قال كونفوشيوس : الموسيقى هى مرآة حضارة الشعوب ..
وقال روبرت شومان : إذا أردت أن تتعرف على أخلاق الشعوب فأستمع إلى موسيقاها ..
أعتقد انه بعد هذه الجمل والمقولات يجب أن نعترف نحن كمصريين بتدنى أخلاقانا وأن نرى بوضوح مدى تدهور حضارتنا .. حضارة السبعة ألاف عام تمحوها موسيقى المهرجانات فى لحظة .. ويمحوها أصوات ولاد سليم اللبانين فى غمضة عين .. فما يقولونه ومايفعلونه لايمت إلى الموسيقى من قريب أو بعيد .. بل هو أبعد مايكون عن الفن .. فما يحدث منهم ليس إلا كلمات بلا معنى تقال .. حركات بهلوانية وأداء مبتذل بعيد كل البعد عن الأخلاق وعن الرقص وعن الفن .
مازاد الطين بلة هو تلك الضجة الإعلامية التى تثار حولهم وهذه الهالة التى أحاطت بهم فجعلتهم نجوما فى هذا المجتمع .. فى وقت اختفت فيه النجوم الحقيقية فى شتى المجالات سواء علمية أو أدبية أو فنية .. اختفت النجوم لتحل محلها تلك الأشياء التى لانعرف من أين أتت ولما أتت .. ومع ذلك حدث لها هذا الإهتمام المبالغ فيه ليصبحوا فجأة من نجوم أفلام العيد ونجوم شباك حيث يتهافت عليهم المنتجون ليكونوا من ضمن أبطال أحد الأفلام وهو فيلم عيال سخيفة .. أسف عيال حريفة .. أحدث أبداعات السبكى فيلم .. الذى أبدع وأجمل وجدد فجمع بين صافيناز وبوسى والليثى وسعد الصغير ثم أراد تحسين الطبخة فأضاف عليها ولاد سليم اللبانين .. الذين أصبحوا من نجوم العمل ومن ضمن فريق الفيلم لتكتمل بهم الحبكة الدرامية للسبكى .. فلم يكتفى بكل هولاء الراقصات والمطربين بل زاد عليهم ولاد سليم اللبانين .. وأغنيتهم المشهورة .. مفيش صاحب بيتصاحب .. وما عليك سوى سماع الأغنية لترى وتشهد وتحكم بنفسك على مدى الأبتذال والإنحطاط الذى وصلنا إليه فى الكلمات .. وبعدما كنا نستمع حتى وقت قريب الى كلمات نزار قبانى يتغنى بها كاظم الساهر .. رأينا كلمات مبتذلة يتغنى بها أطفال وشباب فى مرحلة المراهقة لا صوت لهم ولا شكل .. وتخرج الأغانى بهذا الشكل لا لون لها ولا طعم .. ولكن الغريب أن تتهافت عليهم الفضائيات لعمل حوارات معهم .. ثم يستغل شهرتهم السبكى ويدفع لهم اربعمائة وخمسون الف جنيه ( 450 الف جنيه ) نعم سيدى الفاضل لاتستغرب من الرقم .. هذا الرقم يدفع لهولاء الذين يزيدون فى تشويه الموسيقى فى مصر .. ليشاركوا فى فيلم آخر يساهم فى تشويه أفكار جيل بأكمله .. جيل عبده موتة والألمانى والمهرجانات .. ليخرج لنا مسخ جديد يسمى فيلم عيال حريفة .. كل من فيه بعيدين تماما عن الفن بكل أشكاله فلا غناء ولا تمثيل فيه .. كله أفيهات ورقص وعرى وكباريهات .. وكله عبارة عن حوار مبتور وبعده رقصة أو أغنية .. فأصبح الفيلم عبارة عن مجموعة مشاهد غير مترابطة وليس لها إى فكرة ومعها بعض الراقصات لزوم جذب الزبون .. ثم كان التجديد والإضافة ومفيش صاحب يتصاحب .. أنها سقطة أخرى من سقطات السينما المصرية وخطوة أخرى فى مصيرنا نحو الهاوية ونحو قاع الفن ..
أرتقوا ياسادة فهذا ليس فن وهذه ليست أغانى أو موسيقى .. أرتقوا بنا وبأذواقنا بدلا من دفعنا نحو الهاوية .. ولتعلموا
أن الموسيقى وحى يعلو على كل الحكم والفلسفات فهى الجمال المسموع والحلقة التى تربط الروح بالحس كما قال بيتهوفن .. كما أن أرسطو يصف الموسيقى بأنها أسمى ما أن تكون أداة للهو والسرور والتسلية .. فإين نحن من هذا الكلام .. نحن فى عزبة محسن نشاهد عيال سخيفة .. !!