عندما يعلن المدير الفني فتحي مبروك صراحة أنه يتعرض لمؤامرة من داخل النادي، و حينما يكون المحترف الجابوني ماليك ايفونا هو اللاعب الوحيد الذي يقاتل في الملعب بروح الفانلة الحمراء، ستكون النتيجة المنطقية هى الهزيمة المذلة، و الخروج المهين من مسابقة الكونفيدرالية.
لن أتوقف كثيرا عند ماحدث في لقاء الأمس على اعتبار أن الأمر أكبر من خسارة مباراة مهمة، و أخطر من الخروج خالي الوفاض دون بطولات طوال موسم كامل، القضية تتعلق بحاضر و مستقبل هذا النادي العريق الذي تتعرض أركانة لهزة عنيفة قد تؤدي إلى ثورة جماهيرية عارمة تطيح بالكبير قبل الصغير في سيناريو مشابه لما جري في مصر يوم 30 يونيو 2013.
كل عناصر المنظومة الحالية متورطة في الكبوات و الأنكسارات الرياضية التي لم يعشها الشعب الأهلاوي منذ أكثر من أربعين عاما لذا يجب علينا أستعراض كافة الأحداث و التفاصيل مع تحديد مسؤولية كل طرف بصراحة ووضوح:
الأغلبية الساحقة من الأهلاوية – نسبة لا تقل عن 98%- لا تشعر بوجود أعضاء المجلس الموقر و لا تعرف أسماء معظمهم …كل الأمور تدار بديكتاتورية مطلقة من جانب الرئيس محمود طاهر رجل الأعمال المسافر دائما من أجل متابعة أعماله الخاصة لكنه رغم ذلك لا يسمح لأحد من زملائة بأتخاذ قرارات أو بإدارة أزمات…الراحل الكبير صالح سليم تغيب أيضا في سنواتة الأخيرة لكنه كان يوكل نائبه القوي حسن حمدي في أتخاذ مايلزم بشأن تسيير الأعمال و تفقد الأحوال. المهندس محمود طاهر لم يفلح في مواصلة المسيرة الرياضية الناجحة لهذا الكيان الكبير بعد أن تدهورت نتائج فرقه الرياضية في مختلف الألعاب و الأعمار و خرج معظمهما دون ألقاب لأول مرة منذ سنوات طويلة مما يشير بوضوح أن القافلة الحمراء تتجه الى نفق مظلم تحت مظلة هذا الرجل غير المناسب لكرسي القيادة.
قامت بالتعاقد مع صفقات مدوية تكلفت الملايين من أجل تحقيق الشو الإعلامي فقط دون النظر لمدى حاجة الفريق اليها… لا أفهم كيف تقاتل و تزايد علي لاعب لا مكان لة بين الصفوف مثل أحمد الشيخ، و جدو الصغير في حين تتقاعس و تتمنع عن ضم عناصر ضرورية مثل كهربا و ابراهيم عبد الخالق؟ هل تم استطلاع رأي المدير الفني في ضم صالح جمعة الذي لم يشارك تقريبا حتى الآن؟ لماذا تم التجديد لشريف عبد الفضيل الشهر الماضي ثم يتم الأن محاولة التخلص منة بأي شكل؟ أين سياسة تصعيد الناشئين لأكسابهم الخبرات اللازمة تمهيدا للأعتماد عليهم في المستقبل كما كان الأهلي يفعل دائما؟من يتحمل خطيئة تسريح سعيدو و لؤي و ايمبوي مجانا؟.
علاء عبد الصادق لم ينجح في التعامل مع كل الملفات التي أدارها منذ تولي مهام منصبة الموسم الماضي. فشل في السيطرة على أزمات و أنفعالات اللاعبين التي تجاوزت كل الحدود المتعارف عليها، و أخفق في كافة المفاوضات التي قادها من أجل أستقطاب نجوم جديدة فضلا عن عدم قدرته على إقناع الراحلين جدو و شريف عبد الفضيل و هندريك بالخروج السلمي أو بأخف الأضرار الممكنة… موقفه الأخير أثناء تسليم ميداليات كأس مصر يعكس بوضوح أفتقادة لأبسط قواعد الدبلوماسية التي تتطلبها مهام وظيفتة.
فتحي مبروك لم يستثمر الفرصة التي طالب بها مرارا و تكرارا… الفريق في عهده فقد الهيبة، و الرونق رغم وجود كوكبة من النجوم اللامعة التي لم يفلح مبروك في دمجها كمجموعة واحدة تخدم بعضها البعض. أخطاءه التكتيكية في توظيف اللاعبين تكررت بشكل مستمر خلال معظم المباريات التي شهدت أيضا عدم قرائتة الجيدة للمنافس أو قدرتة على أختيار التشكيلة المناسبة. أكثر مايؤخذ علية هو أنصياعة لعدد من الأسماء الشهيرة التي فرضت أرادتها عليه، و أجبرتة على أشراكها بشكل أساسي رغم تراجع مستواها البدني و الفني مثل عماد متعب و غيره.
معظمهم يفتقد الي الروح القتالية التي كانت دائما ماركة مسجلة بأسم أصحاب الزي الأحمر. صحيح أن بعضهم لم يكن يستحق أصلا أن يلعب بأسم الأهلي و معلوم أن معظمهم محترف هدفة الأول هو المقابل المادي و المكافاءات الكبيرة لكن كان عليهم جميعا أن يدركوا قبل ذلك قيمة القميص الذي يرتدونة و حجم الجماهير التي تتابعهم في كل صغيرة و كبيرة…العيب ليس فيهم بل في من أختارهم!.
النادي الأهلي ليس مجرد مكان أجتماعي للترفيه بل هو كيان رياضي يسعى لحصد البطولات و الألقاب ..القلعة الحمراء ليست حكرا علي أعضاء جمعيتها العمومية بل هي ملكا للملايين من عشاقها و محبيها لذلك لابد فورا من تصحيح المسار عن طريق أعادة النظر في الأختيارات على كافة المستويات…نقطة و من أول السطر.