ظاهرة غريبة وعجيبة تفشت فى الأيام الأخيرة على المجتمع المصرى ولأول مرة منذ سنوات وخاصة على الوسط الرياضى إذ أننا ولأول مرة نرى جمهور الأهلى يشجع الزمالك وجمهور الزمالك يشجع الأهلى فى مباراياتهم الإفريقية .. فماذا كانت النتيجة .. خروج الفريقين من بطولة الكونفدرالية .. ولكن يبقى الشىء الأهم .. وهو اتحاد الجماهير معا لأول مرة منذ سنوات .. بل والأهم اتفاق معظم أطياف الشعب المصرى على حاجة واحدة لأول مرة منذ سنوات ..
الشعب المصرى على اختلاف أطيافه مختلف فى كل شىء ومنقسم حول نفسه ومن سنوات وهو يعيش فى حالة من التفرق والشرذمة والتصنيف مابين إخوان وسلفيين وليبراليين وعلمانيين .. وما بين مثقفين يشاهدون فن محترم وأفلام هادفة وغير مثقفين ويشاهدزن أفلام السبكى وغيرها .. منقسم مابين مؤيد لنظام ومابين معارض للنظام .. ولم يستطع أى كائن أن يوحد هذا الشعب ويحنو عليه منذ أيام كأس الأمم الأفريقية 2006 ومابعدها التى فاز بها الفريق المصرى لكرة القدم .. سوى كرة القدم مرة أخرى .. نعم كرة القدم الأن هى موحدة الشعب المصرى هى من جعلته ايد واحدة لأول مرة منذ سنوات ..!!
تضافرت أيدى المصريين وتشابكت معا أيام كأس الأمم الإفريقية 2006 ثم أيام مباراة مصر والجزائر 2009 فى تصفيات كأس العالم واتفق المصريين لأول مرة منذ سنوات على نبذ الخلافات وتنحيتها جانبا من أجل مصر .. والأن تضافرت مرة أخرى من أجل الأهلى والزمالك .. بعد هزيمتهما فى المباراة الأولى وماشملته من روح التشفى بينهما كما هى العادة .. عملا معا هذه الإيام على الاتفاق والوقوف صف واحد .. فجلس مشجع الأهلى يشاهد فريق الزمالك ويشجعه على أمل الوصول للمباراة النهائية .. وحاول الزمالك واجتهد وفاز بثلاثية لم تكن كافية لبلوغة المباراة النهائية ولكنه أكتسب احترام الجميع .. وفى المباراة الثانية حاول مشجعوا الزمالك رد الواجب لجمهور الأهلى وانتظروا وشاهدوا وشجعوا فريق الأهلى الذى مع الأسف خيب آمال الأهلوية قبل الزمالكاوية وانهزم على أرضه وبين جماهيره بالأربعة ..
عند هذا الحد انفكت الأيدى من بعضها البعض وعاد كل منهما يلوح للآخر بالشماتة والتشفى ولم نعد مصريين بل عدنا إلى ما كنا عليه .. أهلى وزمالك .. عدنا إلى التمييز والتقسيم من جديد .. حلت روح الدعابة محل الجد وحلت النكت والقفشات بدلا من الدعوات وبدلا من أن نكون يد واحدة .. عدنا لتتفرق الأيدى مرة أخرى .. ولم تعد إيد واحدة .. وتفرقنا بعدما كنا متحدين.