الناقد الفني خليل حنون: مسلسل نتفليكس الوثائقي "كليوباترا" يستحق 2 من 10

كشف الناقد الفني خليل حنون عن رأيه في المسلسل الوثائقي “الملكة كليوباترا” التي أنتجته منصة نتفليكس، موضحا أبرز العيوب.

نشر “حنون” عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وكتب: “مراجعة مسلسل نتفليكس الوثائقي “كليوباترا”

أخطاء كثيرة وقع فيها هذا المسلسل المسمّى بالوثائقي، وهي لم تقتصر على مسألة لون بشرة كليوباترا، التي هي على ما يبدو، الهدف الأساسي والوحيد من وجوده”.

تابع: “فرضية لون بشرة كليوباترا هي وفقاً لبعض النظريات التي تقول بأن والدة كليوباترا إفريقية، لكن الخطأ الأول والفاضح في المسلسل كان والد كليوباترا، الذي ظهر في الحلقة الأولى أفريقياً أصيلاً في بشرته وقامته أكثر من ابنته كليوباترا، ولا يوحي للمشاهد ولو للحظة أنه أتى من نسل البطالمة اليونان أو من تزاوج مختلط عبر السنين، وعندما يصل المسلسل للحديث عن لون بشرة كليوباترا، لا يعرض، بحكم أنه وثائقي، أي مصادر أو يناقش أي أدلة تدعمه في ادعائه، يستعرض الأمر بسرعة، ويختم بخلاصة مفادها “أنهم يحبّون أن يروا كليوباترا هكذا، كما يشعرون !”.

استكمل: “ويتضح مع نهاية المسلسل أن ذهنية صانعي هذا العمل كان تركيزها على استعراض لون البشرة السمراء والسوداء مع تجاهل الاهتمام بأي تفصيل آخر، فعندما ذهبت كليوباترا إلى روما، عرض لنا المسلسل الناس في أسواقها وشوارعها لا علاقة لهم ببشرة أهل روما والرومان، فبدا الأمر وكأن كليوباترا لم تغادر ديارها، ومدينة روما هي حي من أحياء مدينة الاسكندرية التي أيضاً لم يشعرنا المسلسل أنها مدينة تقع على البحر، كل المشاهد واللقطات أعطت انطباع أن الاسكندرية مدينة في وسط صحراء. وهنا نأتي إلى معضلة أخرى في أفكار القائمين على هذا المسلسل، وهي الصورة النمطية المتمثلة بأن أي مدينة في هذا الشرق هي مدينة تقع وسط صحراء قاحلة، فهم مثلاً عندما تحدثوا عن مدينة أنطاكية في سوريا بحسب وصفهم، عرضوها بلقطة عامة كمدينة حارّة وسط أراضٍ جافّة، ولم يعذّبوا أنفسهم قراءة سطر تعريفي عن هذه المدينة التي توصف منذ نشأتها إلى اليوم بأنها مدينة المياه العذبة والطبيعة والجبال الخضراء!”.

أردف: “الجانب الدرامي وإعادة تصوير الأحداث كان فيه ضعف واضح في التنفيذ، بدايةً من الديكورات والخلفيات التي عانى بعضها من الركاكة في التنفيذ والتشابه، وصولاً إلى ملابس الشخصيات، التي بعضها بقي في نفس الملابس وتسريحة الشعر رغم مرور عشر سنوات وأكثر من الأحداث، وكان واضحاً أن هناك ملابس ليس لها علاقة بتلك المرحلة التاريخية، وكان لافتاً أن معظم الممثلين الذين أدّوا دور الجنود الرومان كانوا يرتدون بدلات أكبر من حجمهم. أما التصوير فكان التكرار في أجوائه (مشاهد مارك أنطوني كمثال) وقلّة الحيلة في إضافة الزخم لعدد من المشاهد. ونختم مع التمثيل الذي كان سيئاً عند معظم الممثلين حتى أن بعضهم كان يشعرك بأنه يعطي انتباهه لوجود الكاميرا”.

اختتم: “مشهد النهاية وانتحار كليوباترا كان من أحد الطامات التي لا تبرير لها. فمع كلام ضيوف المسلسل من الأكاديميين على أن انتحار كليوباترا كان بين لدغة أفعى سامة أو سم تناولته أو وضعته في جسمها، إضافة إلى احتمالية مقتلها على يد أوكتافيوس. كانت اللقطات الموضوعة على هذا الكلام هي لكليوباترا تتناول حبة تمر ثم بعدها تموت. مشهد غير متوافق مع كلام المتحدثين الذين لم يذكروا التمر أبداً. ولا يوجد شرح لماذا اختار المنتجون والمخرجة تصوير كليوباترا تلتهم حبة التمر على أنها السم، حتى أنهم لم يعذبوا خيالهم مثلاً بتصوير لقطة لحبة التمر وهي مغمسة بالسم قبل تناولها إذا كان هذا مقصدهم، على الأقل كنا اقتنعنا درامياً رغم أن كلام الأكاديميين في مكان آخر تماماً.

التقييم 2/10 كتابة ضعيفة وتنفيذ أضعف للمشاهد التمثيلية الدرامية في مسلسل غايته الترويج لفكرة وفرضها لا تقديم شخصية تاريخية، هذا عدا مشاهد عاطفية وحوارات تناسب فيلماً من الدرجة العاشرة أكثر من وجودها في عمل “وثائقي”. الضيوف الأكاديميون كانوا أفضل الموجود، لكن الواضح أنهم لم يخوضوا في مسألة اللون المطروحة والأساسية كما خاضوا في مسائل أخرى وتوسعوا، ربما ليدعموا الترويج المطلوب، وهذا أمر قد يؤثر على مصداقيتهم، لأن مسألة اللون المطروحة ليست مسألة عابرة”.