هبة جلال رسالة الإمام
عُرض في رمضان الماضي 2023 المُسلسل الدرامي “رسالة الإمام” للفنان خالد النبوي وعدد من نجوم الفن والدراما ويحكي المُسلسل في إطار تاريخي الأحداث الحقيقية لحياة الإمام محمد الشافعي، والصعوبات التي واجهته أثناء محاولته نشر رسالته.
“إعلام دوت كوم” حاور السيناريست سالم عُمر حجو أحد أعضاء ورشة كتابة المُسلسل الدرامي “رسالة الإمام” حول مُشاركته في كتابة العمل، وكيف وجد العمل في ورشة كتابة،وماذا عن عمله مع شقيقه المُخرج الليث حجو، وما التكنيك الذي اتبعوه في كتابة الحلقات، وما الشخصيات التي تورط معها عاطفيا، وما تعليقه حول الانتقادات التي جاءت على العمل، وفيما يلي أبرز التصريحات:
1ـ أرسلت فيلما قصيرا لورشة سرد والذي نال إعجابهم كثيرا ومن خلاله انضممت لورشة كتابة المُسلسل الدرامي “رسالة الإمام” الذي تناول سيرة الإمام الشافعي والأستاذة مريم نعوم هي من فتحت لي باب المُشاركة في العمل.
2ـ الأستاذة مريم نعوم أسست العمل في البداية ثم جاء في مهمة إنقاذه الأستاذ هشام عبية الذي استطاع تدارك الموقف بديناميكية عالية وفي وقت قصير فقد تولى إدارة الورشة واستطعنا استكمال المشروع تحت إشرافه وإدارته.
3ـ تحضيرات العمل أخذت فترة طويلة فكان هناك مفاضلات بين النُّسخ التي تم كتابتها وتم مناقشتها من قبل القائمين على العمل والذين قاموا بعمل تغييرات عديدة وكنا نعمل مع باحثين في التاريخ فالعمل الجماعي كان به زخم كبير.
4ـ جميع حلقات العمل كانت تمر بثلاث مراحل فكنا نكتب النُّسخة الأولى ونعرضها على القائمين ثم تعود إلينا مرة أخرى وبها ملاحظات ثم نُسلم النسخة النهائية للحلقة فكانت تدور حالة من النقاش الجماعي بين أفراد الورشة وكل شخص يعرض وجهة نظره إلى أن يتم الاستقرار على الأفضل للعمل وهذا يتم بناء على فلترة الإخراج لكافة المحاور التي عُرضت عليه كما أن الباحثين والمراجعين كانوا معنا في كتابة كل مشهد.
5ـ العمل داخل ورشة كتابة فيه الكثير من الإيجابيات فهو يُسرع عملية الإنتاج للأفكار والمخيلة ولكن مشكلته كانت التعارض أحيانا في شكل وأسلوب مُختلف من الكتابة مع شخص آخر وهنا يظهر دور المُخرج فقد سعى مُخرج العمل لتكون هناك موازنة بقدر الإمكان.
6ـ لا استطيع تحديد مشهد مُعين لأقول أنه الوحيد الذي تم إعادة كتابته أكثر من مرة فكافة المشاهد كتبت أكثر من مرة خاصة المشاهد المرتبطة بالإمام الشافعي لأنه أخطر شخصية في العمل فهو شخص يسير على الصراط المُستقيم وشخصية حساسة للغاية وكل عضو في ورشة الكتابة لديه وجهة نظر في كتابته فكنا نتناقش ونطرح تصورات عديدة إلى أن نستقر على الأفضل مما جعلنا نُعيد الكتابة مرات عديدة كما تم إعادة عدد من المشاهد لأسباب تقنية.
7ـ تورطت عاطفيا مع شخصية “صهيب” التي قدمها ضمن أحداث العمل الفنان محمد علاء فالممثلين لم يتركوا لي مجال لأتساهل في شيء يخُص أي شخصية من شخصيات العمل فقد جعلوني أرى كافة الشخصيات رائعة ففي البداية كان لدي بعض الاعتراضات على علاقة الحُب بين حُسن والسري ولكن وجدت نفسي أكتب لهما مشاهد الحُب بعدما كان هناك جدل بيني وبيّن الأستاذ هشام عبية في سبب وجود علاقة حُب بينهما فالشخصيات على الورق لا تكون مكتملة إلا عندما نراها من لحم ودم.
8ـ الشخصيات التي أميل لها في العمل هي شخصيات صُهيب والشخصيات النسائية وعائلة الإمام فهناك مشاهد كتبتها على الورق وعندما رأيتها على شاشات التلفاز بدون مبالغة شعرت أن هذا هو فن التمثيل فمهما كتبت على الورق فإن الممثل يخلق من الورق شخصية حقيقية من لحم ودم بموهبته الفنية.
9ـ شهادتي في المُخرج الليث حجو مجروحة خاصة وأن “رسالة الإمام” لا تُعد التعاون الأول بيننا فقد تقابلنا من قبل في أعمال كثيرة ولكن تظل “رسالة الإمام” هي التجربة الغير عابرة على الإطلاق واستبشر بها خير وسأظل أتذكرها طيلة حياتي.
10ـ استخدمنا مراجع كثيرة أخبرونا عنها الباحثين ولكن الجزئية التي تناولها العمل بها إشكالية كبيرة والتي لم يُحك عنها كثيرا فجميعا نعلم أن الأقباط كانوا الأغلبية ولكن لم نحكي ذلك لأنه لا ينصب ضمن وظائف الدراما أن تُظهرالأقباط وهم يتحدثون لغة مُختلفة بل جعلناهم يتحدثون لغة قريبة لأنهم لو خرجوا ليتحدثوا قبطي فإن العمل سيكون أقرب للوثائقي فكانت لدينا حرية كاملة في طريقة التناول لأننا لم نطرح العمل كوثيقة تاريخية.
11ـ النجاح في الدراما المصرية يعني النجاح في العالم العربي بأكمله ولم يكن هناك غياب للدراما التاريخية في مصر بل هي تمر بمراحل ومنحنيات كثيرة والعودة كانت في وقتها الصحيح كما أن وجود مدينة الإنتاج الإعلامي في مصر مصدر قوة لها والقدرات الإنتاجية والسرعة والتجاوب كان هائلا فكل هذه العوامل مفيدة ومُهمة وأرى أنها طريقة متوازنة عن دول كثيرة مجاورة بها رأس مال أكبر ولكن ليس لديهم طريقة مدروسة وتراكم صناعة ليبنوا عليه مثلنا.