صفاء أحمد آغا
عبر المخرج عبد الرحمن الملا عن سعادته بالتجربة المسرحية الشبابية “قائمة الخديج”، الذي شكلت داخله تحديا كبيرا من خلال الفرصة التي منحته إياها فرقة كلباء للمسرح ومهرجانها للمسرحيات القصيرة الذي قد أفرز طاقات شبابية هائلة كان لا بد من توظيفها أعمال حقيقية ؛ حتى تصقل موهبتها بصورة صحيحة.
العرض هو لفرقة جمعية كلباء للفنون المسرحية ؛ تأليف علي جمال ؛ إخراج وسينوغرافيا عبد الرحمن الملا.
هو عرض متجاوز ما بعد العبث وهو اتجاه ورؤية جديدة على المسرح العربي وتناول المخرج لهذه الفكره هي جراءه منه وتجريب فعلي، خاصة وأن العرض يحمل جوانب إنسانية واسعة مست معظم المشاهدين اللذين تعاطفوا مع العرض وضحكوا في نفس الوقت لاحساسهم المباشر بالعلاقات المتشابه بينهم وبين الشخصيات، كما أن رؤية المخرج العميقة والبسيطة في ذات الوقت للسينوغرافيا واستخدامه المستمر لقطع الديكور وتوظيفها يدل على مدى وعيه واجتهاده في توظيف الصورة المسرحية للدراما ومتعة المشاهدة.
وهو عمل يكمن في غرابة فكرته التي تحمل عمقا وبحرا من الأسرار والغموض يتحدى بها المخرج نفسه وشغفه الإبداعي من خلال تقريب المتلقي من عالم ماوراء جدار الرحم منذ بداية العرض وتركيزه على مشهد الجنين في رحم امه في حوار إفتراضي مع أبويه يعبر من خلاله عن رغباته في حياته التي يتمناها مع قرب خروجه لعالمه الواقعي في صور مشهدية متصلة ببعضها افرزت عن حرفية وجودة العمل الذي لاقى إحتحسانا كبيرا من النقاد والفنانين والمخرجين المسرحين اللذين عبروا عن آرائهم حسب رؤية كل واحد منهم للعرض سواء من ناحية الديكور وتوضيفه بعناية شديدة تناغمت مع حوارات الشخوص بالإضافة للأزياء ودورها الساخر الذي ينقل المتلقي عبر الزمكانية منذ البداية إلى آخر مشهد بين البطل الخديج و حواره مع سريره بعد أن قطع كل هذه المراحل وصار كهلا نفسه السرير الذي إستقبله رضيعا إلى آخر لحظات مفارقته الدنيا ؛ هذا كله يندرج تحت رؤية إخراجية أنيقة متناهية مع سينوغرافيا العرض وأداء الممثلين الذي تميز بالسلاسة والجمال بحيث كان في مستوى يليق بعظمة العرض وفكرته .
وأكد المخرج عبد الرحمن الملا، أن نص علي جمال كان مستفزا ومحرضا على الإبداع شئت أم أبيت؛ حيث غالبا ما تتسم كتابات جمال بالصعوبة ؛ مشيرا إلى مهرجان أيام الشارقة المسرحية هو من المهرجانات الكبيرة التي تضع على عاتق المشاركين فيه مسؤولية