إسراء إبراهيم تحت الوصاية
حقق مسلسل “تحت الوصاية” الذي شارك في المنافسة خلال موسم رمضان المنقضي، نجاحا وتفاعلا جماهيريا. العمل من بطولة منى زكي ودياب ورشدي الشامي وجميل برسوم وخالد كمال وأحمد عبد الحميد وعلي صبحي ومها نصار وعلي الطيب وآخرين.
حمل العمل رسالة مهمة متعلقة بقانون الوصاية، والثغرات المتواجدة به والتي تُعاني منها آلاف الأرامل، وخلال عرض المسلسل وعقب نهايته الحزينة، حكى العديد من الأشخاص تجاربهم الشخصية والمؤثرة مع القانون.
إعلام دوت كوم حاور كاتبي العمل خالد وشيرين دياب، لمعرفة تفاصيل أكثر عن المسلسل، وكيف جاءتهما فكرة العمل، وفيما يلي تصريحات الثنائي:
– المخرج العبقري محمد شاكر خضير أحدث فرقا كبيرا في العمل. بداية من آراؤه في مرحلة كتابة الكتابة، اختيار للممثلين ممتاز وتوجيه لهم لا يوصف، الكادرات سينمائية ليس من أجل الجماليات بل إضافة للقصة. اختياره أن يصبح العمل بكل الواقعية التي ظهرت جعلت المشاهد يصدق القصة و يتوحد مع الشخصيات و يتعاطف معها لأقصي درجة. محمد شاكر خضير هو رأس الحربة في نجاح العمل.
– منى زكي هي مثال لقوة مصر الناعمة وهي ثروة قومية أثرت بأدائها في ملايين المشاهدين. أحمد زكي ممثل عبقري لأنه لعب أدوارا بعيدة كل البعد عن شخصيته الحقيقية على سبيل المثال دوره في البيه البواب وهو ما قامت به منى زكي بالضبط في تحت الوصاية حيث قبلت التحدي ولعبت دورا بعيد كل البعد عن شخصيتها لسيدة تنتمي لطبقة اجتماعية مختلفة عنها تماما و تتحدث بلكنة خاصة ولها تفاصيل حياتية تحتاج لممثل من العيار الثقيل لكي يؤدي الدور بإجادة تامة يصدقها الجمهور. منى زكي استحوذت على قلوب الجمهور وكانت سبب رئيسي في نجاح المسلسل.
– فكرة المسلسل بدأت عندما قررنا تنفيذ عمل فني عن قانون الوصاية بعد أن شاهدنا أرامل وشخصيات تُعاني بسببه. عرضنا بعد ذلك الفكرة -وكانت غير مكتملة في شكلها النهائي- على المنتج محمد سعدي فتحمس لها.
– الفكرة في البداية كانت عن ارملة تهرب من أهل زوجها بسبب معاناتها مع الوصاية وتقرر أن تصبح رجلا، كقصة الحاجة صيصة لكن وجدنا أن تلك الفكرة تقوم بعملها الفنانة روجينا فقررنا تغيير الفكرة.
– إيجاد قضية تُناقشها، ليست عملا فنيا في حد ذاته، أهم شيء هو خلق القصة التي تستطيع من خلالها مناقشة تلك القضية.
– قضية الوصاية ومشاهد المجلس الحسبي كانت غائبة حاضرة طوال العمل. غائبة لأن عدد مشاهد المجلس الحسبي لا يتخطى أصابع اليد الواحدة وحاضرة لأنها هي دافع حنان للهروب من الجد واقتحامها لعالم الصيد الذي لا تطأه امراة.
– انتهينا من كتابة العمل في ستة أشهر. وخطوات كتابتنا للقصة تكون من خلال كتابة الفكرة ثم الحبكة الرئيسية، يعقبها تحديد العالم الخاص بالحكاية مثل عالم الصيد أو البناء أو غيرها، ثم معالجة مبسطة ومعالجة تفصيلية، بعدها نبدأ في كتابة السيناريو والحوار.
– لم نستند في كتابتنا للمسلسل على كتب او مراجع، بل اعتمدنا على البحث الميداني المتعلق بعالم البحر، –قامت شركة الإنتاج “ميديا هب” التي من غيرها- لم يكن العمل ليخرج بهذا الشكل بتوفير أحد الصيادين الذي لديه مركب كبير يعمل به 20 من البحرية ليكون هو مستشار للعمل في شئون الصيد والبحر، وفهمنا من خلاله العناصر الأساسية للصيد وديناميكية العمل على المركب، واخترنا منها أشياء ليست معقدة حتى يفهمها الجمهور وانتقينا منها ما يفيدنا دراميا.
– وفرت شركة “ميديا هب” أيضا مستشار في بيع السمك وكان هو أحد تجار الأسماك الكبار في عزبة البرج، وعلمنا منه ديناميكية البيع، فيوجد سلاسل توريد معقدة تتم منذ خروج السمك من البحر وحتى وصولها للمستهلك، واختذلنا سلاسل التوريد والبيع حتى تكون مُبسطة ويتفهمها الجمهور.
– شخصية حنان مستوحاة من شخصيات حقيقية في معاناتها مع المجلس الحسبي والجد، لكن القصة الأخرى المتعلقة بالبحر والصيد هي قصة من وحي خيالنا ككتاب.
– شخصيات البحرية هي شخصيات خيالية، انتقيناها بشكل درامي حتى تزداد معاناة وصعوبة الرحلة على “حنان” بطلة القصة، و لكي نعلي من لحظات الانتصار عندما تستطيع حنان أن تثبت نفسها عليهم وتنال احترامهم “كريسة” حقيقية للمركب.
– بناء الشخصيات وتطورها دراميا كان مكتوبا على الورق، لكن من قام بدب الروح في الشخصيات برسم شكلهم النهائي هو المخرج محمد شاكر بالتعاون مع الاستايلست الرائعة ريم العدل فشكل “شنهابي” النهائي وضحكة “عيد” وباقي الممثلين هي من وحي إبداع المخرج محمد شاكر والإستايلست ريم العدل.
– كان يهمنا أن تصل الرسالة للمشاهد دون “مباشرة” لأن المباشرة في الأعمال الفنية هي عكس الفن تماما، “المباشرة مكانها التوك شوز وخطب الجامع وأماكن أخرى ، إنما في الدراما والسينما يفترض على الكاتب أن يحكي قصة يفهم المشاهد من أحداثها وسياقها مراد العمل”. وجهة نظرنا أن الرسالة من العمل لا تُقال مباشرة أبدا بل يفهمها المشاهد من خلال متابعته للقصة وحاولنا تحقيق ذلك بأننا نذكر خلال العمل أبدا جملة إن “قانون الوصاية قانون ظالم”،
– مسلسل “أمل فاتن حربي” عمل جيد جدا ناقش قضية مهمة، وأستاذ إبراهيم عيسى كاتب كبير نتعلم منه.
– عندما نبدأ في مشروع جديد لا نكون موقنين في النجاح وكل ما نفعله هو الاجتهاد، والنجاح أم عدمه من عند الله.
– عقب الهجوم على بوستر العمل قبل عرضه شعرنا بالظلم، ولكنه زادنا إصرارا على العمل بشكل أفضل بكل طاقتنا، والهجوم زادنا عزيمة على النجاح.
– أتمنى أن لا يتسرع المشاهد في الحكم بدون مشاهدة، فلا يوجد بوستر أو تريلر يوضح تفاصيل العمل.
– نرى أن المطالبة بتغيير قانون الوصاية لا يتعارض مع الدين على الإطلاق، فالدين يعلي المصلحة المجتمعية، و لدينا دول عربية مسلمة غيرت القانون لديها لشكل ممتاز مثل السعودية والعراق والمغرب والجزائر ولبنان. ففي تلك الدول الولاية على المال تكون مناصفة بين الأب والأم وفي حال وفاة أحد الطرفين تذهب الولاية تلقائيا للطرف الآخر، فنحن لا نطالب بشيء غريب أو استثنائي في مصر فالقانون موجود في دول عربية مختلفة ونتمنى تنفيذه لدينا.
– قضية الوصاية ليست قضية نسوية فقط بل قضية الأطفال في المقام الأول حيث إن أكثر المتضررين من قانون الوصاية هم الأطفال، فمن الممكن أن يكون الجد الوصي شخص جيد ولكن مختلف مع الأم في وجهات النظر حول احتياجات الأطفال التي لا يعلمها سوى الأم فينتهي الأمر بأطفال يشعرون أن احتياجاتهم الحقيقية غير ملباة مما يشعره بالظلم والقهر.
– عند كتابتنا لقضية ما، نجري بحثا كافيا حتى نُلم بأطراف القضية ونتوحد معها، فإذا لم نكن تشعر بالقضية ومعاناة من يمرون بها فلن تستطيع الكتابة عنها بالشكل الصحيح.
– كنا نتمنى خلال العمل على المسلسل أن يعرف الناس بقضية الوصاية لكي نلقي حجرا في المياه الراكدة، و نتمنى من خلال العمل أن نُحدث تغييرا مجتمعيا.
– موت “عم ربيع” كان لسبب درامي أن حنان يجب أن تنتصر بنفسها وحيدة بلا سند، ” كما أن هذا الحدث كان نقطة تحول لشخصيات أخرى كانوا ضد البطلة ثم تحولوا ليصبحو في صفها”.
– المسلسل ليس أول تعاون بيننا ككتاب، فأنا وشيرين ومحمد لدينا أعمال سابقة تجمعنا ككتاب، فلدينا طريقة كل شخص فينا يكون مسؤول عن حبكة أو شخصيات ثم نتناقش فيما يكتبه كل فرد فينا، فتكون كل مسودة للعمل مراجعة من عدة أعين مختلفة مما يضفي جودة على الكتابة أفضل بكثير من لو كان كل منا بمفرده.
– اختلفنا ككتاب كثيرا خلال مراحل الكتابة ولكن الانتصار الأخير كان للدراما، فكنا نتناقش في كل التفاصيل فنحن نتحدث لغة سينمائية واحدة، ومن ينتصر فينا لا ينتصر لرأيه بل للقصة التي نكتبها، ولا يفرق في النهاية رأي من هو الذي تم تنفيذه لأن ما يهمنا هو أن يخرج العمل في أفضل صورة.
– من أكثر المشاهد التي أخذت وقتا في كتابتها هو مشهد النهاية التي تناقشنا فيها مع المخرج عدة مرات لأن طبيعة المحاكمات تلزمنا بشكل قانوني للمشهد، لكننا كفريق عمل قررنا أن تكون المحاكمة تدور في خلفية المشهد بينما يتم التركيز على مشاعر حنان حتى أن حوارها مع القاضي كان حوار إنساني وليس نقدا للقانون.
– في الفترة المقبلة نقوم ك “آل دياب” بعمل شركة إنتاج في المملكة العربية السعودية، ونستهدف أن نكون في الريادة ونرحب بالشراكات المصرية والإقليمية.
– النهاية الحزينة في المسلسل كانت لا بد منها، “فلو حصلت حنان على البراءة لحادت الرسالة عن ما أردناه وأصبحنا نشجع الأمهات أن تخرق القانون أو تتحايل عليه بدلا من تغييره”.
– رسمنا شخصية الجد بدون شيطنته ليصبح الخلاف بينه وبين حنان هو خلاف في وجهات النظر مبني على اختلاف ثقافات وأجيال وتحديد أولويات ليصبح شرير العمل هو القانون وليس أشخاصا.
– نعتقد أن النهاية الحقيقية للعمل لم تُكتب بعد ونتمنى أن تكون نهاية سعيدة بتغيير القانون.