عمر خيرت.. لهذا السبب لا يستمع لموسيقاه أبدًا

نقلًا عن “المصري اليوم”

فى إحدى ليالى الثلث الأول من أغسطس الماضى انشقت أرضية مسرح أقيم فى قلب صحراء الإسماعيلية، فصعد تدريجياً إلى أعلاه المايسترو بصحبة «البيانو»، الآلة التى رافقته فى رحلة نجاح تخطت الأربعين عاماً، صنع فيها نجوميته، وأصبح الموسيقار الكبير عمر خيرت نجم حفل افتتاح قناة السويس الجديدة.

فى تلك الليلة عزف عمر خيرت، كعادته، مندمجاً وكأن أنامله تتحدث إلى صديقه «البيانو» فى خلوة، وليس أمام حفل يشهده ملايين، وكان الاستهلال بـ«افتتاحية مصرية» انسجم معها المصريون والأجانب الذين فهموا لغته- الموسيقى- فأكدوا وجهة نظره: «كل الأرض بتسمع».

على مدار ساعة كاملة، وفى مكتبه بحى «جاردن سيتى»، تلك «الصومعة» التى يميزها الذوق العربى ورائحة البخور التى تتضَوَّعُ فى الأركان، وكانت دوماً مساحة شاهدة على الدقائق الأولى فى عمر مقطوعاته الموسيقية الساحرة. حاورت «المصرى اليوم» الموسيقار عمر خيرت ، فقال إن مشاركته فى الحفل «تكريم»، كما وصف الرئيس عبدالفتاح السيسى بـ«المنقذ».

وأبدى الموسيقار، خلال الحوار، رأيه فى نتائج انتخابات نقابة الموسيقيين، وفى أشكال الموسيقى المختلفة، وغيرها من الموضوعات الفنية، وكذلك السياسية، كما عاد بذاكرته إلى وقت الصبا والشباب، فامتد الحديث إلى سيرة أحباء، منهم الأم والأب ورفاق رحلة الموسيقى والفن.
■ كيف جاءت مشاركتك فى حفل افتتاح قناة السويس الجديدة؟

– كانت المشاركة فى هذا الحفل إحدى أمنياتى التى بُحْتُ بها فى لقاء تليفزيونى وقت الإعلان عن المشروع، وهذا ليس سبب المشاركة بالطبع، لكن ما أعنيه أن أمنيتى تحققت حينما اتصل بى الفريق مهاب مميش بعد اللقاء التليفزيونى بفترة، وقال لى «انت معانا طبعاً»، فكان ردى «يا سلام، ده شرف ليا».

■ كيف كانت استعداداتك لتلك المناسبة؟

– علمت بموعد حفل الافتتاح من دار الأوبرا، مطلع رمضان الماضى، فاخترت أهم مقطوعاتى التى تناسب الحدث، آخذاً فى اعتبارى متابعة العالم للحدث، وحضور رؤساء أجانب، مما يوجب علينا إظهار وجه مصر الحضارى والفنى، كما كان، ولله الحمد.

واستعد كل فرد فى الأوركسترا والفرقة، وكذلك المايسترو ناير ناجى، وبدأنا البروفات هنا فى القاهرة، وانتقلنا إلى موقع إقامة الحفل قبل موعده بأربعة أيام، لإدراكنا صعوبة تكنيك نقل الصوت على الهواء مباشرة، فأدينا بروفات «على الهوا» فى «اللوكيشن»، وعلى الرغم من الحر والرطوبة الجبارة، كان الوقت من أجمل ما يمكن، وكنا نشعر بسعادة وفخر ونحن نمثل مصر ونُظهر صورتها للعالم، «يعنى فيه أجمل من كده إيه؟»، وعن نفسى اعتبرت اختيارى للمشاركة فى الحفل تكريماً لى.

■ قناة السويس ليست محور العمل الوحيد للنظام الحالى، فما رأيك فى أدائه؟

– فخور وسعيد ومتفائل جداً بكل ما يحدث، وأشعر أننا تخطينا المرحلة السيئة التى عشناها الفترة الماضية، وبدأنا خطوات ثابتة على يد الرئيس عبدالفتاح السيسى المنقذ.

■ «المنقذ».. هذا هو اللقب الذى تصفه به؟

– طبعاً، لأنه أنقذ مصر وأنقذنا من «غُمَّة ما بعدها غُمَّة»، فالبلد كان «بيتفتت وهيضيع»، وهذا هو ما لا يمكن أن أصدقه: أن هذه الحضارة «ييجى شوية ناس ويعملوا العملة دى»، لكننا عشنا هذه الفترة بالفعل، وكنت أشعر أننا سنخرج منها، لكن فى تلك الفترة «انتى شايفة حبيبتك مصر بتتبهدل، وماكناش طايقين يعنى إن يوم واحد يعدى بالشكل ده».

■ ولكن الفترة الحالية أيضاً تواجه فيها البلاد مشكلات، أبرزها الإرهاب؟

– أرى أن ما يحدث «مخطط عالمى»، ومصر أكثر بلد يتصدى له ويحاربه، على عكس ما كان مفروضاً له من أن «يتفتت» مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا، إلا أن مصر «غاظتهم» بأنها تخطت هذه المرحلة، وأثبتت أننا على قدر التحدى ونحارب الإرهاب بمفردنا، و«محجِّمينه جداً»، وقريباً جداً سيختفى من مصر، سواء فى سيناء أو هنا، وذلك على الرغم من أن كل هذه الهجمات «جبانة» ويصعب على أى دولة محاربتها، خصوصاً السيارات المفخخة أو الانتحاريين.

وألاحظ من بعد حادث اغتيال المستشار هشام بركات انحساراً للهجمات الإرهابية، وعسى أن يستجيب الله لدعائنا ويستمر الانحسار لها وللمظاهرات، لأننا فى اتجاه لـ«الصح والمستقبل»، كما خطط الرئيس والحكومة، والشعب متكاتف وفى «ضهر» هذه الرئاسة الحكيمة.

■ وهل ترى أن الفن يجب أن يلعب دوراً فى هذه المواجهات؟

– دور الفن هو كثير من الفن، فعلى سبيل المثال كان دورى أنْ أقمت أكبر عدد من الحفلات فى مرحلة حكم الإخوان للبلاد، لأن الفن له أهمية كبيرة جداً عند البشر، الموسيقى تحديداً لها تأثير إيجابى على وجدان الإنسان وتحسين صحته النفسية وعلى احتماله لأمور كثيرة جداً، وذلك تلقائياً وبلا تفكير، فبمجرد أن يستمع لـ«حاجة حلوة» تؤثر عليه وتخلق فى نفسه شيئاً إيجابياً، فيعيش حياة لطيفة.

■ جرت مؤخراً انتخابات لنقابة الموسيقيين، ألم تفكر أبداً فى خوض غمار العمل النقابى؟

– لا، لا أستطيع، «أنا بتاع فن وتأليف موسيقى، وماقدرش أمسك أى شغلانة تانية»، لن أفيدهم «وهروح للفن برضه».

■ هل من نصائح أو مطالب توجهها للفنان هانى شاكر، النقيب الجديد؟

– أهنئه بالفوز، فهو شخصية من الزمن الجميل وعاش أيام الفن الراقى، ومادام رشح نفسه فمؤكد أنه على دراية بالإجراءات الواجب اتخاذها لصالح المهنة وأهلها، وعن نفسى أرى أن من واجبات النقيب مساندة الموسيقيين، خاصة المتقاعدين ليحصلوا على حقوقهم بأى ثمن، ويعيشوا مرتاحين، وتتوفر لهم كافة سبل الرعاية الصحية والخدمية.

■ وماذا عن سبل تطوير الأوبرا ووزارة الثقافة؟

– تحتاج هذه الأماكن الحساسة بالطبع صيانة واعتمادات مالية للتجديدات والاهتمام بالأوركسترا ورواتب العاملين ومكافآتهم، لأن الموسيقيين فى نظرى جنود يعملون على أمر مهم جداً، هو رفع مستوى الحياة الثقافية وتخفيف المعاناة عن الشعب، فهذه خدمة تقدمها الدولة، متمثلة فى دار الأوبرا على وجه التحديد، مما يستوجب الاعتناء الدائم بها.

■ بعيداً عن دار الأوبرا وفنانيها، انتشر فى الأعوام الأخيرة مطربون وفرق تُعرف بـ«أندرجراوند»، فما رأيك فيهم؟

– لا أتابعهم، وأرى ما يحدث «موضة» منقولة من الخارج، ولا تحمل شيئاً من شخصيتنا كمصريين أو عرب، يعنى كلها تقليد، وهى «ماشدتنيش طبعاً، يعنى أنا ماأقدرش أفهم الكلام ده قوى»، أنا أفهم الموسيقى الجادة والمؤثرة التى تحمل معنى، وتخاطب الروح «يعنى أنا ليا حاجات كده، اللى هو لا يصح غير الصحيح فى الآخر».

■ لكن كان لك شخصياً تجربة مع الفرق الموسيقية الشبابية عندما اشتركت فى إحداها «le petit chat» مع الفنانين عمر خورشيد وعزت أبوعوف.. فما ذكرياتك عن هذه التجربة وخبرتك منها، خاصة أنك شاركت فيها كعازف درامز؟

– كانت حاجة مهمة جداً، وأفادتنى فى الموسيقى والتأليف، ومنحتنى خبرة، لأننى منذ التاسعة من عمرى وأنا أتعلم وأعزف البيانو فى «الكونسرفتوار»، وعندما توفى أبوبكر خيرت، وكنت فى الخامسة عشرة من عمرى، راودتنى رغبة للاتجاه إلى الدرامز والچاز، وهو الأمر الممنوع على أى دارس للموسيقى الكلاسيكية الأكاديمية مثلى، فكانت تلك المرحلة مثل ثورة على نفسى وما حولى، وأنجزت فيها جداً، لأنى علَّمت نفسى بنفسى وقلت «أنا دارمز».

وجاءت فرصة العمل مع le petit chat عام 1967، وقتها تأسست على يدى أنا وعزت أبوعوف ووجدى فرنسيس، وانضم لنا عمر خورشيد، وبعده هانى شنودة كبديل لعزت، وكانت مصر كلها ملتفة حولنا، خاصة الشباب، لأن التوقيت كان بعد هزيمة يونيو، وكانت حالة الإحباط سائدة، فجمعنا الناس بالفن، وأذكر أن السيارات كانت تصطف من المنتزه لميامى لتدخل حفلاتنا التى كانت يومى الجمعة والأحد صباحاً «كنتى تلاقى اسكندرية واقفة»، واستمررت مع الفرقة حتى 1971، ثم عدت لحياتى فى البيانو و«الكونسرفتوار».

■ ذكرت اسم العم أبوبكر خيرت، ودائماً ما تتحدث عنه بفخر كأستاذ لك، لكن هل كان هناك وجه آخر لنجاحه تمثَّل فى مقارنتك به أو حصرك وأنت صغير فى كونك ابن أخيه؟

– لأ «ملحقتش»، لأنه توفى وأنا فى الخامسة عشرة، ولم يكن معروفاً بعدُ مَنْ هو عُمر، لكنه كان مثلى الأعلى والأستاذ، كما أننى تأثرت بالنقلة التى أحدثتها فى مسارى بالدرامز والعمل مع فرقة le petit chat والموسيقى الشرقى، فأنا محصلة ثقافات متعددة فى الموسيقى، على العكس أبوبكر خيرت الله يرحمه كان كلاسيكياً بحتاً يعمل على «السيمفونية، والكونشرتو، والسوناتا»، وهو ما تعلمته أيضاً لكن حرصت أن يكون لى شكلى الخاص.

■ تذكر دائماً من بين المؤثرين، العم والجد، لكن هناك شخصية أخرى أود سؤالك عنها وهى الأم؟

– هى المدرسة التى أخرجت هذه البذرة، فأنا لدىَّ 5 أشقاء، ولكِ أن تتخيلى سيدة ربَّت 5 رجال «شخصيتها عاملة إزاى، أو أى نوع من الأم يعنى»، والحمد لله كلهم ناجحين فى مجالاتهم، كانت كأى أم مصرية ترعى شؤوننا، وأحمد الله أننى أصبحت ناجحاً ومعروفاً قبل وفاتها لأنها كانت قلقة علىَّ بسبب اختيارى دوناً عن إخوتى التفرغ لدراسة واحتراف الموسيقى.

أمى قلقت علىَّ لأنها كانت تؤمن بأن «اللى بيعيش من الموسيقى ده صعب إنه يوصل»، فلم أكن كإخوتى أو حتى أبوبكر خيرت الذى أنفق من عمله كمهندس على الموسيقى، أو أبى الذى كان مهندساً معمارياً بجانب دراسته للبيانو، وهو من ساعدنى، بمجرد أن بُحْتُ بشعورى بعد إتمام الثانوية العامة بأننى لا أرغب فى الالتحاق بأى كلية، بل الاستمرار فى «الكونسرفتوار»، ووقتها قال لى: «إنت فعلاً دماغك كلها هنا، روح هناك خلاص»، ولم يكن قلقاً لأنه فاهم.

■ بعد الدراسة والعمل مع le petit chat بدأت مرحلة مهمة، هى التأليف الموسيقى بعد فيلم «ليلة القبض على فاطمة»؟

– قبل هذا الفيلم وزعت موشحات للمطرب فؤاد عبدالمجيد غنَّتها عفاف راضى، ثم كان لقائى بالفنانة فاتن حمامة التى كنت على علاقة بأولادها، فلما سمعتنى وعرفت أن ما أعزفه ارتجالاتى تفاجأت، وقالت لى: «ليه مابنسمعش الحاجات دى؟»، واتصلت بى بعدها بأيام لأضع الموسيقى الخلفية للأشعار التى كانت تلقيها للإذاعة فى برنامج «قطرات الندى»، ثم كان فيلم «ليلة القبض على فاطمة».

لم أكن قبلها جربت العمل فى السينما، وعلى الرغم من ذلك أصبحت موسيقى ذلك الفيلم مادة لأول شريط كاسيت موسيقى فيلم، فى وقت كان المنتشر فيه حسن الأسمر وعدوية، والمنتج قال لى «ماتعتمدش إن فيها فلوس، لأنى مش هاقدر أدفع أى حاجة، مين هيدفع؟ فهعملك كده ألفين نسخة منى ليك، حباً فيك يعنى؟» (ضاحكاً): «وبيبيع لحد دلوقتي».

■ فى رأيك، ما أسباب ندرة مؤلفى الموسيقى فى مصر؟

– وفى العالم كله، يوجد كم بيتهوفن أو موتسارت أو تشايكوفسكى؟ «يعنى ربنا مابيديش كده كل حاجة»، وهذا النوع من الفن مختلف ويتطلب إجراءات وتكويناً وموهبة معينين. والتأليف الموسيقى صعب ويحتاج دراسة أكاديمية وتحضيراً طويلاً جداً.

■ كمؤلف موسيقى، هل يشكل تأليف مقطوعات «الباليه»، التى عملت على اثنتين منها تحدياً، باعتباره عملاً غير تقليدى أو ليس معتاداً؟

– نعم معكِ حق، فالباليه فن خاص جداً، وله فكر «تانى» وتخيل معين، والتحدى فى «الباليه» يكمن فى أن الموسيقى تكون هى البطل والمفتاح للعرض بأكمله والمحرك للراقصات والراقصين، وبدونها لا يوجد عرض.

■ وكملحن، مَنْ الشاعر الذى شكَّل تعاملك معه فارقاً بالنسبة لك، والصوت الذى تراه الأكثر تعبيراً عن موسيقاك؟

– لكل شاعر تعاملت معه منطقة جماله وفكره، «الأبنودى» كان حكاية كبيرة الله يرحمه، وسيد حجاب نفس الشىء، كلهم ناس «تُقال»، وكذلك أيمن بهجت قمر، فأغنيته «فيها حاجة حلوة» عايشة مع الناس، وكذلك جمال بخيت بأغنية «المصرى».

أما الأصوات فأكثر من لحنت له كان المطرب على الحجار، وأراه أكثر صوت «لايق» على نوع التأليف الموسيقى الخاص بى، لأنه قوى ويتمتع بفهم للموسيقى، كما أحب صوت آمال ماهر جداً.

■ وهل تستمع إلى موسيقاك؟

– لأ، لو لوحدى أبداً، (مشيراً إلى صدره) لأنها هنا «جوايا، أسمعها تانى ليه؟»

■ أنتجت 8 ألبومات.. فهل ينتظر منك الجمهور عملاً جديداً؟

– إن شاء الله، أنا «شغال» على ألبوم جديد، لكن الفكرة أنها لم تعد ألبومات بسبب عزوف المنتجين عن إصدارها بعد خسائرهم من القرصنة، ومن المقرر أن تأخذ صورة الـ«سينجل» وتسوق «أونلاين»، والحمدلله عندى مؤلفات كثيرة جداً لم تخرج للعلن بعد.

■ وماذا عن تأليف الموسيقى التصويرية للمسلسلات، هل تضع شروطاً معينة لقبول المسلسل؟

– لابد أن يكون العمل جيداً، خصوصاً الورق، لحين مجىء الصورة، كما أن المخرج يمثل أهمية كبيرة بالنسبة لى، لأنه الشخص الذى سأتعامل معه.

لكن، وبوجه عام، صعب أن تشترطى فى مصر، خصوصاً فيما يتعلق بالوقت، لأن أحد الوعود مثلاً هو أن يكون الانتهاء من العمل قبل رمضان فى حين يستمر العمل إلى آخر يوم فى الشهر، ولهذا قررت تقليل إنتاجى فى هذا الاتجاه، لأننى لم أعد قادراً على العمل بهذه الطريقة، كما أننى أريد الحفاظ على المستوى نفسه الذى أديت به فى أعمال مثل «الجماعة»، و«الخواجة عبدالقادر»، و«ضمير أبلة حكمت»، و«مسألة مبدأ».

■ بجانب سيدة الشاشة العربية، لك تجربة مع المخرج يوسف شاهين، فما حقيقة حبه لموسيقاك وتأثره بها حد البكاء؟

– (مبتسماً)، نعم حدث بالفعل «لمَّا سمع أغنية المصرى»، كانت آخر ما لحنته فى فيلم «سكوت هنصور»، وأتذكر أن يوسف أحضر الشاعر جمال بخيت «وتعبه الحقيقة علشان يطلَّع الكلام ده»، ثم طلب منى ألحنه، وبعدها بيومين فقط فوجئ باتصالى به ليستمع للحن، وهذا أمر لا يحدث كثيراً «بس ساعات ربنا بيبعت بقى الإلهام، فحاجة تشدك»، وفوجئت بـ«شاهين» يبكى بصوت عالٍ، فـ«طبطبت عليه، وفضلت أقوله معلش حقك عليا».

يوسف كان حساساً جداً وفناناً شاملاً، لدرجة أنه لحن فى هذا الفيلم أغنية «قبل ما»، وأتذكر أنه عرضها علىَّ وقال «أنا لحنت أغنية فى الفيلم وعايزك wwتوزعهالى، وانت تقولى آه ولا بلاش»، كان مهتماً كمخرج ومنتج بموسيقى الفيلم، لدرجة أنه سجلها مع أوركسترا فى استوديوهات بفرنسا.

■ تشهد ليوسف شاهين، وأنت شهد بحقك كثيرون، هل كانت إحدى تلك الشهادات فعلاً من موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب؟

– نعم، قال لى فى مكالمة تليفونية «ربنا يخليك لمصر»، بعد أن سمع مقطوعة أعتقد أنها كانت «ضمير أبلة حكمت»، هو بالطبع يعرفنى ويعرف عائلتى، لكننى وقتها لم أصدق أذنى عندما سمعت صوته، قال لى «حلوة قوى الموسيقى بتاعة المسلسل ده، أنا بهنيك.. وربنا يخليك لمصر».

وأذكر شهادة أخرى من الموسيقار محمود الشريف، الذى اتصل بى بعد سماعه موسيقى مسلسل «اللقاء الثانى»، لم أصدق واعتقدتها مزحة من أحد أصدقائى، إلى أن أكد لى شخصه بقوله: «أنا محمود الشريف الموسيقى، بهنيك على الموسيقى دى والمسلسل ده، وهو ده نوع الفن اللى احنا عاوزينه».

■ هل من شهادات أو تكريمات أخرى تعتز بها؟

– الحمد لله، كرَّمتنى جهات كثيرة، وتكفينى شهادة الجمهور، «دى مالهاش حل»، وكل كلمة أسمعها أو «دعوة» يقول لى صاحبها «ربنا يديك الصحة، انت بتسعدنا»، هذه عندى «بالدنيا»، بجانب حب الجمهور الذى ألمسه فى تفاعله فى الحفلات.

اقـرأ أيـضـًا:

ريهام سعيد تكشف حقيقة توقيفها بالمغرب وسبب تأخر عودتها

CBC اكسترا تعتذر لجمهورها

الشحات: تصريحات النمنم تستدعي استقالة الحكومة بأكملها

مرتضى لنجم الزمالك: هرجعك تاني تلبس شبشب

8 صور من إحتفال طرابيك بعيد ميلاد زوجته سارة

.

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا