هبة جلال ريم رؤوف
نجحت الفنانة ريم رؤوف في إقناع المشاهدين أنها امراة صعيدية بطبعها حين جسّدت شخصية “سميرة” بمسلسل “عُملة نادرة”، فقد أجمعوا على أنها جسدت بوضوح دور المرأة الصعيدية الغيورة على زوجها لدرجة أنها على استعداد لقتل من يقترب منه.
“إعلام دوت كوم” حاور الفنانة ريم رؤوف حول مشاركتها في مُسلسل “عُملة نادرة”، وكيف تعاملت مع فكرة تقديم صعيدية للمرة الأولى، وهل وجدت صعوبة في اللهجة الصعيدية، وحول تكرار تعاونها مع المخرج ماندو العدل، وكيف تتعامل مع شخصياتها، وما الصعوبة التي واجهتها في شخصية “سميرة”، وكيف وجدت ردود الأفعال حول العمل ودورها فيه، وجديدها الفني خلال الفترة المقبلة.
وفيما يلي أبرز التصريحات:
1ـ شاركت العام الماضي في “فاتن أمل حربي” بمشهد واحد وفوجئت بأنني تصدّرت التريند بعده، والساعة 6 صباحا وجدت رسالة على الواتساب من الفنانة نيللي كريم تخبرني فيها أنني قدمت مشهدا رائعا وأثر فيها كثيرا فحدث معي مثلما حدث في مشهد تمثيلي للأستاذ ماجد الكدواني وسألتها مثله “هو انتى نيللي كريم بجد ولا حد بيهزر معايا”، كما أن المخرج ماندو العدل تواصل معي وقال لي افرحي بنجاحك قدمتِ مشهدا عظيما وسيكون بيننا عمل مهم، وبعدها رشحني لشخصية “سميرة” في “عُملة نادرة” ولا أعلم كيف رآني في سميرة خاصة أنني قدمت سيدة مقهورة ومكسورة في “فاتن أمل حربي”.
2ـ لم أتردد لحظة في قبول تجسيد شخصية “سميرة” في “عُملة نادرة”، فالمخرج ماندو العدل تواصل معي وأعطاني دور عمري فهو دور صعب للغاية وبه تحدِ كبير، وأنا أحب التحدي و”ما صدقت” أن الله سبحانه وتعالى قد كرمني في وقت قليل فأنا في مهنة التمثيل منذ ثلاثة سنوات فقط.
3ـ مرحلة الخوف جاءت بعد قبولي الدور فقلقت من كيفية تقديمه فبدأت أقرأ وأذاكر جيدا لأن هذه الخطوة الأهم في حياتي، ولا أذاكر الأداء لأنني أحبه أن يخرج عفوي وتلقائي، وخلال فترة المذاكرة قرأت عن الصعيد وعاداتهم وتقاليدهم وانبهرت بهم واحترمت عاداتهم وتقاليدهم وأحببت في السيدة الصعيدية قوتها وأن لها قيمتها وكلمتها المسموعة.
4ـ لم أتخيل في يوم من الأيام أنني سأتحدث باللكنة الصعيدية فكنت أعتقد أن كلامهم يُشبه ما كنا نراه في الأعمال الفنية وأنهم يمطون في الكلام، ولكن اكتشفت أن ذلك لا يمُت للواقع بصلة وأن الصعايدة يتحدثون مثلنا مع فوارق في بعض الحروف فهم يتحدثون بشكل طبيعي ولا “يحزقوا” في نطق الكلام، كما اكتشفت بأن كل محافظة لها لكنتها الخاصة بها وكل مكان داخل هذه المحافظة له لكنته الخاصة به.
5ـ مُصحح اللهجة الأستاذ عبد النبي الهواري كان يركز معنا كثيرا ويقف لنا على الحرف وكذلك المخرج ماندو العدل، حتى لا يقول أحد أننا لا نمت للصعيد بصلة فكنا نحرص جميعا على النطق بشكل صحيح حتى لا نكرر أخطاء الآخرين.
6ـ كنا نتحدث باللكنة الصعيدية في الكواليس حتى عُمال البوفية وكافة طاقم العمل ليس الممثلين فقط ونُصحح لبعضنا، ومن يتحدث باللكنة القاهرية كنا ننظر إليه ونستغربه “اللي هو إيه ده أنت مش صعيدي زيّنا”، كما كان هناك تدريبات كثيرة مع الأستاذ عبد النبي الهواري خلال بروفات الترابيزة.
7ـ “سميرة” ليست شريرة بل إنسانة بدائية فهي أمية ليست متعلمة ومحور حياتها كاملة هو زوجها مسعود فتحب “أنس” و”وإسراء” كثيرا، ولكنها تكره”نادرة” بسبب قرب مسعود منها فهي لا تحب أن يقترب أحد من زوجها ومن يقترب منه فهو الجاني على نفسه.
8ـ لم أقل أن سميرة على حق بل أقول إنها شخصية غير متعلمة تعيش في مجتمع قاسِ، فالنجع الذي تعيش فيه يجنن أي شخص ومنزل عبد الجبار بيت قاسم وقاسى وبه علاقات مؤذية ومُسممة تغيب عن أي شخص عقله وليس سميرة فقط، ورغم كل ذلك فأنا لا أحب أن أوضع في موقف مثلها فأقتل إنسان آخر مثلما كانت تريد أن تسم “نادرة”.
9ـ خلقت مُبررات لتصرفات الشخصية حتى أستطيع استخدامها واستأذنها في استخدامها وإلا كان صعب عليّ تنفيذها فأنا أمثل الشخصية من قبل دخول لوكيشين التصوير، فأنا أحببت سميرة كثيرا لأنها جدعة وقوية وعندما تحب تحب بصدق ومن قلبها وتتمنى أن يحبها مسعود ودائما تجري ورائه وكأنه ابنها وليس زوجها، وتسعى جاهدة لتُبعد عنه النساء اللاتي ينظر إليهن لأنها رغم كل مساوئه لا تراه شخص سيء.
10ـ أصعب مشهد كان مشهد الكحك عندما وضعت لنادرة السم بالكحك فعندما قال لي مسعود”يالا ننزل علشان أبويا هيعلن زواجي من نادرة” تعبت كثيرا من المشاعر التي تتحكم بي وجعلتني أفكر في قتل إنسان آخر مقابل ألا يُشاركني أحد في زوجي أو في حبي له فبكيت عندما قال لي متبكيش، بشكل حقيقي ومن قلبي.
11ـ سميرة أرهقتني وأزمتني نفسيا على الرغم من أنني بررت لها تصرفاتها وإيذائها بأن مسعود آذاها كثيرا، فأنا لو تزوجت شخص مثل مسعود سأتخلص منه ولا أستطيع تحمله فهي شخصية بعيدة كل البعد عني، فأنا شخصية لطيفة مع الجميع واجتماعية وليس لدي مشكلة مع أحد ولا أحب إيذاء أحد فـ “سميرة” كرهت “نادرة” ولكن ريم تحب نيللي كريم كثيرا.
12ـ يجمعني بـ”سميرة” بعض الصفات فأنا أعتبر نفسي شخصية قوية ولا شيء يحرجني وهي كذلك، ولكنها لا تحرج لدرجة البجاحة ولكنني لست بجحة ولكن لا يمكن أن أتاثر بأحد أو برأيه في، كما أن سميرة جبانة في بعض الأمور وأنا لا أخاف.
13ـ عندما ذهبت للوكيشين “عُملة نادرة” للمرة الأولى لم يكن باقي طاقم العمل يعلم ما إذا كنت سأجيد الدور أم لا، ومن المشهد الأول بدأت أسمع تعليقاتهم على أدائي التمثيلي وسعدت بها كثيرا فكانوا يقولون لي “أنت جبارة ومجرمة” و” أنت موهبة وبتتحولي قدام الكاميرا”، خاصة وأنني في الحقيقة شكلي بعيد تماما عن شكل سميرة.
14ـ المُخرج دائما هو مرآة الممثل فلو لم يثق الممثل في المخرج فالأفضل ألا يعمل معه وثقتي عمياء في المخرج ماندو العدل، فهو مبدع ويعرف أدواته جيدا ويعرف كيف يخرج من الممثل أفضل ما لديه وعندما يقول ملاحظات تكون في الصميم ولا أناقشه في شيء فأقدم ما يقوله لي دون مناقشة.
15ـ سبب نجاح “عُملة نادرة” روح الحب التي كانت بين صُناعه فبطلة العمل أحبها كثيرا من قبل العمل معها وعندما عملت معها وعرفتها عن قرب كإنسانة أحببتها أكثر ودائما كنت أقول لها أنت وش الخير عليّ منذ أن عرفتك وأنا أرشح للمشاركة في أعمال فنية فهي شخصية لطيفة وجدعة، كما أصبح هناك علاقة صداقة قوية تجمعني بالفنانة ندى موسى والفنانة مريم الخشت ولا نترك بعضنا في الكواليس على الإطلاق، فمهنتنا مهم فيها وجود مثل هذه الروح لأنها تساعدنا على إخراج أفضل ما لدينا فأنا محظوظة بالعمل مع كل هؤلاء النجوم ومع الفنان أحمد عيد الذي أجسد دور زوجته ضمن الأحداث فلم أتوقع أنني سأقف أمامه يوم من الأيام وقد شرفت بالعمل معه وبمعرفته فهو ممثل رائع ومبدع وأطيب خلق الله.
16ـ لم أنتظر النجاح ولم أتوقعه فكنت ذاهبة لتقديم شيء أحبه وأتمنى النجاح ولكن لم أنتظره ولم أتوقعه، فكان يكفيني العمل مع نجوم كبار ومقابلتهم وأنهم يشيدون بي وبأدائي فهذا يكفيني ولكن عندما نجحت شخصية سميرة سعدت للغاية بكرم الله عليّ لأن جميعنا تعبنا وبذلنا مجهودا كبيرا، فنحن نصور منذ شهر 12 الماضي ولم ننته حتى الآن.
17ـ شكلي بدأ يتغير وملمس شعري أيضا وطريقة تعاملي فبدأت أتعامل في بعض الأمور مثل “سميرة” فوالدتي أصبحت تخاف مني ومهما أقنعتها بأنني ابنتها ولست سميرة فإنها مُصرة بأن روح “سميرة” لبستني، وابنتي أيضا كانت تخاف مني في البداية ولكنها مع الوقت فهمت كل شيء.
18ـ هناك عدد كبير من الجماهير الذين يتابعون العمل يعتقدون بأنني صعيدية فالفنانة ندى موسى أصدقائها الذين يتابعون العمل لم يصدقونها بأنني لست صعيدية وأقول لوالدي “بابي ومامي” والسر يكمن في أن الأدوار الصعيدية ليست لكنة فقط ولكنها روح فأنا روح سميرة لبستني فأنا بقيت أتكلم مثلها وأتعامل بطريقتها.
19ـ شرف لي أن أكون صعيدية فوالدتي نفسها عندما رأتني لم تصدق أنني من أجسد دور سميرة، ولكننى لم أذهب الصعيد طيلة عمرة كله ولكنني أحببت ما قدمته كثيرا وأحببت الشخصية وإحساسها فسميرة طبعها “حامي” وإحساسها عالِ وقوي لا تنحني لأحد.
20ـ أحب دائما تقديم شخصيات مختلفة وبعيدة كل البعد عني فهذا ما أحبه لأنه سهل للغاية أن أخرج وأتحدث بالإنجليزية ولكن الصعب أن أعيش حياة أخرى بتفاصيلها وتجاربها فهذا هو التحدي بالنسبة لي، خاصة أنني أرى أن الشخصيات التي أجسدها هي شخصيات موجودة وتعيش حياتها وأنا استأذنها بالظهور في اللقطات التي تظهر على الشاشة فهي تلبسني في الفترة التي يعرض فيها العمل وتلك معادلة غريبة ولكن هذا تفكيري الذي أحبه كثيرا. ريم رؤوف
21ـ أشارك في المُسلسل الدرامي “الصندوق” الذي سيعرض في النصف الثاني من شهر رمضان وعندما تعاقدت عليه لم أكن أعلم أنه سيُعرض في الماراثون الرمضاني، وقد تعاقدت عليه قبل “عُملة نادرة” وأقدم خلال أحداثه دور مُختلف عن شخصية “سميرة” فأقدم فيه دور سيدة تدعى حنان ليست متعلمة وظروفها صعبة ومن الدرب الأحمر وشقيقها لديه مشاكل عديدة.