مريم عبد الحافظ حكم طاعة الوالدين في الأمر بطلاق الزوجة
أفتى الشيخ يسري عزام بعدم جواز طلاق الرجل لزوجته بسبب طلب والديه، لما فيه من خراب للبيت.
وقال في برنامجه “الحياة أخلاق“، المُذاع على قناة المحور، وردني سؤال يقول: ما حُكم طاعة الوالدين في الأمر بطلاق الزوجة؟ وأُجاب: لا يَحِلُ للوالدينِ أن يأمرا الولد بطلاق زوجته لما فيه من خرابٍ للبيت، مُضيفًا: يسألني أحدكم عن قصة سيدنا إبراهيم عندما طلب من سيدنا إسماعيل أن يُطلق زوجته.
وأوضح “عزام”: يُروى أن سيدنا إبراهيم ذهب لزيارة ابنه سيدنا إسماعيل فاستقبلته زوجته ولم تُحسن استقباله، فقال لها عندما يأتي زوجك أقرئيه السلام وقولي له زارنا رجلًا شيخًا كبيرًا ويقول لك غير عتبة بابك، فلما جاء سيدنا إسماعيل وأخبرته زوجته علم أن أباه هو من زاره وطلق زوجته وتزوج بآخرى، وبعدها جاء سيدنا إبراهيم لزيارته فأكرمته زوجة ابنه وأحسنت استقباله، فقال لها عندما يأتي زوجك أقرئيه السلام وقولي له زارنا رجلًا شيخًا كبيرًا ويقول لك ثبت عتبة بابك، ففهم سيدنا إسماعيل رسالة أبيه.
وأكمل الشيخ: الأمر هنا مختلف، فهذا رسول ونبي، ويُخبرني آخر أن سيدنا عُمر بن الخطاب أمر ولداه بأن يُطلقا زوجتهما، نعم هذا صحيح ولكن هذا سيدنا عُمر، عندما يكون أبوك سيدنا إبراهيم أو سيدنا عُمر، فطلق زوجتك.
واستطرد “عزام”: «مش عشان الأهواء الشخصية، ولإن ابوك كان عايزك تتجوز بنت عمك وإنت ما وافقتش فهو اتضايق فعملك مشكلة وقالك طلق مراته، فإنت تطلقها، للأب حق وللأم حق، وللزوجة حق، فـ اعطِ كل ذي حقٍ حقه”.
وأكمل الشيخ: “لا تُفرط في حق زوجتك، ولا تُفرط أيضًا في حق والديك، فلا تستمع لكلام والدك أو والدتك في هذا الأمر عشان خراب البيوت”.
وفي سياقٍ آخر، أجاب “عزام” عن سؤال ورد له يقول: ما حُكم إجهاض الجنين بعد 120 يومًا، لوجود خطرًا على حياة الأم؟ فزوجة ابني حامل في الشهر الخامس وحالتها يُرثى لها، وقد قرر الأطباء أن بقاء الحمل فيه خطرًا عليها.
وأجاب الشيخ: اختلف العلماء في إجهاض الجنين بعد 120 يومًا، أي بعد 4 أشهر، وخصصوا تلك المدة لإن الروح تُنفخ في الجنين بعدها، وقيل أنه يتم تحديد نوع الجنين ذكر أم أنثى بعد هذه المده أيضًا من خلال السونار، ولكن اختلف العلماء.
وأوضح “عزام”: بعض العلماء حرموا الإجهاض في المُطلق، لا قبل هذه المدة ولا بعدها، وآخرون قالوا يُكره الإجهاض، وآخرون قالوا يجوز قبل تلك المدة، واستطرد قائلًا: إذا أخبر الطبيب أن إكمال الحمل فيه خطورة على الأم، فيجوز إجهاضه طالما يُلحق الضرر بالأم، ولكن هذا بعد التأكد من أكثر من طبيب، وحينها يتم الإجهاض ونُضحى بالجنين من أجل حياة الأم، ولا حرج في هذا، والله تعالى أعلى وأعلم.