لم أكن يوما من المقتنعين بعبارة (الهزيمة بشرف) أو من المؤيدين لمقولة (خرجنا مرفوعين الرأس) لكن بعد ما شاهدتة أمس في لقاء الزمالك و النجم الساحلي سأقولها صريحة مدوية : الزملكاوية شرفوا الكرة المصرية رغم الخروج من الكونفيدرالية!.
المارد الأبيض قدم ملحمة كروية متكاملة جمعت بين الدراما و الأثارة و التشويق الا أن مشهد النهاية لم يكن مرضيا للمشاهدين الذين تابعوا بانبهار كفاح الفارس المغوار و تمنوا أن يروه و هو يحقق كامل الأنتصار قبل اسدال الستار لكن سيناريو الأقدار حرمة من مواصلة المشوار.
أبرز المشاهدات عن المباراة كانت:
1- الروح القتالية التي لعب بها الزمالك أسعدت كل عشاقه و دفعت معظم جمهور منافسية للتعاطف معة بل و تشجيعة في الدقائق الأخيرة الحاسمة. أبناء ميت عقبة أجبروا الجميع علي احترامهم بعد أن أدوا ما عليهم و تفوقوا علي أنفسهم وسط ظروف بالغة الصعوبة.
2- الشحن المعنوي للاعبين كان زائد عن الحد المطلوب و هو ما أنعكس سلبا علي مردودهم الفني عقب ضربة البداية و أدي إلي الطرد المبكر للظهير علي جبر بل كاد أن يتسبب أيضا في أقصاء أيمن حفني و طارق حامد اللذان تعمدا الضرب دون كرة أو حتي مبرر مقبول.
3- لم تكن هناك فرص كثيرة حقيقية لكلا الفريقين و الأهداف الثلاثة جاءت عن طريق أخطاء فردية ساذجة من خط الدفاع. القناص باسم مرسي كان غائبا عن الوجود في اليوم المشهود و بو نجاح لم يشكل خطورة تذكر رغم ذكاء تحركاتة العرضية و تعدد ألتحاماتة العنيفة المؤذية.
4- الفريق التونسي ظهر مهزوزا عكس الصورة التي قدمها خلال موقعة سوسة لذلك كان يجب مواصلة الضغط علي دفاعاتة المرتبكة بشكل أقوي و أسرع عقب أحراز الهدف الأول لكن المدير الفني فيريرا فضل اللعب بتوازن خوفا من أن يصاب مرماة بهدف يعقد الأمور أكثر.
5- تغيير أيمن حفني مطلع الشوط الثاني أثار كثير من علامات التعجب علي أعتبار أنة مهندس العمليات الوحيد و صانع الهجمات الفريد..اذا كان مصابا فلماذا لم يتم الدفع ببديلة الاستراتيجي مصطفي فتحي الذي تأخر نزولة كثيرا؟ التغييرات في مجملها لم تكن موفقة.
6- طارق حامد كان رجل المباراة الأول بعد الجهد الخرافي الذي بذلة و هو يغطي بمفردة مساحة شاسعة في منتصف الملعب دون دعم أو مساندة. اللقطة التي ظهر فيها عقب النهاية و هو يتمدد علي الأرض حزنا و تعبا تستحق أن يحصل مقابلها علي لقب (فارس).
7- الحضور الجماهيري كان رائعا من كل الوجوة و لم يشهد خروج عن النص مما يؤكد نجاح تجربة أقتصار الدخول حاليا علي أعضاء الجمعية العمومية و فرق الناشئين و المجندين ..يجب تكرار هذا الأمر في قادم المنافسات الدولية و القارية لأنديتنا و منتخباتنا الوطنية.
8- المعلق التونسي الشهير (عصام الشوالي) كان منحازا بشدة لفريق بلادة في أثناء وصفة لأحداث اللقاء لدرجة أنة قال في البداية : ( النجم جاي القاهرة من سوسة بتاكسي علية خمسة و خميسة) في اشارة مستفزة لنتيجة المواجهة الأولي لكن بعد ما راة و عاناة في مباراة الاياب كتب علي تويتر : ( حدثني عن الروح أحدثك عن الزمالك.. هارد لك).
الزمالك لم يخسر الكونفيدرالية….الكونفيدرالية هي التي خسرت الزمالك! .