مريم عبد الحافظ
كشف الدكتور علي قطب – أستاذ المناخ وخبير الأرصاد الجوية، عن الأحوال الجوية في الفترة المقبلة، وعن دور التغييرات المناخية في العواصف الترابية والظواهر المختلفة التي نشهدها.
قال “قطب” خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “التاسعة” المُذاع عبر القناة “الأولى المصرية”: للمناخ عدة عناصر مثل الرياح والرطوبة والحرارة والأمطار، والعديد من الظواهر الجوية، ويرتبط كل هذا بالتوزيعات الضغطية، بمعنى أن الذي يؤثر على حالة عدم الاستقرار هو منخفض جوي على سطح الأرض، وإن جاء هذا المنخفض من الصحراء الإفريقية يكون اسمه المنخفض الخماسيني، ويحدث في شهر مارس وإبريل، وأحيانًا في النصف الأول من شهر مايو.
أكمل: حدث هذا المنخفض قبل ذلك في 2 مايو 1997، وأظلمت سماء مصر ومنطقة الشرق الأوسط بالكامل لمدة 5 دقائق حتى أن الناس ظنوا أنه يوم القيامة، فهذه الظواهر موجودة بالفعل وتُصاحب منخفضات الخماسين، وسبب تسميتها بهذا الاسم هو أنها ممكن تحدث في 50 يوم، وتبدأ في الربيع يوم 21 مارس وحتى منتصف مايو.
تابع: صنعت التغيرات المناخية حالة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية وجعلتها عنيفة، فنرى فصول السنة الـ 4 في يوم واحد، وتمركزت هذه العاصفة الأسبوع الماضي في جنوب البلاد أي بالقرب من شمال الصعيد، وكانت عنيفة جدًا على محافظات المنيا وبني سويف وأسيوط، وكانت عاصفة ترابية شديدة مصحوبة بأمطار غزيرة ورعدية، ولقد شهدنا هذه الموجات بشكل متتالي على مدار 3 أسابيع في كل يوم خميس وجمعة، ولكننا نشهد اليوم انكسار لهذه الموجة، ويوجد اعتدال في الأحوال الجوية.
أضاف: نحن الآن في فصل الربيع الذي سينتهي في الـ 20 من يونيو الحالي، بمعنى أنه ما زال أمامنا أسبوع تقريبًا، ولكن هل معنى هذا أن هذه الموجات الخماسينية غير طبيعية؟ نعم غير طبيعية لأننا في النصف الثاني من الربيع والذي من المُفترض أن يُشبه الصيف تمامًا، بمعنى استقرار في حركات الرياح ودرجات الحرارة، وتختلف معه مصادر الهواء، فتأتي من الجزيرة العربية بدلًا من الصحراء الغربية، فتكون قادمة من المنخفض الهندي الموسمي الذي تأتي معه رياح شرقية بها رطوبة مرتفعة ودرجات حرارة أقل.
أكمل: ما يحدث من تغييرات مناخية يُنذر بحدوث تغييرات مختلفة، فالعالم كله ومؤتمر الأطراف المُنعقد سنويًا في كل قارة وكل دولة من دول العالم، بحضور رؤساء كل الدول، والذي حضره الرئيس عبد الفتاح السيسي في العام الماضي، يُقر بأن ارتفاع درجات الحرارة وظاهرة الاحتباس الحراري ستتسبب في تنوع بيولوچي، لذلك يجب دراسة البيئة البحرية المحيطة بالأسماك لمعرفة التغيرات التي طرأت عليها وجعلت سمكة القرش تُهاجم أحد السياح في الغردقة منذ يومين.
تابع: للتغييرات المناخية دور في مهاجمة القرش للسياح، فلابد أن تكون هناك دراسة تُوضح لنا ما حدث، فأي كائن حي له بيئة خاصة به ينمو ويتعايش ويتزاوج فيها، وإن اختلفت هذه البيئة يتفاعل معها الكائن الحي، فعندما يحدث تغيير في الجو نتكيف نحن معه، وكذلك باقي الكائنات تتغير سلوكياتها تبعًا لما تشهده من تغيرات في البيئة من حولها.