حين أشاهد عملًا فنيًا أركز على العديد من الأمور من بينها الأسماء والرسائل المكتوبة التي تقدمها الشاشة، كما هو الحال في مسلسل “تحت الوصاية” الذي تلعب بطولته الفنانة منى زكي.
سواء كانت قراءة الرسائل وتفسير معناها صدفة أتوصل إليها أو تبدو وكأنها موظفة لدى صناع العمل إلا أنني أجد حضورها واجبًا ومن الأركان الرئيسية في العمل الفني.
على سبيل المثال ستجد اسم “حنان” (شخصية منى زكي) تبحث خلال الحلقات عن شعور يطمئنها بالمحبة والعطف مع طفليها بعد رحيل زوجها “عادل” الذي يشهد له الصيادون ومن عملوا معه بأنه يصون الحقوق، وطريقته في التعامل تختلف عن “صالح” الذي يلعب دوره دياب ويتركك تُقيّم صفاته مع مرور المشاهد وهل هو اسم على مسمى أم لا؟
شقيقتها سناء أو ثناء (حسب الاسم المكتوب في البطاقة الشخصية) يدفعك لتحمل المعنيين بالنسبة للشقيقة التي تدعم أختها وتضحي من أجلها كما في الهروب بين محطة القطار، وتبادلها “حنان” التضحية وتذهب إلى النيابة دون أن تعرف مصير أطفالها باعتبار أن أختها هي السناء أو الضوء الساطع الذي بدد عتمة ما حولها ولو بقليل في ظل البحث عن مخرج بعيدًا عن الوصاية وأوراقها وبنودها القانونية بعد رحيل زوجها.
لا يتوقف الأمر عند الشخصيات الرئيسية بل يشمل الأدوار المساعدة مثل “مجاهد” الذي هو بحاجة إلى الجهاد مع نفسه للامتناع عن شهادة الزور.
من الأسماء إلى الرسائل المكتوبة التي تتزين بها المراكب التي تتنقل الكاميرا بين أرجائها خلال الأحداث، ستجد عبارات مثل “يا خير من سئل” تظهر مع “حنان” في محاولة لطمأنتها وسط محاولة اثنين من الصيادين لوقف مسيرتها في البحر كقطع الشباك، ثم تبدأ في رفها وتأتيها رسالة أخرى بـ”يا أكرم من أعطى”.
ستجد أيضًا شخصية المُدرس “زكريا” للفنان أحمد خالد صالح، ومعه عبارة على الجدران “العلماء ورثة الأنبياء”، بينما شقيقة حنان توبخه على طرد الأسرة الصغيرة في “نص الليل”، وربما الرسالة محاولة لإيقاظ ما لديه من ضمير أو أي صفة تريد تسميتها لعل وعسى يغير طريقة تعامله معهم في الحلقات المقبلة.
“يا خير من سئل”.. رسالة أخرى تجمدها الشاشة مع عم ربيع الذي يحارب من أجل حنان ولو على قد طاقته التي تبدو في خريف العمر لكنه يجد راحته في البحر وناسه كما يردد دائما وكما يحكي مع الطفل ياسين، ومع هذه الكلمات يستجيب له القدر بعد موافقة حنان على صعوده إلى المركب للعمل ومعها تظهر رسالة أخرى بكلمات من الذكر الحكيم “ادخلوها بسلام آمنين”، في مشهد ربما يلخص حالة البطلة التي تبحث عن الأمان وسط أمواج بحر الحياة.
تحاول حنان بيع صيدها من الجمبري لكن تواجه ألاعيب وحيل السوق وتسبقها عبارة “كده رضا” لعلها ترضى بالمقسوم من مبلغ محدد، إلا أنها ترفض وتقرر الوصول إلى السعر المناسب حتى ولو “الجمبري مزارع” كي ترضى بما هو مكتوب لها دون التسرع كما أشار عليها عم ربيع، ثم يأتي مشهد آخر بعبارات منها “سترك يا رب” و”على بركة الله”.. وجميعها عبارات لا غنى عنها مع التوكل والسعي الذي يسير به الإنسان في حياته.. و”اللي معاه ربنا يمشي على المية”.