مريم عبد الحافظ العاصفة الترابية
كشف الدكتور مصطفى مراد – رئيس قطاع توعية البيئة بوزارة البيئة، عن ارتفاع مستوى تلوث الهواء إلى 10 أضعاف بسبب التغييرات المناخية المُسببة للعاصفة الترابية التي شهدتها البلاد منذ يومين.
قال “مراد” في مداخلة هاتفية مع برنامج “التاسعة” المُذاع على القناة “الأولى المصرية”: تُعتبر العواصف الترابية ظاهرة مستمرة ونواجهها منذ فترة، ولكن حجمها هو من اختلف، ويوجد لدينا تلوث في الهواء بصفة عامة نتيجةً للصحراء المحيطة بنا، وبالتالي كان لتلوث الهواء دور في ظاهرة التغييرات المناخية، ولكن الجديد أن هذه الظاهرة أصبحت تؤثر على تلوث الهواء بزيادة كبيرة.
أكمل: أصبحنا الآن في مُعضلة كبيرة، فالموضوع يبدأ بتلوث الهواء ثم تظهر لدينا التغييرات المناخية، وبسببها تزداد من جديد مشكلة تلوث الهواء، فهى ظاهرة معقدة بشكل كبير، والعاصفة الترابية اللي حدثت هى أمر طبيعي بالنسبة لنا وموجود في النصف الأول في منطقة الشرق الأوسط بالكامل، ولكن وجوده بهذا المُعدل والكثافة، وحدوثه في فترة زمنية قصيرة بهذا الشكل، يُمكن أن نقول أنه نتيجة للتغييرات المناخية بصفة عامة.
تابع: تشهد جميع دول العالم الآن، تغييرات كبيرة في المناخ وظواهر تشمل عواصف وسقوط أمطار، وهى ظواهر حادة جدًا بسبب التغييرات المناخية، والعاصفة الترابية ممكن أن تتكرر من جديد ويُمكن التنبؤ بها من خلال منظومة الإنذار التابعة لوزارة البيئة، والقائمة منذ 20 عام، ويُمكنها تحديد العواصف لمدة 3 أيام تبعًا لتنبؤات جودة الهواء.
أضاف: وقد أصدرت المنظومة إنذارًا وبيانًا لتنبيه الناس بإمكانية حدوث زيادة في معدلات الأتربة، وبالتالي انخفاض جودة الهواء، وبالتالي تنبيه الأفراد باتخاذ الإجراءات الاحترازية لتقليل تعرضهم للهواء الخارجي، وأهم إجراء هنا هو الابتعاد هو المناطق المكشوفة بصفة عامة.
أوضح: لانخفاض جودة الهواء معايير ومصادر، منها مصدر صناعي أي من صُنع الإنسان، وهو الصناعة والمركبات وحرق المخلفات، ويوجد مصدر آخر طبيعي ، وبالنسبة لنا في منطقة الشرق الأوسط هو مناطق الصحراء الكبيرة المحيطة بنا، وفي بعض الدول يكون هذا المصدر هو حدوث البراكين وخلافه، وتكون لكل هذا مشاركات يومية في التأثير على جودة الهواء وتلوثه، ولكن العاصفة الترابية التي حدثت منذ يومين رفعت من مستوى مشاركة الطبيعة في التأثير على الهواء من نسبة 40 أو 60%، وجعلتها 10 أضعاف المستوى الموجود، وبالتالي هذه مساهمة سلبية.
تابع: نأمل جميعًا أن تنتهي هذه التأثيرات السلبية، ولكن يتضح لنا في ظل استمرار العالم كله في استهلاك الطاقة بشكل كبير، وفي اتفاق شبه عام لخفض استهلاك الطاقة، وبالتالي انخفاض مستويات غازات الاحتباس الحراري، فـ سنظل في مرحلة مستقبلية نتأثر فيها بأحداث حادة تؤثر على الطقس والمناخ، وبالتالي الموارد الطبيعة، وبالتأكيد ستؤثر على تلوث الهواء والماء والتربة.