احتفى مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، في دورته الـ 12، بالفنان الكبير الراحل صلاح منصور، وذلك بمناسبة مئويته، وأصدر كتابا يحمل اسم “صلاح منصور.. العصفور”.
الكتاب من تأليف الكاتبة والناقدة السينمائية ناهد صلاح، التي تحدثت في تصريحات خاصة لـ “إعلام دوت كوم” عن كواليس كتابتها لسيرة الفنان الراحل، وجاءت تصريحاتها كالآتي:
1- تحمست لكتاب صلاح منصور، الذي طرح ضمن مطبوعات الدورة الـ لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، بشكل كبير جدا.
2- موضوع الكتاب لم يكن من اختياري وإنما اختيار إدارة المهرجان.
3- سبب حماسي هو أن الراحل صلاح منصور، فنان كبير لديه تجربة غنية في السينما والمسرح والإذاعة، وفيها الكثير من المفارقات التي اكتشفتها أثناء بحثي في رحلته الإبداعية.
4- كانت البداية حينما اتصلت بي الصديقة العزيزة عزة الحسيني، مديرة المهرجان، لتسألني عما إذا كان في وسعي عمل كتاب عن الفنان الراحل، فوافقت على الفور لأن صلاح منصور اسم كبير ويستحق بالتأكيد.
5- بعد شروعي في الكتابة، اكتشفت أنني في فخ كبير لأن الكتب التي تتحدث عن الممثل والأداء والطاقة التمثيلية وقدرات الممثل نادرة، فعادة ما تكون كتب السير الذاتية مليئة بالقصص الطريفة أكثر من الحكي والتحليل لأداء الممثل، لذا فقد حرصت على أن يكون ذلك الكتاب وفق لهذا المفهوم.
6- استعنت بالعديد من المراجع المختلفة من بينها “فن الممثل العربي” للفنان القدير الراحل زكي طليمات، ومقالا كثير لكبار النقاد والأساتذة مثل سمير فريد، علي أبو شادي، كمال رمزي، وغيرهم.
7- واجهتني العديد من الصعوبات أثناء إعداد ذلك الكتاب، وهي صعوبات تواجه كل باحث، لأن الأرشيف السينمائي سواء مرئي أو مسموع أو مكتوب، أغلبه مهدر ومفقود، إذ أن صلاح منصور على سبيل لمثال لديه تجربة كبيرة في الإذاعة المصرية من بينها برامج ومسلسلات، كان لا يمكن لأحد أن يتصور أنه قام بها، فمثلا من يتخيل أنه جسد دور حسن في القصة الشهيرة “حسن ونعيمة”.
8– أحب صلاح منصور كثير، وحينما نحب أحد عادة ما نميل إلى سرد قصص نبيلة في سيرته الذاتية، لكنني حرصت على تحليل البيئة التي ظهر ونشأ فيها، وهو من بيئة ريفية، إذ ولد في شبين القناطر لأب يعمل في وزارة المعارف، لذا تشبع من البيئة الريفية ثم ذهب لمجتمع مفتوح بالإسكندرية، ومنها إلى القاهرة، وبالتالي الشخصية اكتسبت تجارب إنسانية على حسب هذه البلاد فتعلم منها صبر الفلاحين والانفتاح على الآخر بفضل الإسكندرية، والتعمق حسب حياته في السيدة زينب، وكل هذا جعله يتلون في أداء شخصياته ويعي الخبرات الإنسانية ومساحات الخير والشر.
9- اختارت “العصفور” عنوانا للكتاب كان من المفترض أن أقول صلاح منصور العصفور فقط، لكنني فضلت إضافة الصورة والجوهر حتى لا يرتبط العنوان باسم فيلمه “العصفور” الذي جسد من خلاله دور ضابط شرطة، وربما يكون ذلك العنوان فخ، إلا أنه كان بالنسبة لي تحدي، تحدي للجسد الكبير الممتلئ المغاير لجسد العصفور، فأنا كنت أرى أن ذلك الجسد مجرد كتلة جسمانية لكن هو لديه رقة العصافير ورهافاتها، وربما يبدو حرا متمردا لكنه ومع ذلك امتثل لقوانين الجاذبية الاجتماعية وأوامر والده الذي رفض دخوله التمثيل.
10- صلاح منصور شخص يحب عائلته جدا وعانى كثيرا ومر بأزمات عائلية واضطرابات كثيرة أكبرها كان وفاة نجله هشام، وهذا ما ذكرني بشعر فؤاد حداد “لا عندي دموع أعيط، ولا عندي جناح أطير، في قلبي تقل الجبل، ورقة العصافير”.
11- يتضمن الكتاب تصحيح للعديد من المعلومات الخاطئة على الإنترنت وفي الأرشيف الورقي، من بينها تاريخ ميلاده إذ يملك في الأرشيف 3 تواريخ ميلاد مختلفة، وعدد أبنائه، هذا بخلاف أن الأرشيف لا يعلم الكثير عن تجربته الإذاعية وحاولت قدر الإمكان أن أصل لأغلب تجاربه، واستعنت بالدكتور عمرو دوارة، الذي أعطاني العديد من الصور النادرة.
12- لم أستطع التواصل مع أسرة الفنان الراحل، لأن كلا نجليه رحلوا عن عالمنا، مما اضطرني للاستعانة بالأفلام والمسرحيات، وحاولت أن أفهم طبيعة شخصيته.