إيمان مندور محمود سعد ومنى زكي
على مدار ساعة ونصف الساعة التقى جمهور Sold Out مع الإعلامي محمود سعد والنجمة منى زكي على مسرح أركان، في لقاء ربما يكون الأكثر عفوية لمنى زكي خلال مسيرتها الفنية، والأكثر إظهارًا لخفة دم محمود سعد التي تخفيها الكواليس.
إعلام دوت كوم كان حاضرًا في كواليس عديدة من هذا اللقاء، ويرصد في السطور التالية ملاحظات وتفاصيل ربما لم يدركها الحضور، وبالتأكيد الجمهور الذي تابع اللقاء عبر منصة WATCH iT وليس داخل المسرح.
– اللقاء الذي كان من المفترض أن يبدأ في الثامنة مساءً، تأخر في بدايته حتى تجاوزت الساعة التاسعة مساء، وهو ما اعتذر عنه محمود سعد للحضور في بداية حديثه، مؤكدًا أن منى زكي موجودة منذ الساعة السادسة بينما وصل هو في السابعة والنصف، والتأخير بسبب توافد الجمهور، فلم يكن من المتاح البدء قبل أن يكتمل حضور المسرح لأجل التصوير، وبالتالي التأخير خارج عن إرادتهم.
– المسرح كان ممتلئًا عن آخره، وهو ما لاحظه المذيع فأخبر منى زكي أنه لأول مرة يكون الحضور بهذه الكثافة، فالحفل كان “سولد أوت” بالفعل.
– في بداية اللقاء واجه المذيع والفنانة مشاكل في الميكروفونات الداخلية للمسرح، وتعذّر وصول الصوت للجمهور، وهو ما تعاملا معه بعفوية وسخرية، فلم يكن الصوت واضحاً في البداية فتوقفا حتى تم إصلاح الخلل. وحتى انتهى العطل كان محمود يتعامل بعفويته المعهودة، وأخبر منى أنه في لقاء سابق على نفس المسرح (رافضاً ذكر اسم الضيف) استمرا لنحو نصف ساعة لا يسمعان بعضهما البعض بشكل جيد، هو يسأل والضيف يجيب دون أن يتضح أغلب الكلام لكليهما، لكن مرّ الأمر بسلام.
– عفوية محمود سعد تتضح للحضور أكثر من جمهور المنصات أو التلفزيون، فمثلاً أثناء توقف التصوير أخبروه عبر “الإير بيس” أن يطلب من منى عدم لمس الميكرفون باستمرار لأن ذلك يزيد الوضع سوءًا، فأخبرها ضاحكاً “بيزعقولي في الإير بيس ويقولوا متخليش منى تمسك المايك عشان الصوت.. أنا راجل كبير متزعقوليش كده يا جماعة”.
– مدة اللقاء فعلياً على المسرح بلغت ساعة و40 دقيقة، لكن عبر منصة WATCH iT تم حذف 14 دقيقة فقط من اللقاء.
– لم يُحذف شيء من تصريحات الفنانة، فقط دقائق أزمة الصوت والانتظار هي ما تم حذفه، باستثناء موقف ساخر بينهما حدث فيه لبس أثناء الحديث، حيث فهمت الضيفة معنى آخر غير ما قصده المذيع. وموقف آخر أثناء أسئلة الجمهور حيث اختار محمود شاباً، ثم أخبرهم باسمه، في إشارة لمعرفتهم به وأنه ليس اختيارًا عشوائيًا، قائلا: “مش هكدب على الناس يعني ما أنا عارفه”.
– محمود سعد وصل لمرحلة من الخبرة لدرجة أنه لا يوجد ضيف من المشاهير لا توجد له ذكريات معه، فيذكر الضيفة بمواقف بينهما من عشرات السنين، ربما يقول البعض وما المميز في ذلك، المميز والمختلف أنه حالياً لا يوجد مذيع له هذا القدر من الأرشيف الكبير مع المشاهير، وبالتالي يكون واعيًا لحجم التغيرات التي حدثت للضيف، ومدركًا لتاريخه بالفعل، فلا يمكن مراوغته أو الادعاء بغير الحقيقة أمامه، فهو شاهد قبل أن يكون مذيع.
– أيضًا فكرة المذيع الذي ينتقي الأسئلة من بين أطراف الحديث، فتصبح آخر جملة للضيف بمثابة بداية لسؤال جديد عن نفس الشيء، طريقة أصبح من النادر وجودها بين الإعلاميين حاليًا، فالغالبية تمسك بورق الأسئلة وتنتظر انتهاء الإجابة حتى تدخل في السؤال التالي حتى وإن لم يكن مرتبطًا به، وبالتالي هذه المرونة لا يملكها إلا المخضرمون مثل محمود سعد.
– أثناء اللقاء تردد همس بين الجماهير عن إعجابهم بالاحتفاء الكبير من منى زكي بأبطال مسلسلها “تحت الوصاية”، الذين كانوا ضمن الحضور، وطلبت صعودهم للمسرح وتعريف الجمهور بهم وبمواهبهم، وأنها أبعدت دفة الحديث عنها تمامًا لتوجهها إليهم حتى تتسنى لهم فرص أكبر أمام الجمهور، وهو ما فعلته بإصرار شديد لفت انتباه الحضور.
– في النهاية، حديث منى زكي خلال اللقاء يستحق الإنصات إليه والتركيز فيما قالته بدقة عن جوانب شخصية ومهنية عديدة من حياتها، لكن تظل اللقطة الأفضل هي حديثها عن كيفية اكتشافها لكونها أصبحت ممثلة بالفعل، أو بتعبير أدق “نجمة”، فعادةً ما يجيب الفنانون بأنه مع أول دور أو نجاح أو إشادة، لكن منى ذهبت بعيدًا وأكدت أنها لم تصل بعد، بل تصنع نجوميتها شيئًا فشيئًا حتى الآن، فالأمر تراكمي.. “بنيت نفسي كممثلة حتة حتة.. يعني مثلا مع أول حاجة حلوة بقيت أقول إيه ده ده أنا اتشطرت اهو.. بعدين ده أنا بقيت أحسن سِنّه، ده فلان كان بيشوفني فاشلة بقى يقولي مبروك ومعجب.. وهكذا.. بنيت نجوميتي حتة حتة ولغاية دلوقت ببنيها”.
الإجابة في اعتقادي درس كبير يحتاجه فنانون منغمسون في فكرة النجومية بمجرد دور أو عمل ناجح حالفهم الحظ فيه، فيصعدون القمة ويرفضون النزول، اعتقادًا أنها النهاية، دون النظر لأعلى لإدراك أنه سُلم يستمر المجتهد فيه بالصعود، بينما يظل المُعجب بنفسه واقفًا محلك سر، حتى يتفاجأ بابتعاد الجميع عنه؛ الزملاء باجتهادهم، والجمهور بإدراكة للفرق بينهم جميعًا!