أحمد عبد العليم قاسم
قبيل انطلاق شهر رمضان الكريم بشهر كامل انطلقت حملات الدعاية لمسلسلات رمضان بشكل كبير وتنوعت ما بين التريلر (الإعلان الترويجي) مثل رسالة الإمام وأغنية العمل مثل الكبير أوي7 أو التيزر (الإعلان التشويقي) مثل نموذجنا اليوم (تحت الوصاية) الذي لم يكن مجرد إعلان خاطف لحصد ملايين المشاهدات لتصدر التريند على مواقع التواصل بل أن التريند جاء قبل ذلك من مجرد إطلاق بوستر العمل بصورة منى زكي في شخصية العمل.
حيث حدث جدل أراه غير مبررا، ومن واقع دراستي لفن التريلر وتطورة في مصر والعالم في رسالة الماجستير التي ظللت أعمل عليها من 2012 وحتي 2019 وهي من الدراسات النادرة لهذا الفن باللغة العربية، سنطبق معا معايير علمية للحكم علي تيزر العمل (رغم أنه لمسلسل وليس فيلم) لنرى كيفية مطابقته لعناصر النجاح علميا:
1- مدة الإعلان تتراوح من 120 ثانية إلى 150 ثانية وفقًا لجمعية الأفلام السينمائية الأمريكية (إعلان تحت الوصاية 54 ثانية لأنه تيزر وليس تريلر).
2- المقطع الدعائي الجيد هو كل شيء عن الإغواء يجب أن يثيرك ويترك انطباعًا قويًا ثم يتركك تريد المزيد فرغم تشويقنا بشكل عام لكن يثير فضولنا بشدة متابعة تفاصيلها وتنفيذها دراميا إعلان يثير تساؤلات ولا يُعطي إجابة ليفتح الشهية لمتابعة العمل الفني.
3- يتميز بإيقاع مميز (عدد مرات قطع المشهد)، وسرعة مناسبة (زمن ظهور اللقطة) خاطفة للتشويق والجذب.
4- يضم جمل وصور تحقق تأثير عاطفي وجمالي مع قلة الجمل الحوارية مع الموسيقى المشوقة يبقى في الذاكرة قد تجعل بعضها أفضل من العمل ذاته.
5- يتضمن مشاهد عنيفة أو تحمل روح الدعابة وهنا نجد مؤثرات صوتية وإبهار وجمل مشوقة ونجمة محبوبة.
6- يقاس نجاح الإعلان الترويجي للفيلم السينمائي على وسائل التواصل الاجتماعي بكم ما يحققه من تفاعلية بالإعجاب أو المشاركة أو التعليق على شكله أو مضمونه (حقق ملايين المشاهدات علي مختلف وسائل التواصل).
7- لأنه تيزر فقدم التشويق وننتظر تريلر ترويجي يوفر معلومات قيمة تساعد المشاهدين والمستثمرين في تكوين توقعات حول نجاح العمل في المستقبل حيث ظهرت فكرة العمل وطبيعة الشخصيات والعلاقات بينهم.
8- الإعلان الترويجي الناجح والمؤثر هو ما يبقى في ذاكرتك حتى بعد مشاهدة العمل الدرامي (وهو الأمر الوحيد المؤجل لحين نهاية عرض العمل).
والخلاصة.. أنه من المضحك أن يكون حديث البعض على السوشيال ميديا عن نقد لعمل لم نر منه سوى ثوان معدودة في التيزر ويصبح هو الشغل الشاغل فنحن نرى أن العمل الجيد هو ما يحدث جدلا ويحرك فكرا خاصة إذا ما كان تأليف شيرين وخالد دياب وإخراج محمد شاكر خضير ولهم أعمال سابقة لها تقديرها وسيكون الحكم الحقيقي للجمهور عند متابعته في شهر رمضان المبارك.