تمثيل ورقص وغناء.. تفاصيل العرض المسرحي الدامج "حاسب حاسس"

هدير عبد المنعم

أقيم العرض المسرحي الدامج (حاسب حاسس) لفريق ضي لفنون الأداء، بالتعاون مع جمعية النهضة العلمية والثقافية “جيزويت القاهرة“، على مسرح ستوديو ناصيبيان، في الفترة من 2 إلى 4 فبراير.

من هم أبطال عرض “حاسب حاسس”؟

تكون فريق عمل عرض “حاسب حاسس” من 4 أشخاص ذوي إعاقات بصرية، وشخص لديه إعاقة حركية بقدميه، بالإضافة إلى 6 أشخاص ليسوا من ذوي الهمم.

قدمت هذه المجموعة المتنوعة، في قدراتها ومواهبها وأيضا معاناتها، عرض “حاسب حاسس” بقيادة استشاري التغيير مجتمعي والعلاج بالفن ومدرب الرقص، والمخرج المسرحي، جون ميلاد.

كان لا بد من التعريف بفريق عمل العرض المسرحي أولا، قبل الخوض في تفاصيله، فالخلفيات هنا هي الأساس الذي أدى إلى هذا العرض، الذي يرصد معاناة ذوي الهمم في المجتمع كما يوضح كيف للإنسان بالتصميم والإرادة أن يحيا وينجح.

كل بطل لحكايته في عرض “حاسب حاسس”

المتعارف عليه أن لكل عرض مسرحي، بطل، ولكن في “حاسب حاسس” كان الجميع أبطال، فكل منهم هو بطل حكايته الذي يطل على الجمهور ليرويها، ولذا لا يمل للمشاهد، لأنه بجد نفسه أمام مجموعة أبطال، كل منهم له مساره، حكايته بما فيها من ألم، نجاح إخفاق.

كل هذه التفاصيل الدسمة، تدفع المشاهد إلى التركيز، خاصة أنه يتم تقديمها بأداءات وأساليب متنوعة، حيث اعتمد العرض على الحركة، اللغة، الإضاءة، النص، الخط الدرامي، الموسيقى والغناء.

توظيف الدراما والكوميديا والغناء في سرد حكايا الأبطال

تنوعت طرق سرد الحكايا وعرض معاناة ذوي الهمم في المجتمع، وإنجازاتهم، ولعل الأمر الأبرز هو التنوع بين التراجيديا، الدراما والكوميديا! نعم فالعرض به قدر معقول من الكوميديا حتى أن المشاهد يصل إلى ذروة المشاعر في مشهد حتى تدمع عيناه من موقف مأساوي تعرض له أحد أبطال العرض، وبعدها بثواني يقهقه ضاحكا من “إيفيه” لنفس البطل أو غيره، أيضا تضمن العرض عدة أغاني منها ما يعبر عن معاناة ذوي الهمم في المجتمع ومنها ما يبعث الأمل في النفوس.

الإعاقة الحركية لم تمنعه من التخلي عن عكازيه والرقص

والتنوع يكمل في العرض، ويبدو أنه هو المسيطر على “حاسب حاسس”، فالنص دمج بين اللغة العربية الفصحى والعامية، كما أنه تضمن رقصات للأبطال، حيث إن ذوي الإعاقات البصرية كانوا يتراقصون بتنسيق وحرية وكأنهم يروون المسرح، أيضا الشخص الذي لديه إعاقة حركية بقدميه، هذا الشخص أدى رقصة كاملة خلال العرض متخليا عن عكازيه.

مصور العرض من ذوي الهمم

من الملاحظات الهامة، هي أن مصور الفوتوجرافيا الخاص بالعرض، كان أيضا من ذوي الهمم.

اندماج الأبطال والجماهير في المشهد الأخير

في المشهد الأخير، اكتمل الدمج بالمعنى اللفظي والعملي، فبين مجموعة أبطال من ذوي الهمم وآخرين عاديين، وأساليب أداء متنوعة، فجأة أصبح المسرح فارغا، لأن الممثلين ذهبوا واندمجوا وسط الجمهور، وقالوا هذه الكلمات فبدى وكأن صوتهم اندمج مع صوت الجمهور (افرحوا، احلموا، عيشوا، انسوا اللي فات وبصوا على اللي جاي).

نرشح لك: يدمج ذوي القدرات الخاصة.. تفاصيل العرض المسرحي “حاسب حاسس”