صبري فواز في وبينا ميعاد
هبة سمك
مساحة درامية اجتماعية كبيرة، كشفت صبري فواز، كفنان مسيطر على أدواته التمثيلية باقتدار، فاستطاع في مسلسل “وبينا ميعاد“. الذي يعرض حاليا على شاشة قناة “ dmc“، التلون بمشاعر شخصية المهندس “حسن”، فاظهر الفرح، والقلق، والحب، والتوتر، والبكاء، كلا بذكاء بدون مبالغة.
استوقفني خلال أحداث المسلسل، بعض المشاهد التي بقيت عالقة في ذهني، لعل أبرزها، مشهد رفض أولاده الثلاثة لفكرة زواجه من “نادية” التي تقوم بدورها الفنانة شيرين رضا، فتجاوز أحد أبنائه في الكلام معه، قائلا: “ما تصاحبها ولا ترافقها حتى إحنا مالنا”، فانفعل “حسن” ليس فقط في حديثه، لكنه أهّم عليهم بالضرب والسباب، والبصق، في مشهد معبر جدا عن مشاعر الغضب والمفاجأة من رد فعل أولاده.
قبلها عاش حسن، مشاعر الحب ببراءة، تشعرك إنه أول مرة يعيشها بالفعل، عندما دق قلبه بحب “نادية”، فذهب بها في رحلة إلى الأسكندرية، فلم يخجل من مشاعره بل أخذ يدافع عنها أمام خوف نادية من الارتباط والحب في هذا السن، خاصة أن كلا منهما لديه أربعة أولاد.
علاقة حسن بأولاده، علاقة تجمع ما بين الصداقة، والشدة في عدم السماح بالغلط، فتجده تارة يغني ويلعب معهم، وتارة يستمع لمشاكلهم من أصغرهم لأكبرهم، وتارة ثالثة يقف بصرامة أمام أخطائهم فلا يتهاون فيها فيبدي غضبه ورفضه عندما يعلم أن أحد أبنائه يشرب الحشيش، ويوجه النصيحه، ويختلف رد الفعل مع عِظم الفعل نفسه، عندما يكتشف أن ابنه “علي” دكتور الصيدلة، يتاجر في الأدوية المدرجة كمخدرات من أجل جني المال، لتحقيق طموحه بشراء صيدلية، هنا كان رد الفعل أعنف قائلا في مشهد المواجهة: “بقى أنت يا دكتور بتجار في المخدرات.. بتضيع نفسك يا علي علشان الفلوس يخي يلعن أبو الفلوس على أبوك أنت كمان لو هتخليك تضيع نفسك”، وبعدها تطور مشهد الصدمة وضربه بالقلم.
صدمة حسن في ابنه علي، جعلته يشعر بالخجل من مواجهة نادية، فيهرب بنظراته منها، ومن سؤالها عن ما دار مع ابنه. هنا موقف واحد جعل صبري فواز يتلون في مشاعره الصادمة، ثم الغاضبة، ثم الهروب والخجل فيأخذك احساسه صعودا، وهبوطا بسلاسة شديدة تنم عن فنان متمكن.
قبل مسلسل “وبينا ميعاد”، كان الفنان صبري فواز مشاركا في الجزء الثالث من مسلسل “الإختيار”، وقدم خلالها شخصية الرئيس الراحل محمد مرسي، وهي التي أداها ببساطة شديدة، دون تفلسف، أو تكلف.. مقارنة التحول في أداء الشخصيات ما بين سياسية، وأخرى اجتماعية، تنم عن فنان كبير له ثقله الفني الذي يمنحه مساحة واسعة من الأدوار، ولعل ما ساعده في ذلك النجاح الكبير عمله كمخرج مسرحي.