أجلس منهمكة في تصفح رسائل الإيميل و الفيس بوك عبر هاتفي ، يأتيني صوت صديقتي الجالسة بجواري ،تعلوه القهقهه النسائية الشهيرة “يسري فودة صور نفسه وهوه بيتفرج علي ريهام سعيد ونشر لها الصورة” ولأنني فيما يبدو كنت الوحيدة من عموم المشتغلين بمهنة “الصحافة” التي لم تتابع المعركة الدائرة بين ريهام سعيد ويسري فودة، قلت لها ساخرة، أستفسر الأمر “ايه اللي جاب مرحباً، لطظ ” وما علاقه ريهام سعيد بالأستاذ “يسري فودة “وكيف إلتقى النقيضان.
الأستاذ يسري فودة … حقا فعلتها، حقا جلست أمام تلفاز منزلك، وجلبت من يقوم بتصويرك، وانت تشاهد حلقه من برنامج صبايا الخير، الذي تعده وتصر على وضع إسمها رئيس لتحريره رغم مخالفه ذلك لقوانين نقابة الصحافيين وتقدمة السيدة “ريهام سعيد “، حقا فعلتها يا أستاذنا؟
ومادمت فعلتها وذهبت بنفسك إلى مستنقع ” الأعلى قراءة .. مشاهدة ” فاسمح لي أن أشير لك بيدي اليمني تعظيم سلام ” متشكرين … يامعلم”
تختفي متى تشاء فيأتي مجاذيبك لك بعشرات الأعذار، تكتفي ببعض التويتات التي عادة ما تتأخد طابعا واحدا “السخرية من الدولة” وتختفي تماما من المشهد معلنا في مقال أخير، “أنها الحرب التي تهدف بالدفع بأسوأ من في مصر إلى صدارة المشهد، بينما يكبت أفضل من فيها ويجبرون على البقاء خارج السباق، وهي العبارة نفسها التي برر “باسم يوسف” صديقك الأنتيم، قيامه بوقف برنامجه والسفر الي بلاد ” الأمريكان ” للدراسة والفسحة وخلافه.
وهنا وقفه إذا كنت ترى في نفسك “أفضل من فيها” ….. فلماذا فعلتها ..؟ ، بحثا عن شهرة، كما ذهبت بك مذيعة الفضائح، لماذا لم تبق حين طلب منك البقاء ..؟، الأن أصرف “ما تبقي من إيماني بك، خائبة الرجاء، الأن سأتوقف عن منحك لقب “الأستاذ” منذ سنوات كنت أضع في مخيلتي القروية الساذجة “بورتريه” لعدد لا بأس به من كبار الكتاب والصحفين والإعلامين “الأساتذة” من أهل المهنة، وتمر الأيام فتتحطم صخرة “الأستاذية” وتذهب بلا رجعة، ليحل بدلا منها ذكريات صادمة نتيجة مواقف شخصية كنت شاهدة عليها وطرفا في أحيان، تجعلني أفكر أحيانا في “قرقطة أظافري” ندما علي منحهم هذا اللقب، واليوم يأتي الأستاذ “يسري فودة” ليضع بيده رقما يضاف إلى قائمة المحرومين من لقب الأستاذ، ولن أخفي عليكم، أنني قررت منذ فترة بعيدة معاقبة اللقب ذاته بمنحه لكل من هب ودب.
علاقتي بيسري فودة لا تتجاوز بعض المكالمات الهاتفية للترتيب لإجراء حوار صحفي لم يوافق الأستاذ على “مبدأ” إجراه قبل تأكدي بأن “رئيس التحرير يرغب في إجراء حديثا صحفيا يزين به ركن الحورات لصحيفته ومازلت أتذكر جيدا، كيف كان الأستاذ مهذبا وقورا شديد التحفظ، يرى في الجلوس معه “مكسبا” يجعل الصحفي يتحمل مشقة الحصول على موعد، وكعادة “يسري فودة ” بدأ الأمر بالترتيب للموعد، وإنتهى بعدم الرد علي الهاتف، وهنا ربما يتصور القأري أنني أصفي حسابا قديما مع الأستاذ “يسري فودة” وربما يكون في ذلك بعض الصواب، لكن الهدف من سرد الواقعة، الإعلان عن إنطباعي الشخصي نتيجة للتجربة اليتيمة، حين إلتقيته بعدها بعدة أسابيع في حفل إفتتاح فيلم للمخرج “خالد يوسف ” حضره العديد من الشخصات السياسية والفنية، دار حديثا قصيرا بينا عن الحوار الذي قرر الأستاذ إجراه لجريدة “الشروق” رغم وعده لي وكيف أننا تعلمنا منه قواعد المهنه، التي تعطي للمصدر حق رفض إجراء المقابلة الصحفية دون ابداء أسباب بدلا من المماطلة والهروب في نهاية الأمر، وكما لا يليق بمن يري في نفسه “أفضل من فيها” تهرب الأستاذ بحجة أن الظرف غير مناسب، طالبا إعادة الإتصال به لترتيب الامر، وبالطبع لم أفعلها لأنني أدركت أن الأستاذ لا ينشر كتبه خارج الشروق، لا يكتب مقالا خارج الشروق، لا يجري أحاديث صحفية، خارج الشروق، كعادة باقي “الشله” التي تضم أصحاب توجهات بعينها .
السؤال الذي وجدت إجابتة سهله ومضحكة ومؤلمة .. لماذ خرج الأن “يسري فودة ” مهاجما ريهام سعيد ؟ ألم يشاهد حلقاتها من قبل ؟ ألم يري صور الأطفال المصريين القتلي نتجة جرائم بشعة وأجسادهم أشلاء تعرض علي شاشة قناة النهار التي تري في ذلك “شطارة” وتضع هذا البرنامج الذي أراه سببا مباشرا في حالة التدني الأخلاقي والسلوكي داخل المجتمع المصري ، في الصدارة ، بالطبع شاهد الأستاذ حلقات سابقة ، أو على الأقل عرف عنها ، وأن كان شاهد فالأمر مصيبة لأنه لزم بيته حين تعلق الأمر بأبناء بلده بينما إحترق قلبه ،وخرج عن لياقتة المعهودة ، حين شاهد أطفال سوريا الشقيقة، وإن كان لا يعلم فالأمر أفجع لأنه قرر أن يبقى “منعزلآ ” بشلته المعروفه، تلاميذ يسمح لهم بزيارت قصيرة، سبق أن قام بإختيارهم بنفسه، زملاء مهنه يصادقهم ولا يتحدث لاحدا غيرهم، علاقات ومصالح تجعله لا يري في وجوده داخل الوسط الاعلامي المصري ضرورة، لأنه يعود “جمعآ” بصحبة ” شلته ” سيعود الجميع حين يطلب منهم ذلك، وسيقولون وقتها، عدنا من أجل الوطن، هذا الوطن الذي لا يعلم أمثال “يسري فودة” أين يسكن ..؟ كيف يقضي يومه ..؟ كيف يتدبر أمره ..؟
سيعود بضيوفه وطاقمه وأصدقاءه، سيعود محاولا تخديرنا بكلمات حماسية، سيعود لمن ينتظره، يصدقه، يتوقع فيه خيرا، سيعود حاملا “كفن البطولة” وسنصفق له ضاحكين “إنت جيت يا صلاح”
الأستاذ لن ينزل إلى العامة في الشارع كما دعاه بعض الزملاء، ليكون بديلآ لبرامج “التدمير الإعلامي” ولن ينافس البرامج الذي ذهبت الى الناس وتأجرت بأوجعهم لأن الأستاذ لا يعبأ بالناس، إنه يسري فودة الذي يرى في نفسه أفضل ما في مصر حسب مقاله الاخير بجريدة الشروق “طيب .. وما البديل ؟
ورغم تقديري لتجربة الاستاذ يسري فودة المليئة بعلامات الاستفهام، أجد نفس مجبرة على قولها … لست البديل
هل تسمعني .. انت لست البديل