أحمد سعد في تونس
هالة أبو شامة
بعد أيام من الشد والجذب بين مؤيد ومعارض لموقف الفنان أحمد سعد، في الخلاف الذي وقع بينه وبين منظمة الحفل الذي أحياه على هامش مهرجان ببنزرت في تونس، أطلق البعض على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حملة في الساعات القليلة الماضية دافعوا من خلالها عن الفنان الذي أُدين في البيانات الرسمية التي صدرت من الجهات المسئولة في كلا البلدين بشأن الأزمة.
المدافعون عن أحمد سعد، أكدوا أن تصرفه خلال المشادة الكلامية التي حدثت بينه وبين منظمة الحفل أمام كاميرات الصحافة التونسية لم يكن مُبالغا فيه كما وصفه البعض ولا يستحق إلى أن يُحول إلى قضية تستوجب منه الاعتذار رسميا لكل النساء التونسيات.
اندلاع الأزمة بين أحمد سعد ومنظمة حفله بتونس
شرارة الأزمة انطلقت مساء السبت الموافق 1 يوليو الماضي والذي تزامن مع رابع أيام عيد الأضحى المبارك، حيث خرج أحمد سعد، عقب حفله للتحدث إلى الإعلام التونسي ليعتذر لهم عن عدم إجراء لقاءات تلفزيونية معهم، نظرا لأن ذلك لم يكن مبرما في العقد الذي وقعه مع الجهة التي استضافته، إلا أن منظمة الحفل قاطعته لتبدأ المشادة على مرأى ومسمع الجميع، قبل أن يتم تداولها بكثافة على بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وجاء نص المشادة التي حدثت كالآتي:
أحمد سعد: لازم تعرفوا إني موجود هنا معاكم احتراما وتقديرا وحبا لكل الإعلام والشعب التونسي، إنما كاتفاق إني أعمل أحاديث صحفية، ده مش موجود ضمن اتفاقاتي، ولكن وجودكم عشان تاخدوا مني كلمة ده شيء يسعد قلبي إني أكون موجود وسط الإعلام اللي أنا بحبه أصلا.. لما مشيت من الحفلة مش عشان خاطر أنا مش عايز أعمل معاكم أحاديث.
المنظمة: كان في اتفاق أنك تعمل ندوة صحفية بعد الحفلة
أحمد سعد: اسكتي لوسمحتي، عشان أنتي ملكيش علاقة أصلا ولا بتعرفي تعملي حفلات ولا بتعرفي تديري حفلات ولا ليكي علاقة بالحفلات
المنظمة: تاخد 80 ألف دولار وتخرج ومتحترمش الشعب التونسي.. أومال جاي ليه الصحافة التونسية رائدة في كل مكان.. امرأة تونسية عاملة مهرجان.. وتقول لها اسكتي أنتي، لا يا بابا بقولك مش تسكت لك دي امرأة تونسية حرة
أحمد سعد يصدر بيان توضيحي
رغم أن الأزمة كانت بين فنان ومنظمة حفله، إلا أنها اتخذت مسار آخر بعد أن اختزلها البعض في كونها إهانة للمرأة التونسية بشكل عام، هذا ما استلزم من الفنان في عصر اليوم التالي للحفل أن يصدر بيانا رسميا يوضح فيه حقيقة ما حدث في تلك الليلة.
وكتب “سعد” في بيانه: “توضيح ما جرى من أحداث في تونس.. كل الحب والاحترام لشعب تونس وجمهورها الكريم المضياف والذي على أرضه نال عظماء وعمالقة الفن المصري كل الحب والترحاب”.
أضاف: “لبينا دعوتنا الأولى لإقامة حفل في تونس رغم صعوبة تنسيق الوقت والمواعيد، فضلنا نطير إلى تونس متشوقين لشعبها الراقي وبعد الحفلة وجدنا منظمة الحفل تطيح بمبادئ احترام الفنان واحترام القانون وأطاحت ببنود العقد المبرم بيننا وحاولت تشويهنا أمام الإعلام التونسي الحبيب”.
تابع: “محاولة إجبارنا رغم ضيق الوقت وبالمخالفة لبند صريح في التعاقد على التعامل مع الإعلام ورغم ذلك خرجت للإعلاميين لتوضيح الموقف احتراما للإعلام والجمهور التونسي وما كان منها إلا مقاطعتنا بشكل غير لائق محاولة تشوية صورة الفنان المصري أمام الإعلام التونسي”.
اختتم: “لذلك اتخذنا كل الإجراءات القانونية اللازمة وأثق في النيابة والقضاء التونسي، ونعتذر لجمهورنا الغالي وأقول للجمهور المصري الكبير أنها حالة فردية لشخصيات غير مهنية لا تمثل شعب تونس وإعلامها المحترم”.
View this post on Instagram
تعليق وزارة الثقافة التونسية على الأزمة
بيان أحمد أسعد، لم يسكن الجدل المثار، فبعد أن احتد الأمر أصدرت وزارة الثقافة التونسية، مساء الإثنين الموافق 3 يوليو، بيانا علقت من خلاله على تلك الواقعة، وجاء نص البيان كالآتي:
تابعت وزارة الشّؤون الثقافية الضجة التي تلت حفل الفنّان المصري أحمد سعد في “المهرجان الدولي للتخييم والفنون والرياضة ببنزرت” وبعد التحري الأولي في حيثيات الخلاف يهمّها توضيح ما يلي:
1- الحفل الذي أقيم يوم 01/07/2023 للفنان أحمد سعد ببنزرت هو حفل خاص من تنظيم “جمعية الرمال للتخييم والفنون والرياضة” التي سبق وتقدمت رئيستها بمطلب الحصول على دعم من الوزارة ومن المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية الاّ أنّ مطلبها لم يُقبل وعليه لم يتم إسنادها لا دعما ماديا ولا لوجيستيا.
2- أسندت لجنة الفنانين الأجانب رخصة في إقامة هذا الحفل بناء على الوثائق الـمُقدمة من قبل رئيسة الجمعية.
3- تم صرف مبلغ العقد الفنّي لفائدة الفنان أحمد سعد من ميزانية الجمعية دون سواها.
4- أقيم الحفل بمسرح بنزرت الراجع بالنظر إلى إشراف بلدية المدينة.
5- حفل غرّة جويلية لم يُنظّم في إطار مهرجان بنزرت الدّولي الذي لم يبدأ بَعْدُ
وبناء على ما تقدم فإن وزارة الشؤون الثقافية تستنكر ما آلت إليه الأوضاع بين الجهة المنظمة والفنان – الذين تربطهما بنود عقد اتفاق مُمضى مسبقا – والتي آلت إلى مستوى التشكي لدى مصالح وزارة الداخلية من قبل الفنان، وهو ما من شأنه أن يسيء إلى سمعة تونس وسمعة مهرجاناتها ويحيد عن الغاية التي من أجلها يتّم تنظيم التظاهرات الثقافية والفنية الخاصّة والعموميّة.
كما تُحمل الوزارة المسؤولية الكاملة لتداعيات هذا الحفل للجهة المنظمة “جمعية الرمال للتخييم والفنون والرياضة” بوصفه حفلا خاصّا غير مدعوم من الوزارة ولا من مؤسّساتها تحت الإشراف.
هذا وستواصل وزارة الشؤون الثقافية تحرّياتها بشأن أسباب تداعيات الحفل المذكور أعلاه خاصة بعد تضارب التصريحات بشأن ميزانية المهرجان وتمويله وأجرة الفنان وكيفية خلاصة وسيتم إنارة الرّأي العامّ بجملة القرارات التّي ستتخذّها الوزارة لاحقا، وأهمّها مراجعة عملية إسناد التراخيص التي تتولاها مجموعة من الوزارات في إطار لجنة مشتركة بمعية وزارة الشؤون الثقافية.
نقابة الموسيقيين المصرية تطالب أحمد سعد بالاعتذار
في نفس الليلة التي صدر فيها البيان التونسي، أصدرت نقابة الموسيقيين في مصر بيانا آخر تسبب في غضب الكثيرين ممن أعربوا عن استيائهم وتعجبهم من طريقة تعامل النقابة مع الأزمة، حيث طالبت الفنان بالاعتذار لكل نساء تونس.
وجاء نص البيان كالآتي :”رداً على ما أثير خلال الأيام الثلاثة الماضية بشأن الأحداث التي وقعت داخل أرض الوطن الحبيب والشقيق تونس الخضراء وطرفي النزاع فيه الفنان أحمد سعد عضو نقابة المهن الموسيقية المصرية والأشقاء التونسيين منظمي حفله الغنائي أو المتعاقدين معه علي أحياء الحفل”.
تابع البيان: “بداية، تؤكد نقابة المهن الموسيقية بمصر علي متانة وقوة العلاقة بين الدولتين الشقيقتين مصر وتونس علي كافة المستويات والأصعدة”.
وأضاف البيان: “وبعد البحث الكامل في ملابسات النزاع من قبل النقابة العامة للمهن الموسيقية وبمعرفتي شخصياً كنقيب عام لموسيقيين مصر قررنا الآتي”:
أولاً : إلزام الفنان أحمد سعد بعمل فيديو يتضمن اعتذارا لسيدات تونس المحترمات؛ رداً على ما قام به لفظياً وجهاً لوجه لسيدة فاضلة من شقيقاتنا التونسيات المحترمات بعبارة تتضمن (أسكتي أنت ِأو اخرسي أنت).
ثانياً : توجيه اللوم والعتاب لكل الأشقاء منظمي الحفل بدولة تونس الحبيبة والشقيقة لعدم إبلاغ نقابة الموسيقيين المصرية بنصوص العقود المبرمة بينها وبين الفنانين المصريين مسبقاً وقبل إقامة أية حفلات فنية؛ حتى تكون النقابة على دراية تامة بكل ما يخص أعضاءها والتصرف الفوري في حال حدوث مثل هذه المشكلات.
ثالثاً : مخاطبة كافة جهات الدولة الرسمية والسيادية بضرورة حصول الفنانين المصريين علي خطاب رسمي من النقابة للسفر للخارج حتى تكون النقابة ضامناً وفاعلاً أساسياً لكافة تصرفات الأعضاء بالإيجاب أو السلب.
واختتم: “وتهيب النقابة العامة للموسيقيين بمصر ضرورة عدم الإنجراف نحو إضافة أي بعد عنصري أو تمييز . حيث أن الخلاف الذي حدث يجب أن يقتصر على أطراف الواقعة وعلى بنود العقد المبرم بينهما، دون الزج بعبارات تؤثر على قوة العلاقات الصلبة بين مصر وأي دولة شقيقة بوطننا العربي الغالي؛ وفي النهاية أتقدم بشخصي وبصفتي نقيباً عاماً لموسيقيين مصر، وفنان مصري محب وعاشق لكل بلداننا العربية الشقيقة بخالص الإعتذار لسيدات تونس الخضراء الحبيبة عما حدث من لفظ أثار استياء حضراتهن؛ متمنياً إستمرار أواصر الحب والأخوة والصداقة والاحترام بين مصرنا الحبيبة ووطننا العربي بأكمله”.
عمرو سعد يدعم شقيقه
كان الفنان عمرو سعد، من بين المدافعين عن شقيقه أحمد، حيث أصدر هو أيضا بيانا كتب فيه: “ما حدث مع احمد سعد في تونس هي محاولة فاشلة لتشويه الفن المصري، ما اتعودتش أعلق على أحداث حتى لو كانت تخصني لكن للمرة الأولي قررت أعلق على اللي حصل مع أحمد سعد في تونس مش لأنه أخويا والله ده لأنه نجم مصري ولأني بحب شعب تونس وفنانين تونس اللي الشعب المصري شايلهم فوق الراس وفي القلب”.
أضاف: “ولم يجرؤ أحد أو صحفي على اهانة الفنان تونسي أو عربي علي أرض مصر لأن مصر بتحترم ضيوفها وأصول الاحترام الكرم والمحبة وحسن المعاملة، واللي حصل من قلة من الصحفيين أو الأشخاص الغير مهنيين للأسف أساء لإعلام تونس المهني والمحايد، ولشعب احترم وحب الفن المصري وتشكل وجدانه علي لهجة فنها الأصيل من ايام عمالقة الفن وحتى الآن لدرجة أننا نشعر أن تونس حتة من قلب مصر”.
أردف: “شعب تونس أبو الكرم وحسن الضيافة ولا يقبل هذا المشهد المخزي والاداء الرديئ، وللعلم احمد سعد قبل الحفل رغم أن إدارة أعماله طالبوه بالاعتذار لان المنظمين حديثي العهد بالشغلانة والترتيب غير منظم كفاية، لكنه قال لن أرفض دعوة من تونس وأهلها، وفي الآخر يبقى الحب، ويعيش الحلو والوحش نرميه في البحر”.