لم أشاهد حالة جدل على شخصيات عمل في رمضان منذ مسلسل “لعبة نيوتن” لتامر محسن 2021 حتى جاء “الهرشة السابعة” ذلك العام لأرى تلك الحالة من جديد بين فرق تؤيد وفرق تعارض أو تكره وتحب وذلك إن دل علي شئ فهو يدل على كتابة نص يهتم بأهم عنصر فيه في رأيي ألا وهو “الشخصية” وتلك الحالة تجعل وكآن صناع العمل يتسألون هل مطلوب منا كره او حب شخص بعينه فعلا؟ ربما هدف المسلسل هو أن نتغاضى عن ذلك عن التعامل بمبدأ الأبيض والأسود وأن نتقبل الأشخاص كما هم والاهم من ذلك هو إيجاد طريقة للحياة بين جنسين مختلفين(الذكر والأنثي) مّقدر لهم العيش سويا على هذا الكوكب حتى فنائه بدلا من شيطنة جنس منهم على حساب الآخر بسهولة دون تفكير للحظة من زاوية الجنس الآخر، والفضل يعود للكاتبة “دينا نجم” وكل من ساهم بكتابة هذا العمل من ورشة “سرد” لصاحبتها السيناريست الكبيرة “مريم نعوم”.
من أهم قواعد الإخراج التي تلقيتها أثناء دراستي للسيناريو في وقت ما كانت قاعدة لم أتذكرها كثيرا لعدم مشاهدتي لها مَطبقة حتى في الأعمال الأجنبية ألا وهي “أن تجعل العمل يحكي نفسه من خلال الصورة” حتى وإن ضغط المتفرج على زر الصامت في ريموته.
لنعود للأصل “السينما الصامتة” جرب أن تفعل ذلك مع مسلسل الهرشة السابعة وستفهم القصة حيث توقفت من خلال صورة المخرج فقط كما فعل “كريم الشناوي” بكاميرته من خلال هذا العمل فالكاردات لم تكن للاستعراض كحال أغلب المخرجين ولكن حرص كريم أن تكون للحكاية وأيضا حرص على أن يبرز انفعالات الشخصيات بزوايا مختلفة تجعلنا نشاهد أكثر من تعبير بأكثر من شكل على حسب الموقف بحركة الكاميرا في مشهد واحد مما أدى إلى إبراز أداء الممثلين بشكل هائل.
طل علينا منذ عقد أو يزيد جيل جديد من الممثلات غير الجيل الذي نشاهد أعماله لم يلمع منه الكثير رغم وجوهن الجميلة و زواج بعضهن من منتجين يجعلوانهما أبطال للأعمال.
ذلك الجيل خرجت منه “أمينة خليل” التي أراها اكثرهن موهبة وأذكاهن في اختيار الأدوار على مستوى السينما والدراما ولا تتقيد أو تتمسك بعمل دور بطولة منفردة (الحكاية تدور حولها وحدها) مثل “دينا الشربيني” و”ريهام حجاج” و”ياسمين صبري” مثلا التي أراها تسبقهن بكثير بموهبتها.
كذلك “محمد شاهين” الذي يعتبر أدائه هنا من افضل الاداءات في مسيرته التي امتازت بأدوار مختارة أيضا بعناية بدءًا من “نيران صديقة”مرورا بال”وصايا السبع” و”امبرواطربة مين” حتي “موضوع عائلي”و”سوتس” وأخيرًا “الهرشة السابعة”.
و”أسماء جلال” التي اجدها تلقائية في تمثيلها دون تكلف تجعل أدائها يخرج كالطبيعي والتي اراها اذكي نجوم جيلها ايضا الذين يشبهن بعضهن البعض جميعا دون تميز واضح.
أما “علي القاسم” أجده الأفضل في تلك الحكاية لصعوبة دوره،ومن ناحية أخرى يمتاز بقوة حضور امام الكاميرا مع وجود موهبة قوية وتحضير للدور يجعله يستطيع أن يحمل عمل وحده.
الدعاية الضخمة والإنتاج الضخم والنجوم ذات شعبية لا تستطيع أن تنجح عملًا خصوصا وإن كان دراما ربما تستطيع جذبه حتى يفطن المشاهد بعد عدة حلقات رداءته (راجع آراء المشاهدين عن مسلسل “سره الباتع”).
ما يجعل العمل قوي وناجح ويعيش هو الإتقان ،الإتقان وعمل شئ من واقع نعيشه حتى وان كانت مجرد حكاية بسيطة.