دبتـين واحدة فيهم نايمة والتانية صاحية، الدبة الصاحية شافت دبانة على وش الدبة النايمة فخافت تصحيها، مسكت حجر كبير ورمته على وش صاحبتها علشان تهش الدبانة .. الحمد لله الدبانة اتهشت والراس اتهشمت!
إن كنت مصريًا ممن عاصروا حُكم جماعة الإخوان فلا شك أنك سمعت بُكائياتهم حينما يتناولون التغطية الإعلامية للأحداث، المؤامرات في كل مكان، مدينة الإنتاج الإعلامي بؤرة الشرور كلا، ومصدر المصائب، الصُحف ماهي إلا شياطين تقضي كل لياليها لتُدبر الإطاحة بأمير المؤمنين!
للإجابة عن هذا السؤال دعني اصطحبك في رحلة قصيرة إلى تليفزيون بيتكم، لنطالع سويًا الحالة التي نعيشها جميعًا كمصريين، لكن انتبه قبل أن تأتي معي، انا لست إعلاميًا ولا صحفيًا، انا مُجرد مُشاهد وعلاقتي بالصحافة أني أكتب مقالات أربط فيها بين علم الإدارة والحياة اليومية، وأحيانًا اعلق على أمور أخرى كهذا المقال مثلًا، لذلك فأنا مُجرد مشاهد والسطور القادمة هي تحليل للمشهد الإعلامي من وجهة نظر مُشاهد فقط.
الحقيقة أنا من المؤمنين بأن أسهل الطرق وأمنها على الإطلاق في التعامل مع الازمات هي قول الحقيقة، دون إخفاء –إلا في حالات محدودة- ودون كذب بكل تأكيد والاستثناءات من تلك القاعدة بسيطة وقليلة جدًا حينما يتعلق الأمر بالأمن القومي مثلًا والسؤال الآن ما رأيك في هذا المبدأ وأنت تُطالع أحد الإعلاميين الذين نالوا شُهرة مؤخرًا وهو يبني حلقات برنامجه على أقوال مُرسلة، لن أتحدث عن صواب تلك الادعاءات او خطأها، ولكنني أتحدث عن مبدأ التعامل مع أقوال مُرسلة على أنها حقائق مؤكدة دون اعتبار لأي جهة تحقيق مثلًا واذا تحدثت عن خطورة التمادي في هذا النهج تطالك اتهامات بالعمالة فكيف تستطيع التشكيك في راجل “كُبارة” لابس بدلة وماحدش يعرفه وقاعد خمس ساعات يتكلم؟ .. انت غريب ياهاني!
إقلب القناة .. او رُبما نفس القناة .. ايوة هنا كده .. شاهد معي إعلاميًا يتغنى يوميًا بُحب الرئيس والاصغاء لكلماته وتنفيذ ما يقول، بينما لا تسمع اذانه رأي الرئيس شخصيًا في ثورة يناير، بل والأكثر من ذلك أنه يُناصبها العداء يوميًا حتى وإن كان ذلك يُثير حفيظة قطاعٍ واسعٍ من الشعب وهم المؤيدون للثورة والمؤمنون بها، وكذلك مر عليه رغبة الرئيس الواضحة في أن يحفظ الكل لسانه وخاصتًا هؤلاء الذين يدخلون كل البيوت من خلال التليفزيون. قليل من “إبن .. “، او من سب أم أمير قطر او حتى كثير لن يضر .. عادي، وكأن الوطنية تتحقق بشتيمة أم تميم!
نقول ايه كمان؟ 28 نوفمبر؟ .. نقول .. من أول من أخبرك بأن هناك دعوة للنزول يوم 28 نوفمبر؟ الاخوان؟ الجزيرة؟ قناة رابعة؟ .. غالبًا لن تكون الإجابة أيًا من هذه القنوات وإنما ستكون قناة من القنوات التي تقف في صف المصريين الآن إما وطنيةً وإنما نفاقًا، ولأنني لا أرغب التشكيك في وطنية أي شخص او قناة فسأعتبر أن الأسلوب لم يكن مُوفقًا في التحذير من خطورة الدعوة “الفظيعة” فقد منحتهم دعاية لم يحلموا بها!
كل السطور السابقة لا تعني إغفال نوافذٍ اعلاميةٍ مهنيةٍ بالفعل، إلا أننا نتحدث عن ظواهر يتضاءل معها كل كلام الاخوان وغيرهم عن وجود مؤامرات تُحاك ضد النظام، فلو كان كل الذي يحدث الآن على شاشات التليفزيون مؤامرةً لكان الامر هينًا على الأقل أن تُدرك أن هذا عدوًا إلا انه ومع الأسف الشديد الغالبية العُظمى مما نراه –في تقديري- يتبع النظرية الشهيرة “الدبة اللي قتلت صاحبها”.