مريم عبد الحافظ خالد الجندي
تحدث الشيخ خالد الجندي عن اختلاف الألفاظ المذكورة في القرآن، وضرورة عدم تكرار بعضها بحُجة أنها ذُكرت في كتاب اللَّه تعالى، فلا يجوز أن نقول على الشهداء والأنبياء أنهم ميتون.
قال “الجندي” في برنامج “لعلهم يفقهون” المُذاع عبر شاشة “dmc”: “بينا بالدليل الساطع والحُجة الناصعة بأنه لا يجوز أبدًا أن تصف النبي صل اللَّه عليه وسلم بأنه قد مات، وأن اللَّه تبارك وتعالى عندما يقول للنبي (إنك ميت وإنهم ميتون) فهاذا باعتبار التشريع والحقيقة الإلهية التي يُخاطب اللَّه عز وجل بها عِباده، وباعتبار الانتقال من دار الدنيا إلى دار البرزخ”.
أكمل: “أما نحن، فيجب أن نؤمن بما جاء في القرآن الكريم، وأيضًا لا يجوز أن يوصف الشهداء ومن علاهم بكلمة (ميت)، والدليل على ذلك أن اللَّه تبارك وتعالى رفض منك، وأبى عليك، ونبهك إلى ألا تلفظ هذا اللفظ على شهيد، فالبتالي ما علا الشهيد علاه، وقال اللَّه تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ}”.
أضاف: “بينَّا أن القرآن الكريم يسوق الكلام على لسان من يعرفونه، فلغة الخطاب شئ، ومفهوم الخطاب شئٌ آخر، بدليل أنه قال عن يوسف عليه السلام على لسان مؤمن قال لفرعون أنه هلك: {حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا}، وتحديت على الهواء أن يقول أحدهم (النبي الهالك يوسف) فهل تستطيع أن تقول ذلك عليه أو على أي نبي آخر بأنه هالك؟”.
تابع: “عندما يصف لك القرآن ما قاله الناس في لغتهم في هذا الوقت، هذا ليس معناه أن تتلفظ بهذه الألفاظ وتقول هذا لفظ القرآن وأسلوبه كما يفعل بعض الجهلاء، فعندما قال أبا بكر (من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات)، هل خرج هنا أبي بكر عن سياق الأدب؟ لا، ولكنه يُبين في سياق العقيدة ما يُسمى ببيان صحة التعلق، وبيانها من فساد التعلق، فلا يجوز أن تُكرر هذا اللفظ بأي حال من الأحوال”.