الكثير منكم يعرفون العلاقة الطيبة التي تجمع بيني وبين الفنان محمد منير، فأنا من جمهوره العريق منذ الطفولة، وللغريب وحتى الآن، لم يستمر إعجابي منذ الطفولة وإلى الآن إلا بمنير في مصر.
أعلم أننى تأخرت في كتابة هذا المقال، إذ أن الحفل المبهج الذى أقيم في جدة كان له أثر واسع السيط عالمياً، إلا أنني أحب أن أحتفل بمنير في أي وقت وتحت أي ظروف.
لذلك دعوني أجدد الاحتفال معكم بتكريم منير في جدة، الذي أشاد به كل المتابعين في الوطن العربي، حفلة سمعنا بها كل ألوان الموسيقى: منها الچاز والريجي والمقسوم والخماسي حتى موسيقى العالمي YANNI اتمزجت على موسيقى أغاني الكينج.
تلك الحالة الفنية على مسرح بنش مارك لا يمكن أن تحدث إلا لمطرب استطاع دمج الموسيقى الإفريقية والمصرية والعربية في لون واحد ختم عليه باسمه، وكان يردد لسنوات كثيرة “مهنتى مناضل فني”، وبالفعل ظل يناضل لإسعاد الملايين دون البحث عن تريند أو نيو لوك ولكن البحث عن فن حقيقي يلمس القلوب.
في حفل “مشواري” لم يكن غريبًا على مطرب التقى وغنّى مع كل الثقافات، أن تراه شامخًا وسط عدد 90 عازف من أنحاء العالم، واثقاً في نفسه وفنه وتاريخه، مستمتعاً بحنجرته التي تجذب آذان كل من يسمعها، متمايلاً بحركاته المعروفة.
هذا ليس بجديد على الكينج الذي سبق وأن تقابل في أول مشواره مع فرقة logic animal ومن بعده تشاليستج براس ثم أروكسترا الإسبانية ماري ديلمار وكذا فرقه النمساوي هوبرت فون كورزيون، ومن بعدها فرقة وايلرز وهي فرقة مغني الريجي الشهير “بوب مارلي”.
وأخيرًا، قدّم منير أغنية عالم واحد مع فرقة ich un ich الألمانية، إذن منير مثال حي لحقل التجارب الموسيقية العالمية.
ولكن الغريب والذي تعودته منه رغم كل تاريخه الفني هو سؤاله عن رأيي: “ألو يا حبيبتي قوليلي الحفلة عجبتك؟ وإيه رأيك في المزيكا؟”، توقفت بعدها أتساءل، هل لا يزال منير أسطورة الغناء الذي كسر قواعد المزيكا ينتظر آراء من حوله؟!
ربما كان أحد أسباب نجاحه الذي استمر لسنوات هو سؤاله هذا لجميع الطبقات، من الجنايني إلى الوزير ليستمع إلى آرائهم وردة فعلهم، لكي يستمر في تقديم المزيد وإرضاء كل الفئات بثقافاتهم المختلفة.
فخوره بأني من محبي هذا المشوار الطويل المنير بالجهد والإخلاص، وفخورة بهذه الحدوتة المصرية.. حدوتة محمد منير.