في حلقة خاصة من دولة الإمارات العربية المتحدة، قدم برنامج “أطياف” المذاع على شبكة تليفزيون الحياة تغطية حية لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الثانية والثلاثين، والذي أقيم في الفترة من 22 إلى 28 مايو 2023، وسلط خلالها الضوء على المشاركة المصرية والحضور الثقافي الفاعل للجانب المصري من خلال عدد من اللقاءات والتغطيات للفعاليات الثقافية والفنية المتنوعة.
في بداية الحلقة استضافت الدكتورة صفاء النجار، مقدمة البرنامج الذي يرأس تحريره الكاتب الصحفي زين العابدين خيري، ويخرجه عبد الفتاح خضر، الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الذي أكد على الأواصر التاريخية القوية التي تربط معرضي القاهرة وأبوظبي للكتاب إذ إن هناك تاريخا من التعاون المشترك بين المعرضين، ويجمعهما هدف واحد من حيث دعم النشر العربي وتعزيز الفعاليات الثقافية المختلفة.
عن اختيار شخصية العلامة ابن خلدون شخصية محورية للمعرض هذا العام، لفت بن تميم إلى أن ذلك تقديرا لإسهاماته الثرية في التاريخ العربي والعالمي، إضافة إلى نتاجه المعرفي وتأثيره العالمي وأثره السياسي، منوهًا إلى أن محور الاستدامة جاء امتدادا لجهود الدولة الإماراتية في دعم الاستدامة في كافة المجالات، فالمعرض يلقي الضوء على علاقة الاستدامة بالنشر والقطاع الثقافي والصناعات الابداعية والمتاحف.
حول محور ابن خلدون، التقى البرنامج مع د. حياة القرمازي، وزيرة الشئون الثقافية التونسية، ود. هيثم الحاج علي، أستاذ النقد الحديث بجامعة حلوان، والرئيس السابق للهيئة المصرية العامة للكتاب، واللذين شاركا في ندوة بعنوان “أثر ابن خلدون في الفكر العالمي” وشاركهما فيها كل البروفيسور فلوريال سانا جستين، أستاذ اللغة العربية وآدابها في جامعة لوميير – ليون، ودكتور ذكر الرحمن، رئيس مركز الدراسات الإسلامية بنيودلهي، والمترجم الألماني شتيفان فايندر.
قالت د. حياة القرمازي، في لقائها مع “أطياف” إن ابن خلدون هو من أدخل ما يعرف بعلم التاريخ وعلم تحليل وفلسفة التاريخ، وهو الذي قارن تاريخ الدول وعمرها بعمر الانسان وقسم التاريخ بالنشأة والطفولة والشباب والكهولة هكذا، وهو ما يتماشى إلى حد ما مع دورة الحياة. وأكدت أنه حتى اليوم لم يُدرَس علمه بما فيه الكفاية.
لفتت القرمازي إلى أننا نعيش مرحلة إنسانية جديدة، بدأت مع جائحة كورونا، وأن اللاحقين بنا سيؤرخون العصر الحالي من تلك النقطة إذ إن الإنسانية دخلت مرحلة تاريخية جديدة وفارقة منذ تلك اللحظة.
وعن العلاقات الثقافية المصرية التونسية، أكدت القرمازي أنها علاقات تاريخية وطيدة. وقالت إن التونسيين نشأوا على الأفلام المصرية وعلى الفن والموسيقي المصرية.
أكدت: “كل الجيل التونسي الذي نراه اليوم هو نشأ على الفن المصري ولذلك التوانسة يجيدون اللهجة المصرية ببراعة لأننا كلنا انصهرنا في الحضارة والثقافة المصرية واستقينا من أعلام الأدب والفن، فثمة علاقات متينة وممتدة”.
تابعت أن هذه العلاقات ستظل ممتدة لأن هناك إرادة سياسية قوية لتعزيز العلاقات المصرية التونسية، بخلاف العلاقات الشعبية الممتدة بين البلدين.
فيما قال د. هيثم الحاج علي، في لقائه بالبرنامج، إن ابن خلدون هو أول من تعامل مع التاريخ بمنهج علمي مدقق ورصد الظواهر لاجتماعية وتحولاتها وبالتالي تحول المجتمعات.
وأشارت إلى أن فخرنا بابن خلدون يجب أن يترجم لدراسة حقيقية لما كتب، إذ إننا في حاجة لنظرة ابن خلدون التاريخية الآن.
كما استضاف البرنامج الفائزين المصريين بجائزة الشيخ زايد للكتاب، وهما الموسيقار الكبير عمر خيرت الذي حاز على جائزة شخصية العام الثقافية، والناشرة فاطمة البودي، مؤسس ومدير دار العين الحائزة على الجائزة في فرع تقنيات النشر.
أكد عمر خيرت لـ”أطياف” أن نشأته وبيئته الأسرة الداعمة للفنون هي التي صنعت موهبته ودعمتها، كما تطرق للحديث عن طقوس تحضيره للحفلات وتدريباته عليها. فيما كشف خيرت عن أقرب أعماله الموسيقية إليه وهي موسيقى فيلم “ليلة القبض على فاطمة”.
بينما أكدت الناشرة فاطمة البودي سعادتها بتكليل 25 عاما من الجهد في صناعة النشر بالجائزة.
وكشفت لبرنامج “أطياف” عن أنها بصدد إصدار سلسلة أدب عربي كلاسيكي من كل البلاد العربية تحوي أهم الروايات الصادرة لكبار الكتاب، وهو المشروع الأول لدار “العين” عقب حصولها على الجائزة.
بالإضافة إلى مشروع للناشئة التي ترى أنهم في حاجة إلى اهتمام أكبر من المتواجد بعيدًا عن المسميات التجارية.
وعن المشاركة المصرية في المعرض، أكد الكاتب الصحفي سيد محمود، أن المعرض يستقطب عددًا كبيرًا من الناشرين المصريين بسبب ما يقدمه من تسهيلات وامتيازات للناشرين ما يجعلهم متأكدين من عدم خسارتهم المادية، بالإضافة إلى أن معرضي القاهرة وأبو ظبي يعدان فرصة للشراكات بين الناشرين المصريين والعرب وشراء الحقوق المختلفة.
وأكد محمود أن حجم التمثيل المصري في المعرض كبير جدا، وهو مرتبط بالضرورة بعراقة الثقافة المصرية ودورها التاريخي في المنطقة لأن التاريخ يقول إن الحداثة المصرية والثقافة المصرية بعد عصر النهضة، حوالي 150 عاما من العراقة، وقد كانت مؤسساتها سابقة لكثير من دول المنطقة، وبالتالي اتساع حجم التمثيل المصري هو تعبير طبيعي عن هذا الدور وتأثيره خصوصا وأن أجيالا كثيرة من المثقفين العرب تلقوا تعليمهم في المؤسسات المصرية في الجامعات ولديهم قدر كبير من الاعتزاز والتقدير للثقافة المصرية. كما أن التمثيل الثقافي المصري بخلاف دور النشر يتمثل في الإعلاميين والمشاركين من المبدعين والمفكرين.
فيما أوضح الناشر المصري أحمد محمد رشاد، المدير التنفيذي للدار المصرية اللبنانية، أن معرض أبوظبي للكتاب قدم تسهيلات في عقد الندوات المختلفة ما أتاح الفرصة لطرح الكثير من الندوات التي تناقش الأعمال الأدبية الصادرة عن الدار.
وعن خطط الدار المستقبلية أعلن رشاد عن قرب طرح مذكرات د. مجدي يعقوب، وبعض الأعمال الأدبية لعدد من كبار الأدباء منهم أشرف العشماوي هشام الخشن وإبراهيم عبد المجيد.