نقلًا عن مجلة 7 أيام
لن يتخلص وزير التعليم الجديد د.الهلالي الشربيني بسهولة من تأثير الضجة التي سببها أداءه الهزيل حروفا ومضمونا على حسابه عبر فيس بوك، إغلاق الحساب لم يحميه من استمرار السخرية والنقد العنيف لما كان يكتبه رجل جلس السبت قبل الماضي على نفس المقعد الذي جلس عليه من قبل د.طه حسين عميد الأدب العربي.
أي وزير آخر كان سينال الضجة نفسها لو كان حسابه على فيس بوك أو تويتر بنفس المستوى، لكن الوجع أكثر إيلاما لأن وزير التعليم المسئول عن تخريج أجيال جديدة من المفترض أنها تجيد الكتابة واستخدام لوحة المفاتيح وتكتب ما يفيد الناس ويتعلق بتخصصها لا تعيد نشر نكات وحكايات لا يهتم بها على فيس بوك إلا أقل المستخدمين ثقافة وتعليما .
قد يكون الرجل صاحب دراسات تربوية قيمة، قد يفاجئنا بأنه سينجز ما لم يفعله غيره من وزراء التعليم، نتمنى أن يفعل وساعتها سيصيغ المصريون مثلا شعبيا معاصرا يقول ” متحكمش على الوزير من بروفايله” ، لكن أي اخفاق أو تصريح غير دقيق أو ردة فعل تغيب عنها الكياسة ستضع على طاولة الوزير عشرات من الـ “سكرين شوتز” التي احتفظ بها أهل فيس بوك لحسابه قبل أن يختفى.
يعاني الجيل الأقدم من جيل الفيس بوك من غياب الأدوات التي تمكنه من التعامل مع تقنيات التواصل الجديدة، يظن هؤلاء أن أسهل شئ في الدنيا أن تدخل هذا العالم من خلال عدة خطوات، يعتقد أن وجود ألف شخص من المحبين والمؤيدين الذين سيعلقون بالإيجاب على أي شئ يكتبه أيا كان فحواه لن يمنع عشرات الألوف من انتقاد هذه الكتابات وقت أن يسطع اسمه ويحلف اليمين الدستورية وزيرا في الدولة المصرية .
أكدت الحملة الضارية التي نهشت وزير التعليم الجديد أن كل من يعمل في المجال العام عليه أن يدرك أننا نعيش جميعا في زمن “السكرين شوت” ، كل ما تكتبه سيشهد لك أو عليك، مواقع التواصل الإجتماعي يمكن أن تمارس حريتك عليها لو كنت مجرد مستخدم، أما كونك فنان أو لاعب كرة أو سياسي أو وكيل وزارة، فهذا يدفعك لأن تدقق فيما تفعل، لأنه إذا كنت يا معالي الوزير لا تعرف مكان أزرار الذال والزاي في لوحة المفاتيح، هناك الذي يمكنه بسهولة أن يوثق كتاباتك لتتناقلها أجيال تالية ويظل اسمك مرتبط بالواقعة حتى بعد ترك الوزارة وأيا كانت الإنجازات التي ستحققها .
زمن الـ “سكرين شوت” لا يعيشه فقط د.الهلالي الشربيني، باتت صورتك على مواقع التواصل الإجتماعي مرتبطة بشدة بنجاحك في حياتك العملية، أترك المجال هنا لكلمات الزميل أحمد سعيد رئيس تحرير النسخة العربية لموقع msn، يقول أحمد سعيد : الدرس الأساسي من واقعة وزير التعليم أن كل ما تهمس به على السوشيال ميديا باق، كل كلمة وصورة موجودة في الحفظ والصون، ومعظم الشركات الكبيرة، وفي المستقبل القريب الصغيرة،تنقب في حسابات السوشيال ميديا الخاصة بك لو تقدمت لشغل وظيفة.
بعض المديرين يتساهل مع النتائج طالما لا علاقة للوظيفة بسلوكك على السوشيال ميديا، والبعض أكثر صرامة خاصة لو كانت الوظيفة مرتبطة بالعمل العام والعلاقات العامة والنشاط المجتمعي.
كلما كانت ألفاظك غير مهذبة تقل فرص اختيارك، لو تقدمت لوظيفة صحفي وحسابك الشخصي ملئ بالإنحيازات لن تربح الوظيفة، لو ثبت عليك سب مديرك السابق لن يقبلك أبدا المدير الجديد حتى لو كنت على حق.
وللإيجابية مكان، فرص الإلتحاق بالعمل تزداد كلما كنت تنشر محتوى مفيد ومرتبط بالوظيفة التي تتقدم لها، كلما زاد عدد متابعيك وتنوعت مجالاتهم، كلما زادت الإشادات المهذبة بما تكتب من الزملاء والمنافسين، وينصحك أحمد سعيد بأنه لو كنت من الصنف الأول أن تحاول تنقية سجلك الإلكتروني فورا، لتحصل على شهادة ديجتال في حسن السير والسلوك،بأن تبحث على جوجل بعبارة digital footprint ومن خلالها ستصل لعشرات الموضوعات والتدوينات التي ستشرح لك كيف تطمس المحتوى غير اللائق وتبنى محتوى يجعلك تتفادى يوما ما “مظاهرة السخرية” التي تعرض لها وزير التعليم الجديد .