دينا رحمو مروة رخا
موسوعة مونتيسوري مصر هي موسوعة لتربية الأطفال بطريقة علمية مبنية على فلسفة المونتيسوري، تشمل أكثر من 250 مقال وأكثر من 150 فيديو للإجابة على أسئلة الأهل حول نمو أطفالهم وسلوكياتهم، بالإضافة إلى مقالات وفيديوهات للمهتمين بالتعليم المنزلي في مصر _ Homeschooling Egypt، تقدمها مروة رخا.
حصلت مروة رخا على 4 دبلومات معتمدة دولياً من مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري (NAMC) من الميلاد حتى 12 عام، حيث بدأت رحلتها مع “نهج وفلسفة المونتيسوري” في نهاية عام 2011 بقراءة كتب “د. ماريا مونتيسوري” عن الطفل والبيئة الغنية التي يحتاجها لينمو ويزدهر.
حاور “إعلام دوت كوم” مروة رخا وفيما يلي أبرز تصريحاتها:
1- أثناء حملي قرأت عن التربية وانجذبت لما يُسمى بـ “التربية بالترابط” والتي كانت متناسبة مع فطرتي وإحساسي بالأمومة وضد المجتمع، وترى أنه يجب أن نهتم بالطفل ولا نتركه يبكي وينام بجوار والدته ويرضع في الوقت الذي يريده، وبعد ولادتي وعندما أصبح ابني آدم في سن الـ 5 شهور تسألت عن مصير طفلي داخل منظومة التربية في المجتمع، فغضبت ورفضت وتذكرت ذكرياتي في المراحل المختلفة وشعرت أنها حياة بائسة بالنسبة لطفل.
2- كتبت مقال من حوالي 12 سنة في إحدى المجلات عن أسباب عدم رغبتي في تعليم ابني في المدارس وأن نظام الامتحانات مبني على مقارنة الطلاب ببعضهم البعض ولا يحترم القدرات الفردية للطفل وهو أمر غير تربوي يمنع الطفل من استكشاف مهارته ونقط قوته.. رفض العديد هذا المقال وأفكاره ولكن هناك سيدة أخبرتني أن ما أقوله قريب جدا من فلسفة “المونتيسوري” وهو ما لم أكن أعلمه من قبل وبحثت عنه، وظهرت لي نتائج كثيرة في العديد من الدول خارج مصر وشعرت أن هناك من يفكر مثلي في العالم، وبدأت في تعلم عن “المونتيسوري” والتعلم المنزلي.
3- قرأت كتب لماريا مونتيسوري، وشاهدت مواقع وصفحات الأمهات التي تتبع هذا المنهج وبدأت في تطبيق الأدوات التي يستخدموها والأنشطة، وكنت أقضي أنا وابني معظم الوقت في المزارع والنوادي ليرى الطبيعة والأشخاص، ركزت على ما تسمى بـ ” الفرص التعليمية” والتي تعني أن أي لحظة أوموقف يمر على الطفل هي فرصة لأن يتعلم، وقررت عدم ذهابه للحضانات والمدارس.
4- بدأت في تعلم المونتيسوري بشكل دقيق وتعلمت أون لاين وحصلت على العديد من الدبلومات، وطبقتها على ابني وحققت نتائج رائعة مقارنة بغيره ممن ذهبوا إلى الحضانات، والتي كانت ترشدني لاحترام قدرات الطفل والمراحل الطبيعية لنمو الطفل التي يرفضها المجتمع وتسبب ألم نفسي للطفل، الآن هو في عمر الـ 12 سنة ويتعلم تعليم ذاتي في إحدى المدارس الأون لاين: “وهو ده اللي أنا كنت بتمناه أن ابني يشيل نفسه ويكون منضبط ويسلم المهام في وقتها ويكون محترم مع المدرسين وحابب يتعلم وده مش معناه أنه طالب مثالي.. هو طفل بيزهق وبيقاوح لأن ده الطبيعي وهي دي الطفولة”.
5- منهج المونتيسوري قديم وله منهج وأدوات، ويهتم بالقدرات الفردية للطفل، والاستكشاف واللعب الحر، وأنه يكون مرتبط بالطبيعة، ويكون له نظام، أنا لم أكن النواة الأولى لظهور المونتيسوري في مصر فهو موجود من الثمانينات، وكان هناك سيدة أمريكة تعلمت على يد إحدى طالبات ماريا مونتيسوري وافتتحت مركز في المعادي وهو ما زال موجودا حتى الآن ويتضمن حضانة للأطفال وكانت تعلم المدرسين في هذه الحضانة، ولكنه لم يكن منتشرا وقتها.
فيديو: المونتيسوري وقاية – وعلاج – من التأخر والحرمان البيئي وصعوبات التعلم
6- بعدما بدأت أنشر صور تجمعني بابني تواصلت معي إحدى الفتيات وتسألت وعندما أخبرتها بالمونتيسوري طلبت مني أن أكتب مقالات في موقع مصر العربية، لتعريف القراء بماهيته، وفي البداية كانت المقالات تحقق “ريتش” ضعيف جدا، كان شغلي السابق في العلاقات العاطفية، وكانت مقالاتي تحقق “ريتش” عالي، فكان هناك فرق كبير بين تفاعل الجمهور بالمواضيع التي تتناول الحب والعلاقات والجنس، والمواضيع التي تهتم بتربية إنسان سوي ومحترم، وهو أمر محزن للغاية بالنسبة لي.
7- وقت افتتاح إحدى القنوات تواصلت معي إحدى صديقاتي وهي رئيس تحرير البرنامج الصباحي في القناة لتقديم فقرة عن المونتيسوري، وظهرت الحلقات وحققت صدى كبير لدى الجمهور، وأكثر ما أسعدني هو قدرتي بلغة سهلة وبسيطة توصيل فلسفة عميقة للأهالي في منازلهم، لفهم الطفل واحتياجاته وأسباب عصبيته وكيف يتعاملوا معه ويستطيعوان بناء جذور من الثقة، وهي نقطة البداية في استمراري في التعلم من أجل إفادة الناس وليس فقط من أجل تطبيق ما اتعلمه مع ابني.
8- في البداية واجهت صعوبات في الوصول للناس، وفي ندرة قراءة الجمهور للمقالات، وهو ما زال مستمرا حتى الآن، حتى المنصات السابق ذكرها والتي كنت أعرض من خلالها المحتوى الخاص بي تم وقفها وحجبها.
9- لجأت للمنصة الخاصة بي ولكن “الريتش” ونسبة وصولي للجمهور كانت ضئيلة جدا، رغم أهمية المواضيع التي تتناولها هذه الموسوعة التربوية المجانية التي تحتوى كافة المواضيع والمشاكل التي قد تواجه الآباء في تربيتهم أبنائهم: “الناس مش بقى عندها خلق تتعلم أنا محبطة ومخنوقة من الناس.. ولادكم دول أعظم استثمار في الدنيا، ومجهود يستحق، إحنا مش عايزين نفضل نخلف في كائنات معقدة نفسيا وبيتخبطوا ويعملوا اختيارات غلط”.
10– اهتميت في فكرة موسوعة “مونتيسوري مصر” بأن أجمع أهم المواضيع الخاصة بمحتوى تربية الأطفال، لكي يجد من يبحث عن مواضيع له صله بفلسفة المونتيسوري أو التربية.. المعلومات التي تجيب على تساؤلاتهم بسهولة.. فهي أشبه بمرجع يتناول الحلول للمشاكل التي يواجهها الآباء في تربية الأبناء.
11- أري أن هذا المحتوى ليس بعيدا عن محتوى العلاقات العاطفية الذي كنت أقدمه من قبل، ففي البداية كنت أجيب على مشاكل المخطوبين والمتزوجين حتى وجدت أن هناك بعض المشاكل التي ليس لها حل سوى تقبل الطرف الآخر أو تركه، ثم تناولت مشاكل المراهقين وكيف يمكنهم أن يتعرفوا على أنفسهم ويختاروا بشكل صحيح، وأخيرا ذهبت لبداية المشكلة وهي مرحلة الطفولة التي أثرت في كلا المرحلتين السابقتين، وبدأت أهتم بمساعدة الأهالي في تربية أبناء صالحين.. وهو المجال نفسه ولكن ذهبت إلى بداية وأصل المشكلة.
12- الحالة الوحيدة التي أنصح فيها باللجوء للحضانات لو الأم نفسيا وجسديا وعقليا غير قادرة على رعاية الطفل، لأنه سيصاب بالفقر البيئي إذا لم يذهب للحضانة بسبب الإهمال والتعنيف والإساءة التي يتعرض لها في المنزل، وهذا لا يعني أن جميع الحضانات سيئة، فهناك العديد من الحضانات التي تحاول توفير بيئة مناسبة للطفل وتحاول تنمية مهارات الطفل، ولكن الطفل في أول 3 سنوات من عمره يحتاج إلى أسرته وحضن والدته ورعايتهم وحبهم، وأن يكون جزء من حياتهم ويتفاعل مع الحياة، لأن هذا هو ما سيساعده على توسيع مداركه، وهو ليس لا علاقة بأن أهله مشغولين، وإذا لم يحدث ذلك سيظل طوال عمره متخبط في علاقاته، لأنه بيعوض نقصه للحب والحنان والأمان، ويصبح لديه إحساس دائم أنهم سيتركوه وأنه لا يستحق الحب وذلك بسبب أهلهم.
13- أتمنى أن يقرأ الجمهور المقالات ويشاهدون الفيديوهات ولا يبخلون على أنفسهم، فهناك من الفتيات اللاتي يتابعن بهذا المحتوى رغم صغر سنهن للتخطيط لحياتهن في المستقبل، كما أتمنى أن ينشأ كل طفل داخل أسرة تحبه وتعبر عن حبهم له دائما يحترمونه ويحترمون قدراته، وأن يصبح عدد الأطفال المهملة أقل من ما هي عليه الآن في مصر والعالم بأكمله، وذلك من خلال زيادة الوعي لدى الأفراد.