كيف خطفت "عناقيد ضياء النبي" الأنظار في حفل أكتوبر؟
فاتن الوكيل
كل عام، وخلال احتفالات انتصار 6 أكتوبر، تتكرر الانتقادات حول الحفل الغنائي الرسمي الذي يقام ويحضره رئيس الدولة، وتدور معظم الانتقادات حول ألحان الأغاني وكلماتها، أو ملابس العروض أو الإخراج السيء، ولكن هذا العام ، ما أثار غضب أو سخرية رواد مواقع التواصل، هو عرض أوبريت “عناقيد الضياء”، الذي شارك فيه كل من “الفنان التونسي لطفي بوشناق، ومن مصر الفنان علي الحجار، والفنان الإماراتي حسين الجسمي، والفنان الفلسطيني محمد عساف”.
هناك عدة انتقادات وجهت للأوبريت، منها، لماذا يُعرض عملًا عن السيرة النبوية في احتفالات أكتوبر؟ والفكرة هنا “هل هناك ما يمنع؟” خاصة وأننا نقترب من الاحتفال بالعام الهجري الجديد.
كما ان تقديم فقرات مغايرة لموضوع الاحتفال ليس جديد، فالسيدة أم كلثوم كانت تغني أجدد أغانيها العاطفية خلال احتفالات ثورة 23 يوليو.
انتقاد آخر قيل، وهو لماذا يعرض عملًا خاصًا بالإمارات في احتفال أكتوبر، حيث اعتبره البعض “حدث مصري خالص”، وبغض النظر ان العديد من الدول مثل الكويت والعراق والجزائر وحتى كوريا الشمالية شاركت بقوات في حرب أكتوبر، إلا ان مقدم الحفل أوضح بأن هذا العمل إهداء من دولة الإمارات، وربما اعتزت بهذا العمل، الجيد جدًا على المستوى الفني، لدرجة أرادت فيها أن يعرض أمام الرئيس السيسي وفي مناسبة عظيمة كهذه.
أما عن السخرية أو “القلش”، فربما ارتبط هذا بثقافة تويتر السريعة، حتى البعض ممن لم يتابع الحفل من بدايته اعتقد ان “عناقيد الضياء” هو عمل مصري ولم يقدم غيره بالحفل، وبالتالي بدأت تعليقات من نوع “هو إحنا كنا بنحارب قريش في 6 أكتوبر؟”.
هناك مغردون استنكروا اللحن الخليجي للاوبريت، واعبتروا ذلك تفريطًا في مصرية احتفالات أكتوبر، ولكن كان يجب التنويه مرة أخرى عن ان هذا عمل إماراتي مهدى إلى الشعب المصري، وشارك فيه فنانين عرب من جنسيات مختلفة.
ولكن لا يعني هذا ان الحفل خلى من الانتقادات الحقيقية، فمثلًا الاوبريت وقته يصل إلى الساعة والنصف، وهو وقت طويل جدًا على الحفل، فكان الأفضل إقامة احتفالية خاصة بمناسبة العام الهجري الجديد يحضرها الرئيس السيسي، ويقدم أبطال الأوبريت هذا العمل الكبير.
النقطة الأخرى، ان “عناقيد الضياء” خطف الأبصار وخطف تعليقات المغردين أيضًا من الفقرة الاولى للحفل، والتي قدم فيها أوبريت “المكان والمكانة”، عن مراحل الوصول إلى نصر أكتوبر، وشارك فيه الفنان شريف منير، والفنانة مي فاروق وكارمن سليمان ومحمد رشاد، والفنان الكبير محمد الحلو، والفنان أحمد سعد، وعمرو سعد.
