لينا رحمو
قالت الدكتورة سهام حسن أخصائي نفسي وتعديل سلوك أطفال، إن سن المراهقة يبدأ من 9 حتى 18 سنة، والمراهقة المبكرة لها العديد من السمات فمن عمر 9 سنوات يظهرللبنات والأولاد علامات النضوج والكبر، والتقلبات المزاجية والعصبية والتمرد حيث يشعرون بأنهم كبار ويفهمون، فيرفضون أسلوب الانتقادات والأوامر.
أضافت “حسن” خلال لقائها في برنامج “8 الصبح” مع الإعلامية داليا أشرف على قناة “dmc” أن هناك عوامل بيئية مرتبطة بمرحلة المراهقة فإذا كانت الفتاة أو الولد في مدارس مشتركة، أو لديه أخوات بنات أو البنت لديها أخوات ذكور، يلاحظون التغيرات الجسمانية ويسألون، مؤكدة أن المشاكل السلوكية والنفسية لكلاهما تكاد تكون واحدة، لكن ما يختلف هو طريقة التعامل مع هذه المشاكل.
أردفت أن مرحلة المراهقة هي مرحلة إثبات الذات ومرحلة النضوج، ولكن هذا النضوج غير مكتمل، فهو نضوج لفكرة الخروج من الطفولة وبداية مرحلة جديدة يشعر فيها المراهق أنه كبير ولديه من الأولويات ما يجعله يرفض التوجية، مضيفة: “هي مرحلة إثبات الذات، فكل ما تيجي تتكلمي معاه هوعايز يثبت نفسه عليكي، وأن هو اللي صح وعنده القيادة، وأن محدش يوجه لي أوامر وانتقادات أنا عارف بعمل إيه كويس”.
تابعت أنه في مرحلة المراهقة بيدأ الأولاد في التحدث بنبرة صوت خشنة، والبنات في التحدث بنعومة للتخلي عن الصوت الطفولي، فتشعر أنها كبرت ومن هنا تبدأ المقارنة مع الأم والرغبة في تقليدها فالملابس ووضع المكياج، والأولاد يصبح لديهم رغبة في تقليد الأب فنجد أنه يوجه والدته بأسلوب شديد اللهجة، فالولد يأخذ دائرة تعامل الأب والبنت تأخذ دائرة تعامل الأم.
أشارت إلي أن الصفات الأنثوية للبنت تستمد من الأم فمن المفترض أن تكون قريبة من ابنتها وصديقة لها كي تستطيع توجيها دون فرض أوامر، والتحدث معها حول ما يناسبها في هذه المرحلة، ونصحت الأم بعدم منع ابنتها من وضع مكياج ولكن بشكل بسيط ملائم لسنها وللحفاظ على بشرتها لأنها ما زالت في سن صغير، والأب يجب أن يحافظ على مساحة من الخصوصية لأن ابنته تخجل من التحدث معه في بعض التفاصيل، فيجب أن يحترم خجلها فهو البطل في نظرها الذي يوجه ملاحظات عن جمالها.
أفادت أن إشباع احتياجات البنت العاطفية وخاصة من جانب الأب يجعلها لا تلجأ لإشباع رغبتها من شخص آخر، فهي تشعرأنها أنثي تحتاج لمن يشكر في جمالها وأسلوبها ورقتها وشكل لبسها مؤكدة أن في حالة إعجابها بشخص يجب أن يحتويها الأب، قائلة: “الأب يقول لها طول ما أنتي بتعملي الحاجة وترجعي تحكيلي ، أنا واثق فيكي أنك هتحسني الاختيار”، حيث إن المراهق في هذه المرحلة يكون لديه مشاعر مؤقتة غير مستمرة، ولكن يجب الاستماع لسبب إعجابها بهذا الشخص لأن هذه الأسباب تنذر بافتقادها لشيء ما داخل البيت .
أردفت أن الولد في هذه المرحلة عند التحدث مع الأم بعصبية وصوت عالي يجب أن تمتنع عن الحديث معه وتوضح له تضايقها ورفضها لهذا الأسلوب وأنها لن تتعامل معه في هذا الوقت، وتبتعد عن أسلوب الأوامر والضرب والعناد، لافتة إلى أنه في مرحلة إثبات الذات إذا رفعت الأم صوتها فهو سيفعل مثلها، وبذلك لن تحل المشكلة، وحذرت من زيادة الفجوة والخصام بالشهور ظنا أنه سيراجع نفسه ويتغير، لأنه سيعتاد ذلك ولن يعد يهتم للتحدث معها.