ياسر أيوب يكتب: ساويرس لا يكذب لكنه يتجمل

لست مثل كثيرين جدا بدأوا مؤخرا يهاجمون نجيب ساويرس وينتقدونه بعدما اشترى حقوق البث التليفزيونى لمباريات دورى الكرة الجديد.. بل على العكس.. أؤيد نجيب ساويرس وتعجبنى كثيرا وجدا صراحته وجرأته ووضوحه..

فهذا الرجل يترك الآخرين يتكلمون ويتجادلون ويهدرون أوقاتهم وأوقاتنا فى تبادل الأفكار والرؤى ووجهات النظر، بينما يواصل هو خطواته وصفقاته أيضا.. ويوما بعد يوم يثبت نجيب ساويرس أنه الأذكى والأقوى والأكثر فهما لقواعد وحسابات الحياة فى مصر سواء كانت سياسة وتجارة وإعلام أو حتى كرة قدم.. وتركنا نجيب نتكلم كثيرا عن ملامح ورؤى وشكل البرلمان الجديد وراح وحده يعقد الصفقات والاتفاقات ويقدم فى كرم شديد الهدايا والمكافآت لشراء أو صناعة نواب جدد..

تركنا نجيب أيضا نتجادل ونتناقش ونختلف ونتفق حول أفضل السبل لرسم قواعد جديدة للبث التليفزيونى الكروى فى مصر وراح وحده يعقد فجأة صفقة شراء هذه الحقوق حصريا ليصبح هو صاحبها ومالكا لحق اختيار الشاشة التى تذيع والوجوه التى عبر هذه الشاشة ستتكلم وتحلل وتوافق وتؤيد أو تعارض وتنتقد.. وهكذا جمع نجيب بالمال مقاعد البرلمان ومزاج جمهور كرة القدم.. ولا أفهم لماذا الهجوم الآن على نجيب ساويرس..

هل لأنه فاجأنا أو صدمنا أو أربكنا أم لأنه بمنتهى البساطة صارحنا بحقيقتنا وأننا فى النهاية مجتمع مضطرب ومرتبك ليس له قانون وقواعد وحسابات إلا المال ومن يملكه ويقدمه أو ينتظره ويريده احتياجا أو طمعا.. حقيقة فى منتهى البساطة أدركها نجيب قبل الآخرين وبدأ يستخدمها ويكسب بها أيضا دون أى خروج ظاهر وواضح على أى قانون ودون أى جريمة وفضيحة أخلاقية، حيث لاتزال مصر مجتمعا كل من فيه أسود على من يقبض المال وثعالب أمام من يملكه ويدفعه.. مجتمع يشير بالخزى والعيب والعار لمن يقبل رشوة مثلا لكنه لا يخفى إعجابه وأحيانا احترامه لمن يقدم الرشوة.. وأنا لا أؤيد نجيب ساويرس الآن فقط إنما أشكره أيضا لأنه يعلمنا الآن ضرورة أن نكف عن كثير من صراخنا وثرثرتنا.. فقد أثبت نجيب، سواء بقصد أو دون قصد، أننا لم نتغير..

ولايزال البرلمان ملكا لمن يملك الشاى والسكر والسمن أو أى أسماء وأشكال أخرى.. ولاتزال كرة القدم سلعة معروضة فى السوق لمن يملك الثمن وليس الذى يريد التغيير والإصلاح.. وعلى الرغم من قرار سابق لنجيب بنقل كل أمواله من مصر حتى لا يبقى مرتبطا فوق أرضها بأى أصول وقيود سواء بيتا أو أملاكا أو أولادا.. إلا أنه رفض شراء نادى روما وقال إنه يريد شراء الأهلى..

وواضح أن نجيب يعرف كيف سينجح فى ذلك.. فقد راهن على أحمد سعيد كشريك سياسى له ليجلسه على مقعد نائب رئيس الأهلى.. وهو يريد أيضا شراء اتحاد الكرة.. وفى الأغلب سيضع سمير زاهر على رأس هذا الاتحاد قريبا جدا.. ويريد أشياء أخرى كثيرة سيأخذها نجيب لأنه يملك المال فوق رصيف يجلس فوقه كثير من المتسولين والطامعين والأفاقين أيضا.

نقلًا عن جريدة “المصري اليوم”

اقـرأ أيـضـًا:

8 صور من إحتفال طرابيك بعيد ميلاد زوجته سارة

“مرتضى” مهدداً محمد الأمين: لو ماوقفتش “فاهيتا”سنتك سودة   

رحاب الشناط تكتب: مونيا وكارثة قناة الحياة      

تامر أمين لزميله كريم : اطلع برة

هل توفى 55 مصرياً –فقط– في ‫#‏تدافع_مشعر_منى‬ ؟

.

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا