيكون قريبا من الجمهور لارتباطهم بالواتساب، ففي بعض الأحيان يكون هو وسيلة التواصل الوحيدة بين العائلات خاصة إذا كان البعض منهم يعيش في دولة أخرى.
2ـ لم أخض تجربة جروب الماميز من قبل ولم أتحمل مسئولية أبناء ودراسة، فلم أكن فى مثل مواقفهم من قبل، وعندما كنت في مرحلة الدراسة لم تكن هذه التقنية متواجدة، وعلى الرغم من أنني لم ألمس أثر هذه التجربة إلا أنني أسمع من صديقاتي عن متابعة الدراسة عبر الجروبات.
3ـ العمل قائم على فرضية مرتبطة بجروب الماميز وتحمست لذلك كثيرا لأنها لم يتم تناولها من قبل في الأعمال الدرامية، وحماسي هذا جعلني لا أهتم بحجم أو مساحة الدور فكان دافعي الأول للمشاركة هو الفكرة الجديدة التي بُني عليها العمل.
4ـ عندما قرأت السيناريو واقتربت من ملامح شخصية “غادة” ذهبت إلى صديقاتي وعلمت أن هناك اثنتان منهما آدمن جروب ماميز، وعلمت منهما أنه يتم عمل أكثر من جروب بجانب الجروب الرسمي، وهذا يُحسب للعمل لأن هذه التفصيلة كانت بالسيناريو، كما وجدت أن معظم المُهتمين بجروبات الماميز متفرغين تماما مثل شخصيتي في العمل، وكافة تصرفاتهم تُشبه تصرفات “غادة”.
5ـ انزعجت في البداية من ارتداء “غادة” للحجاب، لأنني كنت أتخيلها دون حجاب وفوجئت عندما تناقشت مع مُخرج العمل أحمد صالح أن لديه وجهة نظر تُحترم للغاية في هذه التفصيله التي أفادت الشخصية كثيرا، وهي أنها أم لبنتين وزوجها يعمل بالخارج فقامت بعمل ساتر لنفسها حماية لها من المضايقات، ففكرنا في حجاب “ستايل” بدافع اجتماعي وليس التزام ديني فهو احتشام أكثر من كونه حجاب.
6ـ أضفت لشخصية “غادة” جُملا عديدة فهناك لزمة لغادة تقولها دائما وهي “تمام متقلقوش كل حاجة تمام” و”محدش عارف مصلحة ولادي قدي” فقد أخذتها من صديقة لي تقولها بشكل دائم، لذلك شعر الجميع أنها جُمل واقعية من واقع حياتنا.
7ـ أراعي دائما ترك مسافة آمنة بيني وبين الشخصيات التي أجسدها، فقد جسدت من قبل دور “ديلر مُخدرات” في المُسلسل الدرامي “تحت السيطرة”، فلو تعاملت مع الشخصيات التي أجسدها بشكل شخصي لرفضتها، فقد رأيت أنه دور مهم بالنسبة لي وللجمهور أيضا وسعيت لتقديمه للآخر لأنه لا يوجد شر مُطلق، ويجب أن يرى المشاهد الجانبين.
8ـ لم أخش تقديم شخصية الأم في “جروب الماميز” فأنا لا أخاف من السن في حياتي الشخصية ولا على الشاشات، ففكرة تقديمي لمرحلة عُمرية أكبر من عمري لم تشغلني على الإطلاق، فقد بدأت في تقديم هذه النوعية من الأدوار منذ أن كان عمري 25 عاما، فهناك أدوار تأخذني وتأخذ الجمهور لمنطقة أبعد من فكرة الفنانة جميلة أم لا.
9ـ الحسابات التسويقية في السوق الفني قد يفهمها البعض بشكل خاطئ وأنها مرتبطة بالسن، وأن الفنانة لا بد أن تكون جميلة، مما جعل لدى بعض الفنانات فوبيا ورعب من التجاعيد وأن عملهن ونجوميتهن ستتأثر بظهورهن، وهذا عار تماما من الصحة فالتاريخ والمُستقبل هما من يقولا ذلك. فهناك نجوم كثيرين لم يغيروا من تجاعيدهم ونجوميتهم استمرت.
10ـ النجومية مسئولية كبيرة وعندما يكتبها الله سبحانه وتعالى لن أنشغل بفكرة جمال ملامحي أو سني بقدر ما انشغالي بالتأثير وأن أكون مؤثرة في الحياة، لأن الرحلة مهما طالت قصيرة، وأتمنى بعد وفاتي أن يظل الجمهور يذكرني بكل خير ويقول “الله عليكي وعلى فنك وليس على جمالك”.
11ـ أعتز بملامحي كثيرا ولم أقم بعمل فيلر وبوتكس فالمكياج السينمائي ليس تجميلي ويقوم بذلك ويستطيع الإيحاء بكل ما هو ليس موجود، فقد جعل أحمد زكي السادات وعبد الحليم وعبد الناصر أيضا، ولذلك لن أتحايل على سني بـ”الفيلر والبوتكس” كي أبدو صغيرة لإرضاء غيري.
12ـ لم أعزل نفسي في صندوق، لأن النجومية تقتضي ذلك وأنني أنزل دائما وكأنني ذاهبة لجلسة تصوير فأنا في الأصل إنسانة وقدري ونصيبي أنني أحببت التمثيل وأصبحت معروفة، فهي توابع فنزولي وخروجي بشكل العادي لا ينتقص مني شيء ولن أخضع للفكرة الوهمية التي تحول حياتي لعبء وتجعلني اضطر للجوء لأشخاص آخرين يقضون لي متطلباتي واحتياجاتي اليومية.
13ـ جلوس “شيرين في منزل “غادة” سيؤثر على حياتها كما ستتعرض لمواجهة ما خلال الحلقات القادمة بسبب موقف سيحدث في حياتها الشخصية يهزها ويجعلها في احتياج إنساني ما، وأسست ذلك وبنيته من البداية في الشخصية حتى أهيئ الجمهور لهذه المواجهة.
14ـ مشاهدي مع بناتي في العمل أحدثت فارقا كبيرا معي فأشخاص كثيرين أرسلوا لي أنهم يعاملون أبنائهم بنفس الطريقه، فشعرت برضا كبير وامتنان لـ”غادة”وأنها ستعيش داخل الأمهات وتركت أثرا فيهم وقد أسعدني ذلك كثيرا.
15ـ سعدت بإشادات الجمهور على اختلاف “غادة” وشكل حجابها فأشكر مُخرج العمل على وجهة نظره المُختلفة والمُحترمة، فتفصيلة الحجاب التي وضعها جعلت غادة قريبة من الجمهور ومميزة وتُشبه أمهات كثيرات، فأصبحت مُمتنة لتفصيلة الحجاب، لأنها ساعدت الشخصية في الوصول لقلوب الجماهير.
16ـ نجاح “جروب الماميز” سببه جمال العميلة الإبداعية، فالفن يُعد من القوى الناعمة، لأن هناك اتفاق ضمني بين نجومه وجمهوره فهو مثل اللعبة قواعده ليست معلومة ولكنها معروفة، والطرفين قواعدهما ليست مُعلنة وليست ثابتة، فهذا العمل أخذ الجمهور لفرضية ناقش من خلالها أشياء هامة دون الاستخفاف بها جعلته يستفيد ويُعيد تفكيره في مشاكله، وهذا هو دورنا وهو مناقشة الجماهير بشكل غير مُعلن في مشاعره ومشاكله وحياته اليومية.
17ـ حبي لـ”غادة” يزيد يوما بعد يوم فهي من الشخصيات التي تعلقت بها منذ قراءة أول صفحة ومن أول حلقة بالعمل فكانت تجربة جيدة لي وعزيزة على قلبي وأخذت مني مجهودا كبيرا ومع كل حلقة وإشادة تزداد غلاوة وجمال فهي شخصية “عجيبة”.
18ـ العمل مع المُخرج أحمد صالح مُمتع للغاية، فقد عملت معه من قبل في المُسلسل الدرامي”ليالينا 80″ كما أنني من جمهوره قبل العمل معه، فعلاقتي بأعماله بدأت منذ الفيلم السينمائي “حرب إيطاليا” للنجم أحمد السقا.
19ـ من أكثر الجروبات التي لا غنى عنها بالنسبة لي في حياتى الشخصية هو “جروب العيلة” الذي يجمع أشقائي لكن الجروب المُزعج بالنسبة لي هو “جروب الچيم” فبه أسئلة غير منتهية ومزاح كثير على الرغم من أن دوره كان من المفترض أن يقتصر على المواعيد فقط، لذلك قمت بغلق إشعاراته.
20 ـ تحضيري للشخصيات تعلمته من الراحل نور الشريف فدائما أضع تفاصيل في الشخصية وأضعها في قلبي ومشاعري حتى تخرُج صادقة، فضروري أن نناقش الشخصية ونقرأ كثيرا، فكان ينصحنا دائما بألا نجعل النجومية تعزلنا عن الواقع ومن الضروري أن نعيش الحياة اليومية ونحتويها حتى نستطيع أن نحكي عنها ودائما نتعلم أشياء جديدة لأنها تُعطينا خبرات حياتية وستتطور فينا أشياء بداخلنا، فمن الضروري أن ننشغل دائما لأن آفة التمثيل الاكتئاب والاحباط فضروري أن نشغل أنفسنا بشكل إيجابي.
21ـ تأثرت بالراحل نور الشريف بشكل لا إرادي فهو فنان مُنضبط وملتزم بمواعيده ويحترمها كثيرا، كما أنني انبهرت به في موقف متكرر له وهو عندما يأتي اللوكيشين لا يأتي بسيارة فاخرة ولكنه يأتي بسيارته القديمة لأنه يعتز بها كثيرا فقد كانت ثاني عربية اشتراها، كما أنه يرى أن اللوكيشين هو مكان للعمل وليس لاستعراض السيارات ومن هذا الموقف تعلمت أن المظاهر في غير محلها ليست مهمة.
22ـ أرفض تجسيد أي دور متعارض مع أفكاري ومعتقداتي الشخصية، فإذا كانت الشخصية ليست بها أي شئ ولكن العمل ذاته يعارض أفكاري ولو باحتمال ضعيف لن أشارك فيه، فلدي قناعات واعتقادات راسخة فأنا لست ممن يشاركون بأعمال فنية بسبب الحاجة لأموال فليست لدي آية مشكلة أن أعيش على الخُبز والجبنة.
23ـ لست متأكدة من نجوميتي لأنها لم تتعرض لاختبار حقيقي فوفقا للحسابات التسويقية أنا لست رقم واحد لكن أشعر بنجومية مبنية على محبة ووجود جميل لدى الجماهير وفي منازلهم وقلوبهم، ويصلني ذلك دائما في الشارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وإن كان ما زال لم يترجم تسويقيا بالطريقة التي تجعله مؤثرا.
24ـ أشارك في الحكاية الأخيرة من المُسلسل الدرامي “في كل أسبوع حكاية” والتي من المقرر عرضها مطلع الأسبوع القادم وأجسد ضمن أحداثها سيدة تدعى “صافي” وهي نموذج للسيدة السلبية ويحدث لها حادث ما في حياتها بالصدفة البحتة يجمعها بالفنانة ناهد السباعي فتلجأ لها كي تُساعدها.