مريم عبد الحافظ خالد الجندي: افتح أبواب رزقك بحمدك للَّه
تحدث الشيخ خالد الجندي، عن فضل التكبير وحمد اللَّه عز وجل على كل كبيرةٍ وصغيرةٍ في الحياة، بخاصةً في هذه الأيام للفوز بفضل عشر ذي الحجة.
قال “الجندي” خلال برنامجه “لعلهم يفقهون” المُذاع عبر شاشة “dmc”: لن تأتيك النعمة إلا من عند اللَّه، وكذلك المُلك فهو أيضًا من عنده سبحانه وتعالى، فنحن نقول “إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك”، فأنت تحمد اللَّه وباب الرزق والعطاء يُفتح لك بسبب الحمد، وإن كنت صادقًا مع المولى عز وجل في حمدك، فسيُعطيك النعمة والملك.
تابع: وعندما نقول “لا شريك لك” فنحن بحاجة إلى التوحيد، ولا أقصد هنا التوحيد النظري المُرتب والمُهندم في الكتب التي يدرسها طلاب العالم، ولكن أقصد التوحيد القلبي، أن تكون واثقًا من قلبك أن الفعال لما يريد هو وحده سبحانه جل وعلى، فإذا أخلصت النية والقصد للَّه عز وجل، أعطال اللَّه فوق ما تتمناه وتريده.
أكمل: وتكون التلبية الحقيقية في قول “لبيك اللهم لبيك” بالبُعد عن المعاصي وترك المنكرات، وفعل الطاعات وبالتقرب من رب الأرض والسماوات، فإن كنت صاحب هدف أو قضية، فلابد أن يكون لك أعداء وحولك سفهاء يتطاولون عليك، فالسفهاء موجودن منذ أن نزل القرآن الكريم، وقال اللَّه تعالى: “سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ”.
أضاف: لذلك لا تندهش من وجودهم في عصرنا تعامل معهم بواقعية وصبر، واصبر عليهم وعلى أذاهم وكلامهم، واصبر على اتهامهم لك بما ليس فيك، وإذا أردت الفوز بهذه العشر فكُن من الملبين بترك المنكرات لرب العالمين، وشارك الحجيج في أداء النُسُك، فإذا قاموا بالطواف حول الكعبة، فيجب أن تكون أنت من الطائفين حول طاعة الله وكتابه وأحاديث رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام، وإن قاموا بالسعي بين الصفا والمروة، فـ تستطيع أنت أن تسعى على رزقك مُعتمدًا ومتوكلًا على ربك، وراضيًا لما قسمه لك، ساعيًا شاكرًا حامدًا لرب العالمين.
تابع: وإذا كان الحجيج يرمون الجمرات فيجب أن تقوم أنت أيضًا برجم خواطر الفساد في عقلك، ورجم الشياطين التي تحوم حول قلبك، ورفقاء السوء وصحبة الفساد ودعاة الشر، الذين قال اللَّه عنهم: “وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا”، فاجتنب أهل الأهواء والبدع والمنكرات والفساد.
أكمل: قال اللَّه عز وجل “ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ”، فلقد صار المعروف منكرًا، وصار المنكر معروفًا، وتبرجت الناس إلا من رحمها ربها، وترك الكثيرون المساجد وهجروا العبادة، وانقفى العلم من عقول وقلوب الناس، وانتشرت الفتاوى الضالة، وظهر الكذب والتلفيق والنفاق والرشوة والفساد والمجون، وظهر كل هذا مع وجود الطاعة والإيمان والإحسان، ظهر مع وجود العباد الطائعين الطائفين الساجدين، والقضية في اختيارك أنت، هل ستنحاز إلى هذا المعسكر أم ذاك؟
أضاف: وإنما نشكو اللَّه رعونة مواجهة المنكر عند بعض الناس، لأنه للأسف الشديد إذا زُين الباطل ورآى الناس المعروف مُنكرًا، والمنكر معروفًا، فقد اختلطت الأمور عندهم.