محمد حمدي يكتب : 5 خطوات للتفرقة بين الاشاعة والحقيقة على فيس بوك

قال لي صاحبي وهو يحاورني: لا أتابع الأخبار الا تلك التى ينقلها الى موقع (فيس بوك).. قلت له : هذه مصيبة!

حكي لي صديق أخر كيف يفيد مشروب النعناع بالشطة والقرفة فى علاج أمراض المعدة، وكيف تقع مسئولية الحكومة عن التفجيرات التى تستهدف الدولة، وعندما سألته عن مصادر هذه المعلومات قال بثقة : “كله مكتوب يا عم.. على النت والفيس!”

المشكلة الرئيسية التى تبرزها أزمة الثقة فى الأخبار المتداولة على مواقع التواصل الأجتماعي، هى ان هذه المواقع تكسب الشائعات الكثير من المصداقية، وتزيد من فرص الأنتشار الشبكي للشائعة حيث تتحول الشائعة لقصص تتناسب مع طبيعة المجتمع الذى تنتقل اليه.

عندما كان البريد الألكتروني وسيلة التواصل الوحيدة بين الأفراد عبر الأنترنت، كانت قصة عجيبة يتم تداولها بكثافة عن شاب انتحر بالقاء نفسه من احد الطوابق المرتفعة، لكن رصاصة طائشة من سيدة تنتقم من زوجها الخائن هى التي قتلته عندما ضربته فى لحظة مروره امام النافذة.

استمرت هذه القصة فى التداول حتي وقتنا الحالى على مواقع التواصل الأجتماعي، ويوجد الملايين حول العالم يؤمنون بصحة هذه القصة الغرائبية، والتى ثبت بعد ذلك انها قصة وهمية مفبركة، لكن خبر تزييف القصة لم يلق نفس الرواج الذى حظيت به القصة نفسها، وحتي اليوم لايزال الكثيرون يستشهدون بالقصة ولا يعرفون حقيقة الكذبة!

الأخبار التى يتناقلها الناس على مواقع التواصل الأجتماعي لا تكتسب مصداقيتها استنادا على مصادر معلومات حقيقية أو أسس صحفية منطقية، بل تعتمد على عنصرين اساسيين، الأول عدد الأشخاص الذين يتناقلون الخبر، وكلما زاد عدد هؤلاء الذين يقومون بعمل (ِشير) و (ريتويت) كلما اكتسب الخبر مصداقية زائفة، هى نفسها المصداقية التى تكتسبها الأخبار التى يتم تداولها عادة بعبارة (بيقولك) قبلها !

المصدر الثاني لمصداقية الأخبار المنشورة على مواقع التواصل هى شخص من يقوم بنشر هذه الأخبار.. تعلم المواطنون فى العالم العربي عامة ومصر خاصة عدم الثقة فى مدي صدق وسائل الاعلام –خاصة الحكومية- وتصديق ما يتداوله الناس فى محطات الاتوبيس وجلسات المقاهي.. السوشيال ميديا حولت مصر لقهوة ضخمة تنهشها الشائعات يمينا ويسارا بلا هواده.

من المحاولات الجادة لتقصي حقائق ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي، تم تاسيس صفحة (ده بجد) على الفيس بوك، وهدف الصحفة تدقيق وتمحيص ما يتم نشره على هذه المواقع وبيان الحقيقي منها عن المزيف، لكن الصفحة تتعرض دائما لهجمات تشكك فى مصداقيتها او انحيازها لأتجاه سياسى محدد، على الرغم من اصرار القائمين عليها على التاكيد على نزاهتهم.

والمرجع السريع للتفرقة بين الخبر الحقيقي والخبر المفبرك على الفيس بوك وباقى مواقع التواصل الاجتماعي يتمثل فى عدة خطوات اساسيه وسريعة :

1-لا يهمك عدد من قاموا بعمل (ِشير) للموضوع. بل ان من اساس انتشار الشائعة ان تنشرها العديد من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل هستيري.

2-حكم عقلك قبل اي شىء.. اي خبر غير منطقى يعتبر شائعة بنسبة 90%

3-تأكد من المصدر.. اذا قال الخبر ان موقع البى بى سى نشر اخبارا عن كذا كذا.. يمكنك بسهولة التحقق من مصدر الخبر من خلال زيارة موقع البى بى سى. نفس الأمر بالنسبة للأحداث المنقولة عن برامج تليفزيونية وخلافه. اما اذا اغفل الخبر الاشارة للمصدر او اشار لمصدر مجهول مثل (مجموعة من العلماء.. مصادر سرية..الخ) فالخبر مفبرك غالبا.

4-يجب ان يكون لديك الحس الفكاهي الازم للتفرقه بين النكتة والخبر، مواقع التواصل الاجتماعي تزخر بحسابات الـ Parody الساخرة التى تنسب العديد من التصريحات وتضعها على لسان المسئولين، ولا ننسى السقطة التى وقعت فيها احدي القنوات الفضائية عندما اذاعت على شاشاتها احد الاخبار المفبركة ابان حادث ضرب السياح المكسيكيين فى الواحات.

5-النصيحة الذهبية.. لا تقرأ الأخبار أصلاً على مواقع التواصل الأجتماعي! فمواقع التواصل للتواصل.. ومواقع الاخبار للأخبار!

اقـرأ أيـضًا:

محمد حمدي يكتب: عزيزي المعارض ..بالراحة شوية  

محمد حمدي يكتب: عاهرة اسمها الترافيك

.

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا