رغم مرور آلاف السنين فإن الحضارة الفرعونية لم تبح بعد بكامل أسرارها أو تكشف عن أهم كنوزها مما يجعلها دائما قبلة للدارسين و هدفا للمتخصصين و حلما للنصابين من هواة الشهرة الذين يدعون التوصل لاكتشافات جديدة ستغير مجري التاريخ و تعيد كتابتة من جديد!.
الباحث البريطاني (نيكولا ريفز) أعلن منذ فترة عن توصلة لنظرية جديدة تؤكد أن الملكة نفرتيتي مدفونة في خبيئة سرية موجودة خلف أحد جدران مقبرة توت عنخ أمون الواقعة بمنطقة وادي الملوك بالأقصر و أضاف أن هذة المقبرة تخص أصلا الملكة لكن تم أستخدامها لدفن الفرعون الشاب الذي توفي فجأة فلم يسمح الوقت ببناء مقبرة خاصة بة.
آراء نيكولا المثيرة للجدل لم تتوقف عند هذا الحد حيث أكد في كثير من مؤلفاتة العلمية و مؤتمراتة الصحفية بأن نفرتيتي حكمت مصر عقب رحيل زوجها إخناتون تحت اسم مستعار و أمرت الفنانيين بأن يمثلوا صورتها في الرسومات و التماثيل على شكل جديد يجمع بين الذكورة و الأنوثة (الجنس الثالث) حتى لا ينفضح أمرها و تتعرض لعقاب الثوار الذين كانوا يعتبرونها مرتدة و محرمة بعد أن أسهمت مع زوجها في تغيير ديانة الدولة.
لن أناقش مدي صحة نظريات العالم الأثري التي تتنافي مع آراء معظم الخبراء الأجانب و المصريين الذين يرجحوا وجود مقبرة نفرتيتي (الجميلة التي تتهادي) في منطقة تل العمارنة التي عاشت فيها جانب كبير من حياتها , و لن أنتقد الحفاوة المبالغ فيها من جانب الاعلام و وزارة الأثار بنبأ هذا الكشف الذي لم يتأكد بعد…سأترك كل ذلك و أعرض عليكم بعض الحقائق عن نيكولا ريفز و حكاياتة مع آثار مصر و فراعينها :
1- يشغل منصب أستاذ علم المصريات بجامعة كاليفورنيا و لة العديد من المؤلفات في هذا التخصص أبرزها كتاب: (كل توت عنخ أمون ). المقربون منة يصفونة بالغموض والتعالي مع مسحة من غرابة الأطوار لا يفهم منها اذا كانت عبقرية أم جنون!.
2- عمل في التنقيب عن الأثار بمنطقة وادي الملوك منذ 20 عاما و كان أول من أستخدم الآشعة للكشف عن المقابر غير المعروفة فكانت المحصلة هي الكشف عن البئر رقم 63 و التجويف رقم 64 اللذان لم يعثر بهما على شيء , كذلك أدعي وجود كنوز ذهبية داخل قصر اللورد كارنافون ( ممول عملية حفريات مقبرة توت عنخ أمون) في بريطانيا لكن البحث الدقيق لم يسفر سوي عن العثور علي بعض الصفائح المذهبة قليلة القيمة التاريخية و المادية.
3- تم منعة من مزاولة التنقيب عن الأثار في مصر بقرار من الوزير الأسبق زاهي حواس نتيجة مخالفتة للاتفاق الذي يلزمة بضرورة مراجعة وزارة الآثار المصرية و الحصول على موافقتها قبل أن نشر نتائج أبحاثة العلمية.
4- خلال إحدى محاضراتة بإسبانيا قال بالنص : نبي مصر المزيف إخناتون لم يكن رجل سلام كما صوره البعض بل هو طالب حرب و جاة… مشهد تقبيله لبناته ليس سوى قناع حاول أن يخفي به ديكتاتوريته و زيفه شأنة شأن هتلر الذي تعمد أن يظهر في صورة و هو يداعب كلبة!)…حمدي ذكي – مستشارنا السياحي وقتها في مدريد – كان حاضرا و قام بالتصدي لهذة المغالطات التاريخية مما دعي نيكولا لتغيير كلامة بل و التأكيد على حبة و أحترامة لأخناتون!.
لن أستبق الأحداث و أصدر حكما علي الرجل بالعبقرية أو بالنصب بل سأنتظر مع المنتظرين النتائج النهائية لهذة القضية متمنيا من كل قلبي أن تسفر عن أكتشاف أثري حقيقي يعيد الينا حركة السياحة التي أصبحت في خبر كان.