مريم عبد الحافظ
تحدث يحيى فؤاد، استشاري تربية أسرية، وعلاقات زوجية، عن طرق التعامل مع الأطفال ومعاقبتهم بطريقة صحيحة دون قسوة.
قال “فؤاد” خلال لقائه ببرنامج “الستات ما يعرفوش يكدبوا” والمُذاع عبر شاشة “cbc”: “نحن لا نمتلك الوعي الكافي ولدينا مشكلة في المفاهيم، ونخلط في معاملاتنا مع أطفالنا بين العقاب والقسوة ورد الفعل، فيجب أن تشعر الأم بالراحة أثناء تربيتها لأطفالها، لأن غضبها يظهر في صورة ردود فعل مُبالغ فيها بالنسبة لما فعله طفلها.
تابع: “يجب أن نلتزم جميعًا بقواعد مُحددة في المنزل، فقانون المرور مثلًا يُحاسب على عدم ارتداء حزام الأمان، لأنه إذا تواجدت القواعد سيظهر عندي مفهوم الثواب والعقاب دون قسوة، فإذا تأخر الابن عن الساعة 10 مثلًا سيكون هنالك عقابًا وسيُحرم من شئٍ معين، وفي رأيي أن نجاح الآباء في تعاملهم مع أطفالهم يحدث عندما يكون العقاب بعدم الكلام معهم”، موضحًا: “لما يكون العقاب إني أقول لابني أنا مش هتكلم معاك فكده إحنا بننجح”.
أكمل أنه هنا يظهر ذكاء الأب والأم، فتوجد أطفال تشعر بالجنون إذا فعل معها أبويها هذا الأمر، ولكن المشكلة في رد الفعل المفاجئ، بمعنى ضرورة وجود قواعد للعقاب، موضحًا: “ما ينفعش ابنك يبقى قاعد ماسك الموبايل فتاخديه منه وتقوليله هو كده، لأ لازم يكون في قواعد نلتزم بيها”.
وعن سؤاله عن كيفية التعامل مع الطفل العنيد غير المُبالي بالعقاب، أجاب “فؤاد” أنه يجب فهم الطفل المراهق ورغبته في استعراض قوته وتمرده وكونه عنيدًا، والحل معه هو قدرة الأب والأم في معرفة ما يهتم له الطفل سواء أكان الهاتف أو عدم الذهاب إلى منزل الجد مثلًا، ومهارة الآباء هو دراسة ومعرفة طبيعة وشخصية الأطفال، وفهم تصرفاتهم وردود أفعالهم.
تابع: “دوري كأب هو فهم الأبناء وليس صرف الأموال فقط، فمثلًا في حياتنا العامة يوجد حولنا طبيب وطبيب ناجح، ومهندس مهندس ناجح، وبالمثل يوجد أب وأب ناجح، نحن جميعًا مختلفين، ولن نستطيع إجبار الأب على المشاركة في تربية الأبناء إن لم يقم بذلك من تلقاء نفسه، وتأتيني حالات كثيرة تسألني عن كيفية التصرف مع الأب الذي لم يسأل عن أطفاله منذ 10 سنوات، ولكن الحل ليس عندي، فهذه طبيعة شخصيته”، مُضيفًا: “أنا لما دوقت متعة فهم ولادي طعمها حلو اوي، وإحنا فاقدين المتعة دي”.
أكمل: “في قصة عايز احكيها لأنها فرقت معايا، في رحلتي وأنا بتعلم أكون أب، في يوم من الأيام بنت وقفت قدام أبوها وهو بيقولها أنا بحبك فقالتله على فكرة أنا مش حاسة بيك، أنا كان نفسي بدل ما تجيبلي الهدية الغالية دي، تبقى معايا في حفلة التخرج بتاعتي، أنا كان نفسي بدل ما تبعتلي أحلى وأغلى هدية، كان نفسي تكون موجود في عيد ميلادي، كان نفسي أشوفك وسط التمرين لما الأبهات بتوع صحابي بيبقوا موجودين، عارفة الكسرة هنا والآية القرآنية اللي بتقول (والذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صُنعًا)، إحنا بقى فاهمين إننا بنحسن صُنعًا، فالموضوع مش مادي خالص”.
اختتم حديثه أنه قام بتغيير حياته بالكامل بسبب أن ابنته قالت له أنها لا تريده أن يسافر مرة آخرى وأن يبقى معها، مشيرا إلى أنه فعل ذلك وبدأ من الصفر لأجلها.