بسام سرحان بالطو
يتبادر إلى الذهن هذا السؤال مع تردي مستوى الكوميديا المصرية في العقد الأخير، حتى نرى نجوم كبار يسقطون واحدا تلو الآخر حتى يفاجئنا عمل جديد بوجه جديد للبعض “عصام عمر” يسند إليه أول دور بطولة، والدور الأنثوي لوجه غير مستهلك مميز “مريم الجندي”. من إخراج شاب أيضا “عمر المهندس”، لتكون هذه أول تجاربه كمخرج رئيسي ونرى النجاح يأتي سريعا لنسأل هذا السؤال وتكون الإجابة بين السطور إننا استعنا بدماء جديدة غير الوجوه المكررة التي لا نشاهد سواها في معظم الأعمال الحالية.
أضف إلى ذلك أهم عوامل نجاح أي عمل فني إلا وهي النص للدكتور أحمد عاطف فياض، الذي يكون مسلسل بالطو هي التجربة الأولى له أيضا كسينارسيت فندرك بهذا أهمية ضح الدماء الجديدة وإعطاء الفرص.
من أهم مميزات هذا العمل أنه يشارك جمهوره قضايا تمس العوام من الشعب المصري وليس طبقة بعينها نشاهدها في معظم الأعمال الفنية الحالية الا وهي الطبقة العليا من المجتمع التي تختلف مشاكله وقضاياه وهمه مع العامة من الجمهور أما “بالطو” فناقش قضايا البيوت وليست قضايا السوشيال الميديا توجد مشكلة حقيقية في مصر في عداء الطب والاعتماد علي الوصفات الشعبية والتصديق في أشخاص مثل شخصية مرزوق “محمود البزاوي”، تم معالجة تلك القضية في قالب كوميدي درامي متصاعد يستحق الاشادة مع تسليط الضوء على حال الطبيب المصري وما يعانيه من مواجهة جهل وقلة إمكانيات وبيرو اقطية كابسة على الأنفاس في مقابل مادي ضعيف بعد سبع سنوات من الدراسة “راجع مشهد المُرتب”.
استطاع الدكتور احمد عاطف أن يطور شخصية عاطف “العيل” الي “قائد” يملك زمام الأمور بخلق أزمات بأحداث متصاعدة حتى وصلت إلى ذروتها ليستطيع البطل مواجهة اثنين من الأوغاد الذين يلاحقونه طبيب الاسنان سمير “محمود حافظ” والشيخ مرزوق الذي لم يستطع عاطف أن يهزمه في نهاية الأمر وانتصر الجهل على العلم لتسليط الضوء على تلك المشكلة في مجتمعنا ولكن اجمل ما في النهاية هي انتصار عاطف علي نفسه وخروجه من المنطقة الامنة التي أراد أن يقبع بها ليتحول إلى شخصية أخرى لا تخشى المواجهة في سبيل الحق مع تمهيد لجزء ثان بحكاية جديدة أثارت فضول الجمهور.
لا أستطيع أن أنهي المقال دون أن أشيد بدور النجم محمد محمود في دور “عبد البديع الطرشوخي” الذي أضاف الكثير الى هذا العمل الذي بدونه اعتقد لم يكن ينال تلك المحبة فى قلوب الجماهير محمد محمود نجم تلقائي الكوميديا ذو حضور قوي ينير من يقف بجانبه وكانت الكيمياء توجد بينه وبين “عصام عمر” والفضل لذلك المخرج الشاب “عمر المهندس” الذي أجاد تسكين الأدوار بعناية دون استخفاف.
ليتبقى عنصر مهم تم توظيفه بشكل صحيح إلا وهو الموسيقى التصويرية ل”محمد أبو ذكري” التي اجاد صنعها طبقًا للحالة العامة للمسلسل بشكل جيد.