انطلق حفل ألحان خالدة على مسرح مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، أمس الأول، وامتد لأكثر من ٣ ساعات، قدمت خلالها فرقة دار الأوبرا المصرية مجموعة من أجمل أعمال الزمن الجميل بأصوات طربية حالمة، للمطربين ريهام عبد الحكيم وحنان عصام ومحمد متولي بقيادة المايسترو د. محمد الموجي.
وتنوع الحفل في تقديم أعمال عمالقة الغناء العربي كالفنانين محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وليلى مراد وفايزة أحمد ووردة وفريد الأطرش وأسمهان وسيد درويش وفتحية أحمد وشادية ونجاة الصغيرة.
وانطلقت الوصلة الأولى بصوت المطربة حنان عصام التي قدمت أغنيات “ياما القمر عالباب، الدنيا غنوة، ايظن، امتى هتعرف امتى، أسمراني اللون، قلبي دليلي”، ثم غادرت المسرح ليقدم المطرب محمد متولي وصلته الغنائية التي تضمنت “اهو ده اللي صار، بلاش تبوسني، اهواك، كامل الاوصاف، قلبي ومفتاحه، التوبة، الحياة حلوة، يا حلاوة الدنيا”، وبعد فاصل قصير انطلقت الوصلة الثانية التي احيتها المطربة ريهام عبدالحكيم بتقديم اغنيات “في يوم وليلة، تمر حنة، اسال روحك، العيون السود، بعيد عنك، قلبي لك ميال، الأطلال”.
وتفاعل الجمهور مع الحفل بالغناء والتصفيق وطلب المزيد من الأغنيات ما دفع إلى استمرار الحفل إلى قرابة منتصف الليل فيما بقيت قاعة الحفل مكتملة الحضور حتى نهاية الحفل.
وسبق تقديم الحفل مؤتمر صحفي بفندق هوليداي ان بحضور د. ايوب خضر الرئيس التنفيذي لشركة كودا للإنتاج الفني المنظمة للحفل ود.محمد الموجي قائد الفرقة الموسيقية وأماني مصطفى وكيل وزارة الثقافة المصرية ومديرة الوفد والمطربين ريهام عبد الحكيم وحنان عصام ومحمد متولي إلى جانب الصحفيين والإعلاميين.
وخلال الموتمر رحب د.أيوب خضر بوفد دار الأوبرا المصرية ونجوم الغناء العربي والحضور من الإعلاميين.
وأكد أيوب أن العلاقات الحميمة بين مصر والكويت على كافة الأصعدة، ممتدة ومتجذرة أيضا على مستوى الفن، وهو ما دفع لاستضافة فرقة دار الأأوبرا المصرية بالكويت، ومن المرتقب توقيع بروتوكول تعاون فني لتقديم المزيد والمزيد من الحفلات بين الكويت ومصر خلال العامين المقبلين، متمثلة في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي ودار الأوبرا المصرية التي تملك رصيدا هائلا من الفنانين والأصوات والعازفين والعديد من الفرق الغنائية كفرقة الموسيقى العربية وفرقة الإنشاد وغيرها.
وأضاف أن الحفل الذي يستمر إلى قرابة الـ 3 ساعات سيقدم لمحة من زمن الفن الجميل بأصوات لا تقل إبداعا ولا رقيا عن أصوات عمالقة هذا الفن، موضحا أن التنسيق تم بالتواصل مع خالد داغر رئيس دار الأوبرا المصرية، والمايسترو محمد الموجي، من قبل شهرين لوضع برنامج الحفل، والذي تم الحرص من خلالها على طرح تذاكر بأسعار مناسبة، ولذلك فإن الحفل تم حجزه بالكامل في غضون بضعة أيام من طرحه ما يدل على عشق الجمهور داخل الكويت للفن الراقي وهو الهدف من مثل تلك الحفلات التي تسعر إلى نشر الثقافة والفن الراقي الأصيل وليس تحقيق الربح فقط.
من جانبها أكدت رئيسة الوفد أماني مصطفى إن دار الأوبرا المصرية لديها توجه بنشر الفن الجميل في جميع الدول وخاصة العربية والخليجية، ولذلك فإلى جانب التعاون مع الكويت ومركز الشيخ جابر الثقافي، حيث نبحث وضع بروتوكول يعزز ويكثف هذا التعاون بالفترة المقبلة، ونستطيع من خلاله عمل برنامج حفلات يشمل الدول الخليجية والعربية أيضا، كما أنه سنقدم حفل في سلطنة عمان بتاريخ 27 مارس الجاري، وقبل شهر ونصف تم تقديم حفل للأوبرا المصرية بالمملكة العربية السعودية، كما قدمت فرقة الباليه في وفد بقيادة وزيرة الثقافة المصرية د.نيفين الكيلاني حفل رائع في المسرح الكبير بأوبرا عمان، وأشارت إلى أنه يجري التخطيط لأكبر الاحداث الفنية في مصر وهو مهرجان الموسيقى العربية في نوفمبر المقبل والذي من المرتقب أن تشارك فيه الكويت أيضا ليس فنيا فقط ولكن أيضا علميا من خلال الرسائل الأكاديمية الفنية بالمؤتمر العلمي، من خلال أبحاث وندوات بالمهرجان.
وقالت أماني مصطفى: “إن أجمل ما يميز الكويت هو جمهورها العاشق للفنون والمتذوق للرقي والأصالة، كما أن ترحيب الجمهور بالفن المصري على المسرح يشعل حماس الفنانين نتيجة هذا الحب والتقدير، فالجمهور الكويتي مبهر”.
من ناحيتها قالت المطربة ريهام عبدالحكيم: “سعيدة جدا بالمشاركة في الحفل الكبير “ألحان خالدة”، وزيارة الكويت مجددا، فهي ليست أولى حفلاتي بالكويت حيث قدمت في السابق بحفل ضخم بمصاحبة الفنان عبدالله الرويشد، والمايسترو نادر عباسي، ولكن الحفل الآن له مذاق مختلف لأنها مخصصة للموسيقى العربية التي أعشقها وأجد فيها نفسي ويرتاح فيها صوتي، كما أن جمهور الكويت ذواق ومشهور بحبه للموسيقى العربية، ولذلك فمن المتوقع أن يكون الحفل ناجح جدا”.
وأضافت المطربة حنان عصام: “فخورة بوقوفي لأول مرة على مسرح أوبرا الكويت بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، ولكنها ليست زيارتي الأولى للكويت حيث قدمت عدة حفلات خاصة، وبالرغم من ذلك فحفل ألحان خالدة ذو مذاق خاص، بمشاركة المطربين ريهام عبدالحكيم ومحمد متولي والمايسترو د.محمد الموجي ونعد الجمهور بحفل رائع”.
وقال د.محمد الموجي: “تم الاختيار بدقة لأغنيات الحفل من أعمال الفن الجميل لعمالقة الغناء العربي، والتي تعد مدرسة للموسيقيين والمطربين، وهي وسيلة لربط الجمهور بهويتنا الفنية للمطربين أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وكارم محمود وعبدالعزيز محمود ومحمد قنديل، والتي نعتبرها نحن “الحان خالدة” كما تم تسمية الحفل، ولاستمرار هذا الخلود يجب علينا تذكير الجمهور بها بين الحين والآخر وخاصة العاشقين لمثل هذا النوع من الفنون الراقية”.
واختتم كلمات المؤتمر المطرب محمد متولي: “أسعد بمشاركتي للمرة الثانية في حفل بدولة الكويت، بعد تقديم حفلي الاول بمصاحبة أوبرا الإسكندرية، وكان حفل رائع واستقبال الجمهور لا يوصف، ما دفعني للغناء بحماس وحب أغنية “أنا كويتي” والتي استقبلها الجمهور بتفاعل وحب كبير، فالجمهور الكويتي حقا رائع، ورغم أني لدي العديد من الأغنيات المعاصرة، وقدمت ألبوم غنائي كامل، وغيره من الاغنيات الفردية المعاصرة كغيري من جيل الشباب المطربين، إلا أن التراث الفن الأصيل والموسيقى العربية تظل هي عشقي الأكبر”.