الزلزال والمشاهير
لفت نظري خبر اليوم عن نجاح البث المباشر الموحد لنجوم تركيا من الفنانين لمدة سبع ساعات لدعم منكوبي الزلزال في جمع تبرعات بلغت نحو 6 مليارات دولار، وكان عنوانها “تركيا قلب واحد” ليضربوا مثالا للجميع في توحيد الجهود وقت الأزمات.
للأسف في المقابل كان هناك تلاسن وسخرية عبر السوشيال ميديا بين عدد من الفنانين العرب والفانز الخاص بهم، بسبب تداول أرقام لتبرعات لمنكوبي الزلزال، لم يتم التأكد من صحتها.
وعن الدعم الواقعي لمنكوبي الزلزال في سوريا الشقيقة، وجدنا مبادرات فردية لتقديم الدعم وحث الجمهور على التبرع، وكانت أبرز المبادرات في مصر من جانب الفنان تامر حسني بالمشاركة مع الهلال الأحمر المصري، إلى جانب تبرعات عدد من النجوم بريع حفلاتهم مثل أصالة ونانسي عجرم وبلقيس أو بتبرعات مالية مباشرة لعدد من النجوم السوريين أو مبادر أخرين من المشاهير بنشر حسابات التبرع وعبارات المواساة عبر السوشيال الميديا، في نفس الوقت هناك من لا يريد أن يعلن عن تبرعاته.
وهكذا تباينت ردود الأفعال من مشاهير الفن في العالم العربي للتضامن مع المنكوبين في هذه الأزمة الانسانية الكبيرة.
لكن كارثة الزلزال في سوريا الشقيقة أعادت من جديد سؤال الجمهور عن مدى المسؤولية الاجتماعية للمشاهير ومدى جدية مبادرتهم لحث المجتمع العربي على سرعة تقديم الدعم للمتضررين وبدى الأمر في البداية وكأن هناك صمت ما؟! وأن ردود الأفعال بطيئة ومترددة ولا تناسب حجم الكارثة التي هزت العالم.
وعادة يلعب المشاهير في جميع أنحاء العالم دورا قياديا دائما لدعم الشعوب في الأزمات والكوارث، والتاريخ لا ينسى ويذكر دائما مواقف كثيرة للأجيال السابقة من مشاهير عالم الفن العربي في تقديم الدعم وقت الأزمات.
السؤال الآن هل يمكن توحيد الجهود بين عدد من النجوم العرب لتقديم الدعم وجمع التبرعات مثلما فعل نجوم تركيا؟
أعتقد أن هناك الكثيرين قادرين على فعل ذلك وأكثر لو أرادوا بدلا من التلاسن وانتقاد بعضهم البعض! سوريا في حاجة لدعم وجهود أكبر مما حدث أضف الى الزلزال الحصار والعقوبات التي تحيط بسوريا.
أتمنى أن يتذكر الفنانون والمشاهير في العالم العربي أنهم نموذجا للجماهير وقدوة في العمل الخيري والتاريخ لا ينسى.