مابين فترة الظهيره وحتي الغروب تنهال علينا الفضائيات بسيل من البرامج الطبية التي تعتمد على إستضافة طبيب في أحد التخصصات وجرعة زائده من الأسئلة والاستفسارات عن طبيعة المرض، أعراضه، علاجه وطرق الوقاية
منه ..
وغالباً تكون مقدمة البرنامج مذيعة شديدة الجمال بإستثناء برنامج طبيب الحياة الذي تقدمه “عروستان حلاوه” !!
وقد ذهبت لعيادة طبيب أسنان من مشاهير الفضائيات وكان حديث المرضى هناك يرتكز على أساس واحد “ده بيطلع في التليفزيون أكيد شاطر” وكأنه مارد بيطلع من المصباح يتوقع المريض أنه سيحصل على الشفاء العاجل بنفس سرعة وجودة تحقيق المارد لرغبات صاحب الفانوس “شبيك لبيك يا مصطفى”، فقط لأنه بيطلع في التليفزيون!!
لكن على أرض الواقع يحدث عكس ذلك تماماً فالطبيب دائم الظهور في الإعلام هو في الغالب طبيب ذو خبرة محدودة وعيادة شيك جديده إكتسب شهرته وأزدحمت عيادته بفعل ظهوره في الإعلام وليس العكس والطبيب القادر المتمكن من تخصصه يكون الظهور في الفضائيات آخر إهتماماته.
وهنا يحضرني لقاء للدكتور مجدي يعقوب مع الإعلامية منى الشاذلي والذي قال صراحةً أنه كان يفضل إستغلال هذا الوقت “يقصد وقت البرنامج” في غرفة العمليات حيث علاج وإنقاذ الناس، ولا أعتقد أنه ظهر بعدها في أي لقاءات تلفزيونه مطولة من أي نوع,
أما البرامج التي تسمح بالمداخلات التليفونية فهي تستبدل غرفة الكشف بالأستديو ويقوم الطبيب على الهواء مباشرة بتشخيص المرض وتحديد العلاج “كده شفوي وهو سايب إيده” !! لكن الشئ الجيد هو أنه لا يكتب روشته حيث الخط السريالي الشهير الذي يستخدمه معظم الأطباء .
وفي رأيي أفضل هذه البرامج هو برنامج “الدكتور” على فضائية القاهرة والناس حيث يقدمه طبيب مختص “يعني مابينضحكش عليه” كما يسوده روح عالية من الفكاهة وخفة الدم التي يتمتع بها مقدمه.
وأخيراً .. إذا تابعتم البرنامج الأميركي “the doctors” سترددون معي “الناس دول سبقينا بميت سنة ضوئية نحصلهم إزاي !! بصوت الفنان أحمد عيد.