هبة جلال غادة طلعت
تُشارك الفنانة غادة طلعت في السباق الدرامي الرمضاني من خلال مسلسلي”ستّهم” بشخصية”بخيتة” و”جت سليمة” بدور غجرية تُدعى”لواحظ”، ولفتت طلعت الأنظار إليها لإجادتها تقديم وتجسيد هاتين الشخصيتين المُختلفتين.
“إعلام دوت كوم” حاور الفنانة غادة طلعت حول تواجدها للمرة الأولى في مسلسل درامي تدور أحداثه حول الصعيد، وكيف أجادت اللهجة الصعيدية التي وصفتها بالصعبة، وسبب رسم ملامح الشخصية بهذا الشكل تحديدا، وهل كان لها رؤية في هذه الملامح، وكيف كانت تجربتها مع المخرج إسلام خيري في “جت سليمة”، وفيما يلي أبرز تصريحاتها:
1ـ شخصية “بخيتة” التي قدمتها في المُسلسل الدرامي “ستّهم” لم تكن سهلة على الإطلاق ولكن أحببتها كثيرا وتعلّقت بها لأنها كانت قريبة لقلبي،فكانت هناك تفاصيل كثيرة في الشخصية يجب أن تظهر ويشعُر بها الجمهور مثل حبها ودعمها الكبير لستّهم واحترامها وتقديرها لزوجها رغم مُعارضتها له.
2ـ أحببت بخيتة فهي شخصية حنونة وأصيلة وتناصر ستهم لأنها ترى أنها مظلومة وفي الوقت ذاته تحب أولادها وزوجها كثيرا على الرغم من رفضها لتصرفاته فهي سيدة عظيمة وقد وصفتها ستّهم في مشهد عندما قالت”الناس معادن وأنت معدنك بان معدنك ذهب عيار 24″.
3ـ أحرص على تقديم الأدوار البعيدة عني والحمد لله أن قدري كان منذ دخولي عالم الفن وكافة الأدوار التي قدمتها كانت بعيدة كل البعد عني والحمد لله أن هذا أكثر ما يميزني ولكن “بخيتة” تشبهني في الحنّية فكل المقربين مني يعرفون أنني اشبهها في هذه الصفة ولكن لا أعرف إبراز هذه الحنية لكنها تظهر في المواقف فبخيتة ساعدتني في خروج مشاعر الحنية التي بداخلي.
4ـ اللهجة الصعيدية لم تكن سهلة على الإطلاق وبعد مشاركتي فى عمل درامي تدور أحداثه في الصعيد التمست العُذر وقدّرت كل النجوم الذين قدموا لنا الأعمال الصعيدية كـ”ذئاب الجبل” و”الضوء الشارد” وغيرهم الكثير فهذه النوعية من الأعمال يبذل فيها مجهود كبير فصناعه يحضرون ويذاكرون شخصيات العمل ويقمون بعمل تاريخ لها وفقا لعادات وتقاليد وطريقة نطق المحافظة أو البلدة التي تدور فيها أحداث العمل.
5ـ كان هناك بروفات قبل تصوير أي مشهد على اللكنة فلا يوجد فنان كبير على اللكنة الصعيدية ولا إنسان مُلم باللكنات الصعيدية مهما كانت نجوميته واتحدى من يقول أنه يعلم جميع اللكنات حتى لو كان من أصول صعيدية فأرى أنها لغة وليست لهجة فكل قرية لها لهجتها وطريقة نطقها الخاصة بها.
6ـ أردت من خلال شخصية “بخيتة” تقديم نموذج واقعي للسيدة الصعيدية في تصرفاتها وملابسها وطريقة نطقها للكلام ووضعت في الاعتبار الظروف الصعبه التي ستمر بها فلم أهتم بأن يكون شكلي جميل “أمورة” واستعرض جمالي في الدور بقدر اهتمامي بأن تخرج بشكل يُشبه نساء الصعيد الحقيقيات.
7ـ اختيار الألوان الغامقة لملابس الشخصية لأنها تناصر ستّهم في حياتها فستّهم عاشت مأساة ولم تفرح إلا أيام قليلة وعندما توفى زوجها ذهبت إلى المنيا بمنزل بخيتة ثم توفى نجلها عبد الرحمن فمن كل هذه الأحداث والمعاناة جاء هذا الاختيار.
8ـ مُسلسل”ستّهم” من اكثر الاعمال التي قلقت وشعرت بالخوف منها فالجمهور الصعيدي لا يرحم الفنان إذا أخطأ في تفاصيل الشخصية وكانت لا تُشبههم أو تحدثت بلكنة لا تمت للكنتهم بصلة فهو جمهور ذوّاق ومُحب للفن ولكنهم قاسيين ولا يحبون من لا يحترم لهجتهم وتفاصيلهم وعاداتهم وتقاليدهم.
9ـ المُخرج رؤوف عبد العزيز مُخرج عظيم وإنسان رائع قبل أن يكون مخرج مهم ومبدع ففي أول يوم تصوير أخبرني أنه ليس هناك داع لكم التوتر والقلق الذي يوجد بداخلي فهو مُشفق عليّ كثيرا وقد أبدى إعجابه بشخصيتي وأدائي وكذلك الفنانة روجينا التي لعبت دورا كبيرا في امتصاص خوفي وطمأنتي فهي نجمة كبيرة على كافة المستويات وإنسانة عظيمة كانت تحرص دائما على دعمي.
10ـ مشهد المواجهة بينى وبين زوجي والذي قلت له خلاله”خايفين من كلام الناس ومش مكسوفين من ربنا اللي أكد على ورث البنات” كان صعب للغاية إلا أنني أحببته كثيرا فقد تم تصويره في أول يوم تصوير ومؤلف العمل ناصر عبد الرحمن كان متواجدا في لوكيشين التصوير وسعدت كثيرا بأنه خرج في برومو العمل.
11ـ أول يوم تصوير كان صعبا لي لأنني صورت عدد مشاهد كثيرة لأن الديكور المبني كان ديكور دوري كما كنا نصور في أراضي زراعية في درجة حرارة منخفضة وجو مائل للبرودة الشديدة.
12ـ العمل لا يرصد سلبيات الصعيد فقط ولكنه يتناول مجتمع كامل فقدم شهامة الرجال فى الصعيد ومدى ترابطهم وقدم نموذج “ستّهم” الذي يُحسن من صورة المرأة الصعيدية فهي إمراة بالرغم من القهر الذي تعرضت له إلا أنها تمرّدت على القهر والعادات والتقاليد وسنكتشف في النهاية أنها كانت على حق.
13ـ “ستّهم” بعيد عن أي مُقارنات وخارج أي منافسات فهو لا يتحدث عن ميراث المرأة في الصعيد فقط وإذا قلنا بأن قصته مستوحاة من قصة الحاجة صيصة فهي لم تُقدم في تاريخ الدراما من قبل فمن المستحيل أن يكون هذا العمل يُشبه أي عمل درامي آخر فقد طرح قضية تناقش للمرة الأولى والفنانة روجينا قدمته بإحترافية عالية وتفوّقت على نفسها وكسبت الرهان.
14ـ ليس هناك مشكلة في تكرار تناول قضية ميراث المرأة في الصعيد لأن الأزمة مازالت قائمة لذلك فسنتناولها في أعمال كثيرة طالما يتم معاملة المرأة في الصعيد على أنها درجة ثانية وهناك سيدات صعيديات مازلن يتأزمن.
15ـ وجودي في عملين مُهمين توفيق من الله سبحانه وتعالى فالفنانة دُنيا سمير غانم نجمة كبيرة ولديها قاعدة جماهيرية عريضة كما كنت أتمنى المشاركة في عمل كوميدي لايت فالحمد لله على كرمه أنني حققت أمنيتي بمشاركتي في المُسلسل الدرامي “جت سليمة” ولم أتردد لحظه في المشاركة خاصة وأنني أحب مخرج العمل الأستاذ إسلام خيري كثيرا وأحب طريقته في العمل وكنت أتمنى العمل معه مُنذ فترة كبيرة.
16ـ لم يكن هناك تداخل بين الشخصيتين فهما مختلفتين عن بعضهما فبخيته في “ستّهم” شخصية تراجيدية وفيها دراما حقيقية ونناقش من خلال العمل قضية صعبة للغاية على عكس لواحظ في “جت سليمة” فهي شخصية لذيذة وفانتازيا ولم أشعر بأي صعوبات في مشاركتي بعملين فتجربتي مع الأستاذ خالد جلال جعلت جهازي العصبي قادر على الفصل بسهولة وكانت أصعب تجربة في حياتي جعلت كل التجارب التي تأتي بعدها سهله للغاية.
17ـ ردود الأفعال على مُسلسل”ستّهم” وشخصية “بخيتة” كانت أكثر من رائعة وأشعر بالإمتنان لكل من أخذ من وقته وكتب عني أو أشاد بي وبأدائي التمثيلي ومن أكثر الأشياء التي تُسعدنى وتُنسينى أي حزن هو الإشادة بعملي.