المشاهد المصري، ويمكن فـ العالم كله، برجماتي آخر حاجة، خصوصا فيما يتعلق بـ بطل الفيلم، يعني البطل ده لازم نطلع منه بـ أي مصلحة.
طبعا أشهر بطل هو البطل القوي، اللي بـ ياخد حقه بـ إيده، اللي بـ يواجه الظلم، ويهزم الأشرار، المتفوق بدنيا وعقليا ويا حبذا لو جماليا بـ المرة (يعني عكس صفات المشاهد تقريبا).
نوعية البطل دي بـ تعمل تعويض لـ المشاهد، بـ ياخد حقه من مديره اللي ظلمه، أو مراته اللي منكدة عليه، أو صاحبته اللي خدعته، أو العيال اللي ضربوه وهو صغير، أو الظابط اللي رخم عليه في الكمين، أو البنت اللي نفضت له، أو ….. أو …… أو ……
فيه بطل تاني ممكن يكون طيب، زي أغلبية المشاهدين، فـ ده لازم يكون طيب بـ زيادة، طيب لـ درجة السذاجة، طيب لـ درجة تفجير الضحك، وزي ما قال سيد حجاب: “أقوى همومنا تفجر السخرية”، والمبالغة في الطيبة برضه بـ تخلي فيه مسافة بين البطل والمشاهد، حتى لو الاتنين من نفس النوعية، بس أنا مش عبيط كده (ده اللي بـ يقوله المشاهد لـ نفسه).
ولكن، حتى البطل العبيط الساذج ده، بـ يكون عنده نوع تاني من التعويض، لـ إنه غالبا بـ يتميز بـ حاجة من الاتنين، أو الاتنين مع بعض: دهاء جبار وحظ من نار، بـ يشكلوا له حماية طبيعية، فـ برضه بـ يعرف ياخد حقه، ومحدش بـ يظلمه، وبـ ينتقم من مديره اللي ظلمه …… إلخ إلخ.
فيه بطل بـ يبقى زي النوع الأول، بس بـ يبان فـ الأول زي النوع التاني، يعني بـ يفضل غلبان وطيب، لـ حد ما تحصل حاجة، أو حد يدوس له على طرف، فـ يتقلب تماما، وتبان قدراته اللي ما كانتش باينة، فـ يبدأ يطلع شر الحليم إذا غضب، ويبدأ المشاهد يقول لـ الدنيا فـ عقل باله: خافي مني بقى، خافي.
ومن الأبطال المحببين لـ المشاهد المصري، البطل المكافح، وأفلام رحلة الصعود شبه مضمونة النجاح، اللي بـ يبدأ من الصفر، الفقير الذي لا يمتلك من الحياة سوى حلمه وإيمانه بـ هذا الحلم، فـ ده بـ يصعد ويبقى البرنجي، وده لما بـ يصعد بـ تصعد معاه همة المشاهد، وبـ يحس إنه “إيه فيه أمل”.
أشكال كتير لـ البطل، مش من ضمنها إن البطل يبقى بـ العادية بتاعة إبراهيم أفندي في أحمر شفايف، راجل عادي زي أي راجل في مصر، مراته هي اللي بـ تقرر شئون البيت، مديره هو اللي بـ يقرر شئون العمل، عياله بـ يتحدوه، ولو تحديات بسيطة في شئون عادية، البنت بـ تحب ابن الجيران، وبـ يستهزأوا بيه، وهـ تتخطب له عادي، والولد بـ يلعب في الشارع، ويذاكر على مزاجه، ويلامض مع أبوه، والعمال بـ يستغلوا طيبته.
بطل عادي “سادة”، خام، ومن فرط عاديته، مراته بـ تزرع في البيت القنبلة الموقوتة، اللي هي الشغالة، والست هنا من نوعية ستات ألف ليلة، الخدامة بـ تغويه بـ كل ما أوتيت من قدرة على الإغواء، وست البيت بـ تتسلط بـ كل ما أوتيت من جبروت، حتى لو تسلط ناعم، وهو غلبان، بـ يستجيب لـ إغواء الأولى، رغم كل محاولات المقاومة، ودونما استفادة حقيقية، وبـ يرضخ لـ عقاب التانية، رغم إنه حذرها كتير م الأول، بـ يرضخ دونما ذنب حقيقي، ويلاقي نفسه في الشارع، بعد ما ينطرد كمان من الفابريكة، وكأن حياة الراجل مرهونة بـ توازن علاقاته مع “الحريم” في محيطه الخاص.
البطل العادي ده ما ياكلش معانا، يمكن علشان كده فشل الفيلم في العرض التجاري، ويمكن علشان كده عاش.
يمكن
خلينا بس نشوف إبراهيم أفندي في الشارع
بس المشهد الجي